في ليلة شتا مطرها مش بيرحم، كان "آدم" قاعد في بار صغير على طرف المدينة، بيحاول ينسى الدنيا ومشاكلها. الضوضاء حوالينه، الناس بتضحك وبتشرب، بس عينه كانت تايهة لحد ما شافته…

ليان.

دخلت كأنها صاحبة المكان، عيونها خضرا لونهم كله نار، وشعرها سايب على كتافها زي خيوط الليل، وابتسامتها فيها تحدي وجرأة. كل خطوة ليها كانت بتشد الانتباه، لكن عينها وقعت على آدم، وكان كأنهم عرفوا بعض من زمان.

آدم قرب منها وقال بابتسامة نصها لعب ونصها جد:

– "حاسس إني شوفتك قبل كده."

بصت له وقالت:

– "ممكن… في أحلامك."

ومن اللحظة دي النار ولعت.

بدأوا يشوفوا بعض أكتر، وكل لقاء كان مليان تحدي وإثارة. نظرات طويلة، لمسات خفيفة بس تشعل القلب، كلام قصير بس معناه كبير.

آدم اكتشف إن ليان مش بنت عادية… كان وراها أسرار كبيرة، وشيء غامض مغطى على ماضيها.

في ليلة مطرية، وهم قاعدين على سطح عمارة عالية، المطر بينزل والمدينة تحتهم منورة زي بحر نجوم. المسافة بينهم صغيرة، وأنفاسهم متشابكة.

آدم مسك إيدها وقال بصوت واطي:

– "إنتِ جنون… وأنا عايز أضيع في الجنون ده."

ليان ردت بصوت ناعم كله جرأة:

– "أنا عمري ما أعطيت قلبي لحد… بس يمكن أديك كل حاجة تانية."

اللحظة دي ما كانتش رومانسية عادية… كانت إعصار من العاطفة والإثارة. كل شيء حواليهم اختفى، وبقوا هما بس… العشق بينهم انفجر زي بركان مستني اللحظة الصح.

بس الحب اللي يولد من نار دايمًا وراه ثمن.

ليان اعترفتله بصوت مخنوق:

– "أنا مش بهرب من الحب… أنا بهرب من ناس خطر، من ماضي مظلم. لو عايز تبقى معايا، لازم تعرف المخاطرة."

آدم سكت شوية وبعدين ابتسم ابتسامة فيها جنون وقال:

– "يبقى أنا كمان هاجري معاكي… حتى لو آخرنا النار."

مسك إيدها بإحكام، وعرفوا ساعتها إن العشق الحقيقي مش بس كلمات، ولا لمسات، ولا قبلات… العشق الحقيقي هو إنك تغامر بحياتك مع اللي بتحب.

من ساعتها، بقوا سوا، بيواجهوا العالم كل يوم… وكل ما الدنيا حاولت تطفي النار اللي جواهم، كانت تشتعل أكتر.

كان عشق تحت الجمر، نار ما بينطفيش، عشق مليان إثارة، تحدي، وحياة جديدة كل يوم، وكل يوم.