اتمنى لكم قرآءه شيقه🤍

تراجعت خطوات فلورا إلى الوراء بشعرها اللامع الذي قد تناثر من هبَّات الهواء الدافئة وجعل شعرها المنسدلُ يظهر بشكلٍ يجذب روحه مباشرة بعدما لمحه،وفستانها الرقيق المبتل ببعض مياه البحر، وبكل خطوة خطتها كانت تساؤلات الشاب تزداد حول ما إن كانت عيناه تريه مشهدًا حقيقيًا من الحياة ام اصابه الهوس المفاجئ لوحدته في حياته.

تراجعت الفتاة الى الوراء والتفتت بجسدها تجاه الشاب و تقدمت اليه ببعض الخطوات،كان يشعر بنبض قلبه الذي لم يستطع ان يخفي آثاره الظاهرة على وجههِ.

اقتربت الفتاة ناحيتهُ وقالت:هل كَبُرت على مراقبة غيرك و إخافتهم يا عابر السبيل.

كان يسمع صوتها ويشعر به وكأنه يستمع إلى معزوفة متناغمة، فكان يسمعه ويدخله الى قلبه ولكن لا يفهم ماذا يعني كلامها،لم تفهم الفتاة سبب سكوته فقالت له :هل تسمعني!!

فنظر إلى عيناها الذي كان يسكن فيهما البراءة والنقاء والصفاء كالسَّماء تمامًا،غضبت الفتاة و خاطبت نفسها هل هو أصم؟!…هل يسمعني؟!…

فهمت لتسأله ما راودها فإن أجاب فهو يسمعها لا شك وإن لم يجيب فإما أن يكون الصم أصابه أم ان الجنون يسكن عقله، فما أن قالت:هل تعاني من الصُّم أيها…،قاطعها وقال لها:أسمعك يا ذات العيون التي تسكنها السماء

كانت تحدق بأعينها الذي ملئت بالتعجب وما أن سمعت ما قاله لها فتغير اتجاه بصرها ونظرت جانبًا، ولوحظَ توُّرد خدَّاها ثم نظرت إلى الأرض، فقال لها دون تفكير:كيف من الممكن أن يتوه المرء بعيون يراها لأول مره؟؟!…

فقالت الفتاة بصوت تدَّعي فيه القوة:كيف تجرؤ على قول كلامٍ كهذا؟! أم أنها عادة كبرت عليها أيضًا مثل عادة المراقبة؟!!

فصمت و رُسمت على شفتاه ابتسامةً فاقت علو الأمواج الذي هاجت بعدما أحست بغضب فلورا

قالت:هل ابتلعت حيتان البحر لسانك مجددًا!!

هو: بل جمالك الذي ابتلعني كاملًا