_أسرعي يا إيمان توفيق بالأسفل ينتظرك _

_في الطريق يا أحمد في الطريق _

إيمان خطيبة توفيق و هم في طريقهم لتناول العشاء بالخارج ، نالت إيمان توفيق بعد عناء طويل من البحث و البكاء و الخناقات التافهه و الغليظه بينهم إلى أن أدت تِلك الخناقات لرباطِهم ....

إستقبل توفيق هناء بباقه من الزهور مميزه باللون الأرجواني تكره إيمان اللون الأحمر لكن ذلك لم يمنعه بوضع زهره حمراء بالمنتصف لرؤية عبوس وجهها الممزوج بالحُب

_أوه حسناً أنت تعلم أني أكره الأحمر من وضعها هنا لابد و أنه أنت من أفسد الباقه الجميله _

بضحكات طفوليه شريره _نعم إنه أنا يا غاليه_

كم تكره إيمان تلك الكلمه لكنها لا تكرهها من فم توفيق و كأنها جوهره غاليه الثمن بالنسبه له أو إحدي عيناه لتكون غاليه توجهها للسياره بعد فتح الباب لها للمشاجره التاليه علي الراديو من يديره _أنا صاحب السياره أنا من يدير الراديو_

_و لكني ضيفه و لي واجب الضيافه_

_حسناً أديريه يا غاليه_

_أوف عليك يا توفيق _

كانت أغنية إيمان المفضله علي الراديو it's not goodbyeل laura pausini علي الرغم من خوفها الدائم منها إلا أنها تحبها كونها عانتها علي أيام غياب توفيق الكثيره أخذت تنظر إليه و هي تغني there's one thing i can't deny it's not goodbye و هي تنظر إليه بعيون تبرق بالدموع و تقول له_ i couldn't hold on يا توفيق إياك و الرحيل مره أخرى كانت أيام شداد علي _

_لا تقلقي يا إيمان "حين يتحدث توفيق بجديه يحدثها بإسمها بنبرة جديه و حزم " لن أرحل مره أخرى إلا إذا..._

_توفيق لا إلا إذا ماذا !! لن ترحل مره أخرى و إلا أحرقت سيارتك و قتلتك بعدها !.. لا لن أقدر علي قتلك لكن سأحرق سيارتك أليست غاليتك !!_

_أنا أملك غاليه واحده و هيّ بجانبي _

وصلا إلى المقهى المعتاد لهم لطالما تحدثا بالساعات فيه حتي أن إيمان كانت تصفه بسارق الوقت _إيمان لن نتأخر بالداخل كالمعتاد لأني مشغول _

نظرت إيمان إليه بسؤال إذن لماذا اتفقنا علي العشاء إن كان مشغول و لكنها أبقت السؤال بداخلها ، تركت إيمان توفيق يطلب لهم هذه المره و لكنه كان غريب هذه المره طلب شئ مختلف عن قهوتهم المعتاده تركي غامق اللون بدون سكر هذه المره طلب قهوه بسكر و برازيلي هناك شئ مختلف! كأنه شخص مختلف إنه لا يغير روتينه أبداً؟!

هذه المره أطلقت إيمان سؤالها ب.. _من أنت!؟_

ضحك توفيق و هو يقول _دعينا نغير الطلب هذه المره يمتلكون أفضل مقهى بالمدينه و أفضل قهوه بالمدينه متأكد ستگون مختلفه و جميله_

...مختلفه و جميله!!!

ظلت تلك الكلمات تدور حول إيمان كذباب الشتاء لا يرحل و لا يختفي ...

إحتست إيمان القهوه و هيّ قلقه حتى أنها لم تستمتع بالقهوه كعادتها بإحتسائها لكوب القهوه المقدس، نظر توفيق للساعه و إستعجل بحساب القهوه ليغادرا المكان لم تنطق إيمان بكلمه واحده منذ توجها للسياره حتى وجه لها توفيق الحديث _غاليتي صامته_

نظرت إيمان و قلبها ينبض من الخوف _لا لا يوجد شئ _

_هل أعجبتك القهوه_

_أوه البرازيليه كانت مختلفه و جميله_

ضحك توفيق بإستهزاء على كلماتها و هذه المره إيمان لم ترتاح لوجود تلك الكلمتان _تمام يا مختلف و جميل أنا أعجبتني جداً و أعتقد سأغير قهوتي التركيه لبرازيليه_

بكت إيمان بدون مقدمات و هى تنظر إليه ، توقف توفيق محازي للرصيف _إيمان لماذا تبكي ماذا حدث !!؟ إيمان!! غاليتي ماذا يحدث ؟؟! _

_ أريد العوده للمنزل _

_حسنا حسنا نحن بالطريق على الأقل أمسحي دموعك سيعذبني أخيكي_

مسحت إيمان دعوها و لكن بكاء قلبها لم يصمت علمت أن هناك فتاه جميله و مختلفه اخرى غيرت روتينه لتلك القهوه البرازيليه، وصلت إيمان لغرفتها و ما أن وجدت وسدتها حتي فاضت بالبكاء كأن وسادتها الملجأ لها حتي غرقت بالنوم ، نامت إيمان و كأنها لم تنم من قبل بعمق و سكون لكن لم تستيقظ قط .

دخلت أحمد أخ إيمان بهدوء ناقراً الباب _إيمي إيمي هل أنتِ مسيقظه ؟_

و لكن إيمان لم تجبه تحدث بنبره أعلي قليلاً _إيمان.. إيمان.. الساعه الوحده بعد الضهر حبيبتي انهضي_

و علي الوتيره لم تجب إيمان قلق أحمد فاقتحم الباب ليجد إيمان في سريرها بهدوء بدأ في تقليبها يمينا و يسارا لكن لم تتحرك قط .. هرع احمد للهاتف ليطلب الطوارئ و في محاوله منه لإيقاظها ، وصلت الإسعاف لتأخذ إيمان الفاقده للوعي

الكثير من الحديث هنا و هناك ممرض يجري طبيب يصرخ أدوات في كل مكان بعد يوم شاق فاقت إيمان التي حاظت بيوم متعب علي صوت أخيها أحمد و هو يقرأ آيات من القرآن الكريم بصوت متهتك _أحمد ماذا يحدث ؟!_

_إيمي حبيبتي حمداً لله على سلامتك أنتي بخير لا تقلقي الأطباء أخبروني بأنك بحاجه لبعض الراحه فقط أنا بجانبك_

_ماذا حدث ؟ لا اذكر شئ !!_

_اعتقد أنا من يحق لي السؤال ماذا حدث الأطباء اخبروني انك كنت تحظين بتوتر شديد ، هل توفيق السبب؟_

_لا لا لم يحدث شئ _و هيّ تتحرك في مكانها بتوتر _لا يا أحمد انا في الأساس بخير اعتقد بسبب القهوه البرازيليه. _

_قهوه برازيليه ماذا تقولين !!! علي كلٍ إرتاحي قليلاً سأتصل بأحمد لاخبره انك بخير _

_لا تتصل يا أحمد اتركه مع قهوته الجميله المختلفه_

_ماذا تقولين؟! إيمي انتِ بحاجه للراحه الآن كفاكي كلام_

تُركت إيمان وحيده لأفكارها مره أخرى و هي تتذكر كلمات توفيق عن تِلك المختلفه الجميله و تتخيل شكل فتاه رفيعه لا لا سمينه لا لا متوسطه هل هيّ شقراء ام سوداء الشعر ، تتخيل جلوسها أمام توفيق و الضحكات تعلو مكانهم المعتاد و هيّ تنظر من الخلف .. ظلت إيمان تُفكر و تتخيل حتى

طرقات الباب التي كان وقعها كطلقات الرصاص _ أهلاً غاليتي كيف حالك الآن؟_

نظرت له إيمان بتمعن و كأنها تتفحص ذكريات عينيه هل تحتوي فتاه أخرى و كيف تبدو و لكن الصمت كان سيبدو غريباً فردت _الحمد لله_

أحس توفيق بشئ غريب من نظرات إيمان و هذه المره تحدث بتوتر كأنه يخفي شئ _لم كل هذا كنا بخير البارحه؟!_

انزلت إيمان قدماها من علي السرير و كأنها تستعد للمعركه القادمه _ أما زلت تحبني كالسابق ام هناك فتاه اخري يا توفيق_ بصوت حازم متهتك من التعب ألقت إيمان رصاصتها

_إيمان !! لم تقولين هذا؟!_

_أنا أسألك و احتاج إجابه_

_لا و لن و لم أحب أحد غيرك يا غاليتي _

و هو يرفع خصلاتها عن وجهها ، نفرت إيمان يده و بدأت في الهجوم _ أنت كاذب أنت خائن تحب غيري و تعطيها مواعيد و تشرب معها القهوه البرازيليه علها أعجبتك !! و هي مختلفه بالتأكيد عني و أيضاً جميله ، تقتطع من وقتي لها يا توفيق .. إرحل لا أريد رؤيتك مره أخرى إرحل و لا تعود أرجوك أبداً مع كل ما حدث في حياتنا معاً هذه هيّ نهاية كل شئ من هذه اللحظه أخذت العهد لا أريدك مره أخرى و هذه دبلتك لا أريدها و أخي سيعطيك حاجياتك لا تأتيني مره أخرى حتى في أحلامي _

نظر لها توفيق بحزم و بعيون مملوئه بالجديه و الحِده _ سأرحل يا إيمان و لكنك ستظلين غاليتي و لن يحل محلك أحد أبداً_

_نعم إرحل لا أريدك إرحل يا توفيق _ كانت عيون إيمان تفيض بالغضب و الحنين و الحزن و الأسى كانت تنظر إليه و هيّ تقول في قرارة صدرها لا ترحل أرجوك تحدث أطلق بعض الطلقات أنت الأخير و لكن ذلك لم يمنع توفيق من إغلاق باب الغرفه وراءه و الرحيل ...

و بعد سنه .. أتى جواب لإيمان بعنوان "الحقيقه" كانت إيمان على يقين تام أن الراسل توفيق ، فتحت الرساله بداخله لتجد ..

عزيزتي غاليتي ..أنتي في كل شئ حولي ، لم أستطع الرد عليكي في المشفى و لكن .. أنتي بحاجه لمعرفة الحقيقه ..

كنا نعيش في روتين دائم مستمر قرأت كتاب لدكتور إبراهيم الفقي أعرف أنكي قرأتيه أننا يجب أن نفعل ما نخاف منه و بالنسبه لي هو التغيير أو بالنسبه لنا ، كنا في حاجه ماسه للتغيير حتي لا نتخلى عن حبنا لبعض .. رأيت في عيناكي كل شئ يومها لم تريدين من الرحيل أنا أعرفك كما أعرف يداي

و بالنسبه لكلمتان جميله و مختلفه فكانت تلك القهوه حقاً كذلك و مختلفه عن عادتنا .. أفتقد لخناقاتنا يا غاليتي و أرجوك اتخذتي من الدبله مكان لأحدى أصابعك ، سأنتظرك في مكاننا المعتاد و هذه المره أنتِ من سيطلب القهوه

..

قفزت إيمان من السعاده و هيّ تبحث في أركان الظرف عن دبلتها للتخذ من اصبعها مكان لها و لو أنها أصبحت واسعه عليها لكن لم يمنعها ذلك من عودة توفيق لها ، أخذت بتجهيز نفسها كعروس لليله زفافها لتكون بأبهى حله ممكنه و بالفعل أخذت من أخيها الولي لإيصالها لعريسها قابلها توفيق بباقه من الزهور و لكن هذه المره لم تحتوي على زهره مختلفه في المنتصف _أين الزهره الحمراء ؟_ و هي تضحك ليرفعها من جيبه لشعرها_ أنتي وردتي الحمراء المميزه في بستان الزهور الأرجواني اللون يا غاليتي _