.....التكملة 3 :

بينما كنا نتأهب لمواصلة المسير ، خش ، خشششششش ، صوت يتسلل من الأشجار ، وقع أقدام ، حتى ظهر من بين العشب الطويل ! إنها " خلود " ، صديقتي خلود بشحمها و لحمها ، لم أصدق ما أراه ، و قلت لنفسي :

-لماذا تحدث امور غير متوقعة كثيرة هنا ؟"

وقفت في مكاني بدون ان أتحرك لمدة دقيقة ربما ، لا أدري ، لكننا ركضنا إلى بعضنا البعض في نفس الوقت ، هل فعلنا ذلك من هول الصدمة ، أو لاشتياقنا لبعضا ، أو لما رأيناه في تلك الأدغال الشريرة ، لاأعلم !

جلسنا بهدوء على حجرة تبدو ككرسي مريح ، لكنها ليست كذلك ، و بدأت تقص على مسامعنا ما مرت به بادئة بقولها لجملة:

"" هذا المكان ليس للضعفاء ""

قالتها بلهجة تبدو كمن عاش الجحيم و خرج منه ، ثم بدأت في السرد :

-" لا أعلم كيف دخلت إلى هنا ، خرجت كالعادة من المنزل للذهاب إلى المتوسطة ، كان لدينا على ما أظن اختبار رياضيات أليس كذلك؟ علا كل ، كان الجو رائعا و السماء زرقاء صافية كما قالت النشرة الجوية ، اناس ذاهبو للعمل ، و شيماء و شروق و ايمان ، وغيرهم ممن نعرفهم ، متجهين للمدرسة مثلي ، حتى فجأة تسلل ضباب كدخيل ، وحجب كل شسئ عن الرؤية، كان خفيفا ثم صار أكثف مع مرور الوقت . لم أرد التحرك من مكاني في البداية ، لكن تحرك قدماي وحدهما كما لو فقدت السيطرة عليهما ، شققت طريقي في السراب ، الا أن تراءى لي لون زمردي من بعيد ، كلما قتربت منه أصبح أوضح ، كانت نارا ، أو أقرب الى شعلة الألعاب الأولمبية ، بدى الامر كما لو أني دخلت عالم لعبة فيديو ، و بينما انا أغوص في التفكير حول ما حولي .... التقطت أذناي شيئا ، كان صوت جري بأربع قوائم ، ثم زمجرة قوية تقشعر لها الابدان ، أدرت رأسي.....إذا بوحش مهيب ، نمر أبيض ضخم ، وقلت لنفسي " أنا ميتة لا محالة "........

-يتبع-