أهلا ، هذا الجزء الثاني ل"أجزاء مبعثرة"
مرة أخرى، من فضلك قدم ألذع نقد لديك حول الأسلوب، السرد، الوصف... أكتب كل ما يخطر ببالك، وشكرا!
هذا رابط الجزء الأول
بسم الله
أيقظني إتصال هاتفي من أحمد على الساعة الثالثة صباحا تقريبا، هو ضابط شرطة، وهو الآن مكلف بملاحقة... ، إن كنت لا تعرف من هو.... فدعني أعرفك به،بدأ الأمر منذ ستة أشهر تقريبا، اين تم إبلاغ الشرطة عن إيجاد فخذ يسرى بشرية في الغابة الشرقية، وجدها مجموعة من الشبان كانوا في رحلة تخييم..
بعد تفتيش المنطقة تم إيجاد أجزاء أخرى قدم يسرى، أصابع يد، أذنان... لنفس الجثة - كما تبين بعد فحص DNA- كانت تلك الأجزاء حديثة ومبعثرة في أنحاء الغابة،إنها جثة أنثى، تم معرفة ذلك لأنهم عثروا أيضا على جزء آخر، كان أكبر ما تم إيجاده، إنه النصف العلوي للجثة - من البطن إلى الرقبة- عاريا بالطبع ، لا يوجد رأس، اليد اليسرى تم قلع أصابعها، وكانت معلقة على شكل صليب في شجرة، أما النصف السفلي أو ما تبقى منه فكان ملقى بجانب الشجرة ويحتوي على أعضائها التناسلية فقط.
بهذا فما لم يتم العثور عليه هو رأس الضحية وفخذها الأيمن
لم تتمكن الشرطة من تحديد هوية الجثة بسبب عدم إيجادهم لأي أوراق تثبث هويتها ، كما أنهم لم يتلقوا أي بلاغ بإختفاء شخص في المنطقة.
لا يوجد أي دليل يشير إلى المجرم، تم الأمر في الليلة السابقة، ولم ير أحد من السكان شيئا أو يسمع.
بعدها بخمسة أيام تم الإبلاغ عن حادثة مشابهة في الغابة الغربية،لا أثر للرأس ولا الفخذ الأيمن، لكن هذه المرة، ترك المجرم أداة جريمته، لقد ترك فأسا مغروزة في النصف العلوي للضحية، وترك بطاقة هويتها بجانب أعضائها التناسلية،كانت بائعة هوى ذات 26 عاما..
إتضح فيما بعد أن كلتا الضحيتين كانتا حيتين أثناء قيام ذاك الوحش بتقطيعهما لكن لابد من أنهما فقدتا الوعي بسبب كل ذلك الألم ، كان سبب الموت هو النزيف الحاد.
بعدها تغير موقع الجرائم، وذلك بسبب إنتشار رجال الشرطة في كلتا الغابتين - المنطقة تحتوي على غابتين فقط-، لقد صار الوحش يقوم بجرائمه في الفنادق، إنها مدينة سياحية وعدد الفنادق هنا يكاد يفوق عدد السكان.
لنعد لوضوعنا الآن ،أحمد كما قلت لك هو الضابط المكلف بمطاردة هذا الغول، أما أنا فأدعى سامي،أعيش وحدي في شقة متوسطة الحجم وأعمل صحفي حوادث، وسبب اتصاله بي هو أن بيننا علاقة مصالح متبادلة، هو يخبرني بالحادث في أسرع وقت لأكتب عنه قبل الصحف المنافسة، وأنا أضمن له شهرة معقولة شيئ ما يشبه علاقة التمساح بطائر الزقزاق، الأول ينظف أسنانه بلا جهد والثاني يأكل بدون مقابل ..
أيا يكن، يمكن توقع سبب اتصاله في هذه الساعة، إنها جثة أخرى أو بالأحرى أجزاء جثة.
عندما وصلت، كانت سيارات الشرطة تحيط بالفندق، فندق خمس نجوم تم بنائه منذ عهد قريب، لقد أخبرني الضابط بأن الجريمة تمت في الطابق الأول، الغرفة 7، لذلك صعدت مباشرة إلى هناك، كان المنظر مروعا، برغم أن هذه ثالث جريمة أحضرها لهذا المسخ (لم أشهد جريمتي الغابة) إلا أن المنظر يزداد سوءا في كل مرة.. أحتار فعلا لإمكانية إعتياد شخص لمناظر كهذه..
هكذا وبعد أن أفرغت عشاء الليلة السابقة في الحمام المجاور دخلت الغرفة مرة أخرى، كان احمد يقف وسط أشلاء الجثة المبعثرة، نظر إلي بعينيه الضيقتين وقد بدأت تجاعيد جبينه في الظهور،إنها نظرت كفيلة بأن تجعلني أعترف بتقطيع هذه البائسة وتوزيع أجزائها في أنحاء الغرفة، قلت وأنا أرفع جهاز التسجيل كأني أختبئ خلفه:
-"أهلا أيها الضابط، هل لك أن تقدم لي شرحا عن ظروف إكتشاف الجثة؟"