عندما يمتزج صوت مآذن المسجد مع ارتطام صاروخ طائش في بيت عجوز ..

خرج الشيخ يتلمس ماتبقى من آثار بركة الاقصى فقد بارك الله ما حوله .. يتلمس الجدار الاعزب فهو بدون بابٍ حتى فقد خلعه البوليس بحجت ان الباب يحمل آثار الإيمان و سعادة على أصحاب البيت ... آه آاحكي لكم قصة الشيخ أم عن الباب وقصصصه او الجدران و تجاعيدها !

.. كبِر الشيخ وفقد بصره ولم يعد يعرف سوى طريق المسجد الأقصى الذي يبعد حوالي أمتار معدودة عن بيته .

ذلك الشيخ هو اغلى شخص في القدس .. فهو يملك شرفة تطل عن المسجد الأقصى يرى صومعة القبة الذهبية .

بيته أمام اول قبلة للمسلمين و من الثلاثة التي تشد إليهم الرحال يا طويل العمر .

يمشي و الارض بستحياء كعادتها تمهد له الطريق فتضريسها اصبحت وعرة . فجأة يتخلل المشهد لحظة انعدم فيها الحياء و السماء التقطة صورة لتوثيق الحدث ... صاروخ بحجم مأذنة المسجد يسقط مغمي عليه على باحت الدار لم يترك في المنزل سوى رماد وبعض الركام فوق ما تبقى من الأثاث .

وبين كل هذا كله كان صوت الاذان يملء سماء المعمورة

... حي على الفلاح حي على الفلاح .

الشيخ يستدير الى داره ولم يزعجه صوت دوي الانفجار فقد تعود عليه .. فقدّ فقد زوجته و اولاده منذ سنوات وكان هو الناجي الوحيد بينهم حينما سقط الصاروخ على بيته فأبادهم كلهم على بكرة ابيهم .

هذه المرة ايضا أعطه الله حياة اخرى ليقص قصة اخرى على ما تبقى من احفاده .. يخبرهم بالالعاب النارية التي كان يطلقها اطفال بنو صه.يون في البيوت المطمئنة .

سقط الصاروخ ولم تسقط عكازة الشيخ لم يرى المشهد فهو كفيف لكنه رأى ما لم نره نحن رأى خوف بادي على وجه اليه.ود أسقطوا عنه صروخ طائش ...أخطأ الهدف .

استدار ببطء فلم يجد سوى نفسه كأنه لم يستطر فتمتم بكلمات ثم صاح ... هذه الأرض لا تتسع لإنسانيتين.

إما نحن او نحن .

#يتبع ...