كان يجول في بال الفتاه فكرة واحدة وهي ...

ان تستمر بارتداء اقنعتها حتى لا يعود احد يتذكر كيف هي حقيقتها وكيف كانت بالماضي مع علمها بصعوبة هدفها الا انها مستعده للتضحية ومستعده لبذل الجهد 

كل ذلك كان نتيجة ما مرت به فعرفت أمرين أساسيان والأول هو ان طبيعتها لم تكن مناسبة لهذا العالم الوحشي و الاخر كون هذا المكان غير مناسب لها لذلك وجب عليها الرحيل دون عوده او النظر للخلف وكان الامر الذي كانت تود حمايته هو الأهم و السبب الرئيسي لاتخاذها التدابير السابقة وهو الحفاظ على جوهرها الذي كانت تعتز به لكن لا يبدوا انها تستطيع ذلك ....

فتحت الفتاه عينيها فجاه مع ان تعبيرها كان ذاته الذي كان مرسوما على وجهها اثناء نومها ولم تحرك ساكن الا ان الحيوية كانت تتسرب من عينيها لتتركها بلا ضوء او اثر للحياة استخدمت الفتاه يدها اليسرى لتعيد شعرها للوراء ومع لون بشرتها الشاحبة وتعبيرها الخالي من الحياه تكاد تشبه لوحة فنيه لفنان مكتئب 

نظرت الفتاه الى الساعة وكانت بالفعل الثالثة فجرا ارتفعت زوايا شفتيها لترسم على محياها تعبيرا ساخرا ولم يدم ذلك لأكثر من بضع ثواني ليعود تعبيرها كما كان 

كانت تسخر من حياتها ومن الاحداث التي تمر بها

كل ما في الامر انها اعتادت هذا بل اكثر من ذلك ستجده غريبا اذا لم يحدث لأنه وفي هذه الساعة بالضبط كانت الكوابيس تطاردها لتزعج نومها لم تكن تنزعج حقا من محتويات الحلم الذي بالعادة يحوي على الجثث و القتلة و الدماء و أصوات الصراخ ولكن ما كان يزعجها حقا هو تصرفها اثناء الحلم فكانت تشعر النشوة كلما رأت الدماء لتبدأ باللعب به ورسم اللوحات الغريبة وتوقها للمزيد منه واحيانا كانت يتم ملاحقتها اثناء الحلم او تهرب من شيء ما او يهاجمها خيال ضخم اسود ونادرا كانت تحلم بصديقتها القديمة تطاردها اثناء الحلم لتوبيخها وكان هذا اكثر الاحلام التي تؤثر عليها لأطول فتره ممكنه فكانت تلتزم الصمت ليوم كامل ... فقط لترتب افكارها التي تحولت الى عاصفه هوجاء تكاد تفقدها عقلها 

على كل حال مهما كان نوع الحلم كانت النتيجة واحده وهو استيقاظها بمزاج معكر 

في العادة وفي هذا الوقت كانت عائله الفتاه جميعهم نيام لذا كانت تتجول بخفة وحريه في انحاء المنزل الفسيح المظلم اشبه بالأشباح من أفلام الرعب

كانت ترتدي سماعات الرأس خاصتها وتستمع الى الموسيقى بأعلى صوت حتى لا تسيطر عليها افكارها في خضم الهدوء القاتل الذي كان يسود المنزل و لتوقف تلك العواصف التي تجعلها ترغب بضرب راسها بالحائط حتى تتحطم جمجمتها

واثناء تجوالها كانت تستمر بتجاهل الخيالات التي كانت تراودها فقد اعتادت على هذا مع كونها قد تنزعج من حين الى اخر لكنها كانت مدركه تماما لكونها تعاني من الذهان حيث ان الخيالات كانت دائما ما تحاول اقتلاع رأسها وانتزاع ملامح وجهها وإخراج مقلتيها من مكانهما واحيانا خنقها حتى الموت و تستمر بالحوم حولها و تسمع أصوات تناديها باسمها من فنية لأخرى

حاولت الفتاة إيجاد الخلاص او العلاج لكنها علمت ان عائلتها ليست على استعداد لمساعدتها فكانوا يخافون على سمعتهم من الاضمحلال لذلك قررت الفتاة إبقاء الامر لنفسها وعندما تخرج لتدرس بالجامعة ستجد طبيب نفسي لمعالجتها بالسر فهذه ليست عقبة قد توقف الفتاة عن السعي لحلمها

كان لدى الفتاة عادة وهي التجوال في دوائر حول مائدة الطعام وهي لم تكن تمانع ذلك اطلاقا بعد مرور بعض الوقت عادة الفتاة الى غرفتها فهي تعلم ان هذا هو التوقيت المعتاد لاحد والديها ليستيقظ يلقي نظرة على غرف النوم لتأكد من ان الجميع نيام استلقت الفتاة في غرفتها المظلمة وهي تنظر الى السقف بتعبير فارغ لم يعلم احد الى ماذا كانت تحدق الفتاة الا انها كانت تنظر الى تلك الخيالات التي تهاجمها بلا فائدة

ولكن فجأة....

.

.

.

.

يتبع