لم ير سكان الحي شمس هذا اليوم فلقد انتظروها كثيراً تخرج من قصرها نحو الشرق لتضيء لهم قلوبهم، اتجهوا جميعأ نحو المسجد فهو الملاذ الآمن وعين سلسبيل في شتى الأزمات انتظروا تفسيراً لهذه الظاهرة، فلو كانت الظاهرة عامه فحتماً ستكون هذه هي النهاية.. أما لو كانت الظاهره خاصه فحتماً سيصب عليهم العذاب صباً.. وبعد تقصي الحقائق علموا أن الظاهرة خاصه فارتجفت قلوبهم رعباً يا لفظاعة الحدث ولكن مالبثوا حتى جاءهم من أقصى الحي رجلاً بصوته الجهور (ياقوم إن أردتم أن يرفع الله عنكم الغُمه فلتتطهروا جميعاً على الملأ ويعترف كل منكم بذنوبه)...
خيم الوجوم على وجوه الناس وتساءلوا كيف نعترف بذنوبنا وقد أمر الله بالستر، ولكن تخفيفاً عليهم قال الرجل الأمر يقتصر على الأمور الأكبر من الكبائر.. زادت الحيرة على وجوه الناس فكيف يكون هناك ما هو أكبر من الكبائر وهل هناك أكبر من الزنا؟ القتل؟ السرقه؟ لاحظ صاحب الصوت ذلك وتوضيحاً قال لهم (أقصد بأكبر من الكبائر هم أولئك الذين تخلوا عن مبادئهم)...
خيمت الدهشة على وجوه الحاضرين ورددوا في استخفاف كيف يكون ذلك أكبر من الكبائر؟!
أجابهم صاحب الصوت معللاً قوله (نعم إنهم المفسدون في الأرض، والمنقلبون على أعقابهم، هم القدوة الضالة والمثل السيء، هم الحاجبون لنور الله ولشمس الحق أن تطلع، هم ثلاثة فتية منكم عليهم أن يعترفوا أمامكم بجرمهم حتى ينقشع الظلام وتضيء الأرض بنور الحق)..
تابع الجزء القادم