الساعة الآن الثانية صباحاً ،لا تسمع فى هذه الغرفة المظلمة ،غير دقات ساعة الحائط.
أما الغرفة فهى تحت الأرض بمترين ،تحتوى على خرائط معلقة على جانب من حوائط الغرفة.
أمام الخرائط تجد مكتب صغير يزدحم سطحة بأجهزة اللاسلكي والتليفونات الأرضية،والسجلات ،أما كرسى المكتب يجلس
عليه الجندى عيد،جندى غرفة العمليات.
يجلس عيد وهو يشعر بالضجر والرغبة بالنوم ،فهو لا يجد ما يفعل بهذا الوقت ،فهو تارة يقطع الغرفة ذهاباً وإياباً حتى يقاوم النوم ،
وتارة يجلس على الكرسي ويقلب بالسجلات التى تزدحم فوق المكتب.
يدخل الجندى على فجأة في غير نوبتجيتة ويتحدث وأنفاسة تتسارع:
على: أطلع فوراً يا عيد عند مخزن السلاح،القائد عايزك.
يرد عيد بوجل:إيه يا عم فيه إيه!!؟؟.
على:معرفش بس الدنيا مقلوبة،وعايزينك عشان إسمك مكتوب فى خفيف الحركة.
يصعد عيد مسرعاً الدرج ليخرج من مركز العمليات ،ويمشى بمدق يحيط به الجبال،ويغمرة الظلام من كل جانب.
بعد خمسة دقائق من الهرولة يصل عيد أمام مخزن السلاح،ليجد جمع من العساكر أمام المخزن ،وأمامهم الصول هشام وهو يقوم بتوزيع
السلاح والمهام على الجنود وهو يصيح:"كل واحد يقف في مكان حراستة مصحصح ،فى كتيبة قريبه مننا ،أتهجم عليها".
بدأ الجنود بالتفرق فى أنحاء الكتيبة،لم يتبق سوى عيد وأربعة من زملائة والصول هشام والشويش محمد .
بدأ الصول هشام بتوجيه كلامة لشويش محمد.
الصول هشام: هتاخد العساكر المعاك وتطلع الجبل،هتكونوا خفيف حركة،تمسحوا الجبل في دوريات لحد الصبح.
رد الشويش محمد: تمام يا صول هشام .
تحرك الشويش محمد والعسكر لمخزن الطعام لأخذ التعين من الطعام ،وبدؤا في صعود الجبل المنحدر فى ظلام دامس .
بدأ الوجل يعترى الجنود والشويش محمد،وكان أكثرهم قلقاً عيد .
نظر العسكري منتصر لزميله عيد ولاحظ علامات التوتر على عيد،فتحدث قائلاً:"مالك يا عم عيد،متقلقش يا عم خير إن شاء الله".
رد عيد قائلاً:"يا عم أنا مش قلقان".
شاركهم الجندى مصطفى حديثهم قائلاً ،وهو يلهث من التعب:"وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا'.
وأخيراً تحدث الشويش محمد قائلاً"والله يا ولاد أنا مش هممنى الموت،بس صعبان عليا خطبتى هتعمل ايه من بعدى ".
رد عيد وهو منفعل"متخفش يا شويش محمد ،هتقرأ على روحك الفاتحة ،وبعدين هتتخطب لأول واحد يتقدم لها وهتنساك".
رد الشويش محمد منفعلا"أنت بتقول إيه يا عسكرى،إنتباه".
إنهار جميع العساكر من الضحك ومعهم الشويش محمد،تبددت مخاوفهم خلال الضحك.