ساعدني في تحرري ان اتذكر ان عائلتي مجرد أناس مثل الجميع ولم يُولدوا كأب او أم، وأستطيع ان أقرر بنفسي هل هم أناس صحيون أستطيع التعايش معهم وحبهم، أم تلك مجرد بيئة سامة تجبرني علي الإبتعاد بروحي وبرّهم تبعًا للأوامر الدينية فقط؟ وبرأي ان فكرة حب العائلة شئ يعتاد الجميع علي سماعه والتعايش معه، والبعض يأخذونه كقاعدة حتي وان لم يكونوا يحبونهم فعلًا. لكن هذا ليس نصّ، جميع العائلات تختلف عن بعضها ولا يجب علينا حبهم لمجرد انهم عائلة، لكن
1
أتفهم وجهة نظرك تمامًا، فالحياة ليست دائمًا وردية، والعلاقات لا تقوم على المشاعر المؤقتة فقط، بل تحتاج إلى جهد مستمر. ومع ذلك، حتى في عالم مليء بالسرعة والضغوط، لا يزال بإمكاننا إظهار التقدير بطرق بسيطة لكنها مؤثرة. ليس المطلوب أن تكون لفتاتنا كبيرة، فالكلمة الطيبة، والاهتمام الصادق، والمساندة في الأوقات الصعبة كلها أفعال تُحدث فرقًا حقيقيًا. الامتنان ليس مجرد شعور، بل أسلوب حياة يمكننا تطبيقه تدريجيًا، مهما كانت الظروف.
كلام سليم يعطي بعدًا جديدًا للمقالة. لكن و بما ان احيانًا لا تسير الأمور كما خططنا، و يمكن بعد كل هذا العمل لا يتحقق لنا حلمنا، فغايتي هو ان لا نضطر الي التكيف مع الكره الذي سيصبح عادة لنا ان فشلت خططنا. ليس المقصود هنا هو الإستسلام او تقبل ما تختلف معه، لكن التعايش بنفسية سليمة تريد انقاذ نفسها من واقعها لكن ليس بالكره لئلا تكره ماتقوم به مع الوقت فتزيد فرصة الاستسلام للواقع الملوث. لكنني اتفق مع وجهه نظرك
نعم، هذا حافز قوي للنجاه. لكن ان لم تفلح جميع محاولاتنا للخروج من تلك البئة، فسنكون علي الأقل لم نُضيّع عمرنا في المجاهدة و نحن نكره الجميع و سنكون قد استمتعنا بأفضل مافيها. المقصود هنا ان العمل شئ اساسي، لكن ما يجعل فشل ذلك العمل ــو هو امر وارد ــ امر هينًا قليلًا، هو ملئ قلبنا بالحب و التقبل تجاه محيطنا،