سمعت أحدهم يقول متنازعا مع شخص آخر : "ليش الناس تزعل لما ينقال الحق" . و أجبت في داخل نفسي دون حاجة للتفكير حتى : "لأن ما تراه حقا كسطوع الشمس ، هناك من يراه أزيف من صداقة عقرب" . و ذكرني ذلك بقصة طريفة كنت قد قرأتها من قبل حول ثلاثة عميان جمعهم شخص و أحضر فيلا ثم قال لكل واحد منهم صِف لي الفيل ! أخذ الأول يتحسسه و هو لا يعرف حتى مالذي يقوم بلمسه ... و
الخيار السيئ و الخيار الأسوء .
قبل فترة أرسل لي أحد أصدقائي صورة تحتوي على طفل في بداية الشارع و عجوز تقارب على نهايته . و هناك تلك السيارة التي تتجه نحو كليهما بسرعة . و أيضا ذلك السؤال .. الذي يقول "إذا كنت المبرمج الذي برمج نظام سيارة القيادة الذاتية هذه ، فأيهما كنت ستختار أن ينجو ، مع العلم أنه لا بد أن يموت أحدهما مع ذكر سبب إنقاذك للناجي " . و كنت أيضا قد قرأت مقالا هنا قبل فترة يتحدث عن
أريد أن أكتب .. أريد أن أكتب حقا .
احاول عبثا تجميع الكلمات و لكن لا أقدر ! انا الذي لطالما ملئت دفاتري بالكلمات هناك العديد منها تحت سريري ! و لكنها تموت ... كلا بل هي تقتل . حين اريد اطلاق كل تلك الكلمات و العبارات و الاصوات التي تبكي لتتحطم بينما تتجاهلها كل الاذان التي اعتادتها . حين اريد ان اكتب عن قصة ذلك الرجل الذي عاد من عمله ليجد منزله حطاما يسكنه شبح ابنه و زوجته اللذان ماتا تحت الانقاض ... حين اريد ان اسُمع العالم
ذلك الشعور ! هل شعرت به ؟
كنت أخطط لبدأ سطوري هذه ب " لم يتغير الكثير من حينها " فهي عبارة قوية ، و لكن بلى تغير الكثير ! لا أذكر هل هذه احدى الصفات التي نكتسبها أثناء مرورنا في محطات الحياة ، ام أنني أحب البقاء منعزلا بعض الشئ منذ الأزل ، ليس التوحد ، و لكن هناك أشياء في هذه الحياه لا يفهمها الجميع ، السماح للقليل من ضوء الشمس بالتسرب للغرفة التي هي ملكك وحدك القليل منه فقط ، فتح النافذة قليلا ايضا