شكرا جزيلا... وحقيقة انصدمت قليلا من تعليقك بأن النص قد غير في نفسك شيئا، في حين أنني بدأت الكتابة بهذه الكلامات، التي أصبحت أشك في مصداقيتها الان: يبقى الجواب الشافي هو أن من غير الممكن أن تكتشف شعور الحب بالقراءة أبدا. ولا بالكتابة عنه.
1
ما هو تعريفكم للحب؟ ملاحظة، التعريف يعني الحصر والتحديد، لكن إن كان للحب حد فلن يبقى شعورا! هذه بعض الفقرات اقتطفتها من رسالة كتبتها بمناسبة عيد الحب... رُبَّ سائل يسأل عن ما الذي يمكن كتابته عن الحب، والحقيقة أن كلمة "حب" قُتلتْ بحثا وكتابة ودراسة، ومع ذلك يبقى الجواب الشافي هو أن من غير الممكن أن تكتشف شعور الحب بالقراءة أبدا. ولا بالكتابة عنه. يتطلب الحب هكذا جرأة كبيرة في تحمل ألم العاطفة والوجدان، يتطلب تحمل مزيد من الصبر
حسنا، يفترض أن تكون الحياة المثالية شيئا واضحا بذاته. نتصوره كما نتصور "الحياة الحضارية"، فالإنسانية اليوم تتفق كلها على أنها تجاوزت مرحلة "حياة الغاب" إلى هذه المرحلة الثقافية. كيف ذلك؟ نعرف الحياة الثقافية بمجموعة من الاعتبارات والحدود باتفاقنا جميعا، لكن ما هو مفهوم "المثال"؟ المثال هو أولا حالة من التوقف الأقصى للحياة،وهو لهذا مفهوم يتحدى طبيعة الإنسان؛ باعتباره يعبر عن حقيقة واحدة في داخله، وهي ما قاله اسبينوزا: " إن الإنسان محض رغبة"، رغبة لا تعرف قرارا، ولا قدرا، ولا
ملاحظة تستحق مزيدا من الاهتمام.. خصوصا إشارتك لكتاب "العاقل" ليوفان نوح. هناك مجموعة من الأفكار الهادفة التي أود ذكرها هنا، ولذلك ألتزم مجموعة من الخطوات المنهجية لبيانها. بادئ ذي بدئ، أود الإشارة إلى بعض المصطلحات التي وردت في تعليقك الجميل هذا؛ التاريخ الإنساني: أحاول دائما النظر في هذا التاريخ من خلال ما تطرحه فلسفة التاريخ (في صيغتها الديالكتيكية) من أسئلة جذرية، عن علاقة الإنسان بتاريخه (ثنائية الفاعل، المنفعل)، وحركة التاريخ (ثنائية التقدم، الصدف) وقوانين جريانه. العنف: بالضرورة نحن نعلم أن
"نسبي" ملاحظة، إن هذه الكلمة هي التي تطغى على كل حقولنا المعرفية اليوم، من الرياضيات، مرورا بالفلسفة، ووصولا إلى أكثر النظريات العلمية دقة. قاعدة، لا أشك في أنه ينبغي النظر إلى كل الأحداث المرتبط بواقع الإنسان الاجتماعي والسياسي، والتي تحكمها ظرفيات تاريخية معينة، أنها نسبية، وذلك لأن الواقع متغير، وظروف واقعنا الراهن اليوم ستختلف حتما عن الغد. المقاومة، هذا الفعل الإنساني الذي يعبر عن الرفض، رفض وضعية ما وإنكارها، يرتبط أساسا بواقع الناس الاجتماعي، وظروفهم التاريخي، وهذا الارتباط مبدئيا
الماورائيات :هل تؤمنون بوجودها أم لا ؟ من منظور فلسفي يستعصي تحقيق مباحث الميتافيزيقا من وجهة نظر العلم، باعتبارها تتخطى حدود الطاقة الإدراكية - التجريبية- للإنسان، وهذا ما صرح به كانط من قبل. أول ملاحظة يجب أخذها بعين الاعتبار؛ ما هي الماورائيات؟ في الفلسفة تترجم لمصطلح الميتافيزيقا، وهذا المبحث الفلسفي العظيم في تاريخ الوعي الفلسفي، قسمه الفلاسفة إلى ثلاثة حقول، الأنطولوجيات، والنفسيات، والكوسمولوجيات، وأحيانا هناك من يستبدل الكوسمولوجيا بالإلهيات، كما فعل فلاسفة الإسلام. أي يتضمن هذا المبحث ثلاثة مفاهيم (مشكلات)
فكرة مكثفة جيدة.. بالنسبة لإجابتك الأولى فهذا ما قاله بالضبط هيجل (الفيلسوف الألماني العظيم) حيث قال بأن هناك قوة تتعالى - سماها الروح المطلق- على التاريخ وأحيانا تتجسد في إحدى شخصيات التاريخ (مثلا حينما رأى هيجل نابليون بونابارت يغزو بلاده، في إحدى الليالي، قال: "إنني رأيت روح العالم يمتطي حصان"). واعتبرها روحا تخطو في مسرح التاريخ، آثار أقدامها هي أحداث التاريخ. وبالنسبة للعنف فهو بالأصل طبع إنساني فطري، فحتى الحديث عن حياة آمنة وسالمة يعني الحديث عن إنسان ناقص. وهذا
ملاحظة قيمة.. في مشروعية العنف، أتساءل عن المرجعية القِيمية والقانونية التي تجعله ضرورة. وبمناسبة حديثك عن ماركس؛ أعتقد أن ماركس خاض كثيرا في سؤال "التاريخ" ضمن حقل "فلسفة التاريخ"؛ ماركس إذن صرح في إحدى مخطوطاته "بأن التاريخ يأتي مرة على نحو مأساة، ومرة على نحو مسخرة"، إذا أردت معرفة قيمة العنف في التاريخ يجب أن أعرف تجلياته في التاريخ، هل هو يتسبب في مأساة إنسانية، أم يضع الإنسانية أمام لعبة (أي سخرية التاريخ، ويسميه ماركس" مكر التاريخ)، فماركس مثلا نظر
قاعدة: في الميدان الفكر الفلسفي لا توجد ثنائية "اتفق/أعارض" فنحن لسنا أمام قضية منطقية، أو علمية طبيعية، كي نحكم بنتيجة قطعية. الفيلسوف حينما يصدر عن رؤيته الخاصة للوجود (سواء كانت مثالية/روحية، مادية، تفكرية، ميتافيزيقية، لاهوتية، واقعية..) فهذا يعني مباشرة أنه يتحدث من منطلق فكري خاص به، وكل رأي/طرح فلسفي يقول به سيكون بعيدا من أي طرح لفيلسوف آخر، أو في حالات أخرى قد يكون تعديلا، إضافة، أو نقدا، لطرح فيلسوف مخالف، وهكذا فالفلاسفة كلهم - من خلال مواقفهم حول مشكلات