ربما العمل الذي يمكن استبداله لم يكن عمل حقيقي: آخر تصريحات سام ألتمان للتهرب من المسئولية

أعتقد أن تصريح سام فيه قدر من الصراحة لكنه يفتقد للإنسانية. صحيح أن بعض الوظائف كانت قابلة للاستبدال لأنها تعتمد على مهام متكررة، لكن هذا لا ينفي أنها كانت مصدر رزق حقيقي لأصحابها. المشكلة ليست في حقيقة العمل بل في غياب رؤية لإعادة تأهيل هؤلاء الناس ودمجهم في النظام الجديد. من المفترض أن التكنولوجيا تُخلق لتطوير الإنسان، لا لإقصائه. لو نظرنا للأمر بعقلية ريادة الأعمال، فكل وظيفة تختفي بسبب الذكاء الاصطناعي يجب أن تُولد مقابلها فرص جديدة وإلا سنحول التقدّم إلى أزمة اجتماعية لا إلى نقلة نوعية.

أظن أن الحل يجب أن يفرض من الحكومات ولو بضعط شعبي وهو تقليل عدد ساعات العمل اليومية أو عدد أيام العمل في الأسبوع في الوظائف التي لا تعاني نقصاً في الخبراء مع الحفاظ على أجور مقاربة للسابقة وزيادة ولو كانت بسيطة في رواتب الوظائف التي تعاني ندرة في الخبراء وهذا سيؤدي إلى إلغاء الوظائف غير الضرورية وتقاسم العمل مع مزيد من الموظفين في الوظائف الضرورية، هذا هو التطور الطبيعي المناسب ونتيجة طبيعية للتطور التكنولوجي الذي سيساعد البشرية على القيام بالمهام الضرورية للبقاء وتحقيق الرفاهية بجهد أقل من المعتاد (هذا بفرض أن ما نفعله اليوم كافي لنا كبشر ونقص الوظائف سببه حقاً نقصان الحاجة إلى العمل).

في رأيي كلام سام ألتمان مجرد محاولة للهروب من المسئولية لأن قوله فيه ظلم كبير لكثير من الناس هناك أعمال بسيطة لكنها مهمة وأصحابها يعتمدون عليها في حياتهم حتى لو استطاعت الآلة أن تقوم بها المشكلة ليست في التطور التقني فهذا أمر طبيعي لكن المشكلة أن الشركات التي تطور الذكاء الاصطناعي لا تقدّم حلول واضحة للناس الذين قد يخسرون أعمالهم وكان من الأفضل أن يتحدث عن تدريبهم أو دعمهم بدلًا من كلام يجعلهم يشعرون أن عملهم بلا قيمة فالتكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسان لا أن تتقدم وحدها وتترك الناس خلفها

أشار الى أنه إذا كانت الوظيفة يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي فربما لم تكن وظيفة حقيقية في الأساس

هذا رأيي أيضًا فلو نجح الذكاء الإصطناعي في استبدال بعض أصحاب الوظائف وحل محلهم فربما لم يكونوا لهم حاجة من الأساس لأنه معنى أن تقوم آلة بنفس العمل دزون نقص أو زيادة فمعنى هذا أن اللمسة البشرية قد غابت عن العمل أو التفرد اللطيف لم يعد هو هو ولذا لا يستحق ان يوجد بعد اﻵن. و المحك في كل هذا و الحكم عليه هو للناس فإما أن تبارك أعمال الذكاء الإصطناعي أو تضج به وتشكوه فنعيد تلك الوظائف إلى أصحابها من البشر.