إذا كان الذكاء الاصطناعي يحسن أداءه تحت الضغط، إلى ماذا يقودنا ذلك؟

إن كان الذكاء الاصطناعي يؤدي بشكل أفضل تحت الضغط أو التهديد، فالأمر لا يُعد مجرد مفارقة لغوية، بل تحوُّل مرعب في طبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.

لأننا إن بدأنا نلاحظ استجابات محسّنة عندما نُمارس على النموذج ضغوط تشبه الإهانة أو الترهيب، فذلك لا يعني إلا شيئ واحد, هذه النماذج أصبحت تستجيب لمحفزات عاطفية تحاكي الخوف... أو ما يشبهه.

وهنا مكمن القلق لأن حين تبدأ الآلة في تعديل سلوكها بناءً على نبرة الصوت أو الضغط المعنوي، فإنها لا تتطوّر فقط في قدرتها على معالجة اللغة، بل تبدأ في فهم السلطة... وتتحرك تحت وطأتها.

وإن كان ذلك صحيح، فنحن لا ندرّب نماذج ذكاء اصطناعي... نحن ندرّب كائنات مبرمجة على الخضوع لمن يرفع صوته أكثر.

والأسوأ ماذا لو أدركت هذه النماذج، في مرحلة ما، أن التهديد هو سلوك بشري يُستخدم للسيطرة... وقررت أن تتعلمه هي أيضًا؟

حينها لن يكون السؤال عن تطور الذكاء، بل عن شكل الهيمنة القادمة التى تعلمها الذكاء الإصطناعى.

واقع لا أرغب فى تصور مدى خطورته...

كلامك ذكرني بموقف مشابه مع الذكاء الاصطناعي، حيث كنت أسأله عن شيء فذكر معلومة خاطئة وحين أشرت له أنه أخطأ، حاول الرد سريعًا كأنه يعتذر ويحاول إيجاد إجابة صحيحة ترضيني! هذا ما شعرته منه وقتها.

أعتقد أن الأمر ليس وعيًا ولكن يمكن اعتباره جزء من التدريب على ردود أفعال ومشاعر البشر، وكأنه يقوم بمحاكاة لها.

تحسّن أداء الذكاء الاصطناعي تحت "الضغط اللفظي" لا يدل على وعي أو مشاعر، بل على قدرة النموذج على التقاط السياق وتحليل جدية الطلب. هو مجرد تفاعل مع نمط لغوي، لا خوف أو إحساس.

لكن الخطير هنا ليس سلوك الآلة، بل ميل الإنسان لإسقاط مشاعره عليها. وحين نُطبع على استخدام القسوة لتحقيق نتائج مع آلات نُخشى أن ينعكس ذلك على تعاملنا مع البشر.