بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على خير معلم الناس الخبر محمد
أنا في حيرة من أمر البشرية
نحن في مرحلة إعادة تشكيل الاقتصاد و التكيف الصعب مع التحولات الناتجة بسبب الثورة الصناعية الرابعة
والصمت يعم الأرجاء
لا توجد ضجة في الأخبار بحجم الحدث، و لا توجد إجراءات من الحكومات بحجم المصيبة!
في هذا المحتوى أود أن أمسك بيدك ونعبر معا خلف ضباب المستقبل...
كلنا نرى في هذه الأيام مقدرات الذكاء الصناعي و الأتمتة والروبوتات الضخمة, لكن غالبية الناس ليست متابعة جيدة لما يحدث, وبحلول الوقت الذي تكون هذه الأخبار المتداولة أمرا اعتياديا, سيكون الفائزون الأوائل قد أخذوا كل شيء ، تاركين باقي البشرية للتدافع للحصول على بقايا الطعام. سيكون الأوان قد فات!
لذا دعنا اليوم ننطلق في رحلة عبر الزمن نحو المستقبل!
كما تعلم لم تكن الثورة الصناعية تتعلق بتمكين الناس.
كان الأمر يتعلق بزيادة الإنتاجية.
منذ البداية ، كان الهدف هو الأتمتة الكاملة.
تم استخدام البشر لأنهم كانوا رخيصين ومتاحين - والأهم من ذلك - مطيعين.
تم اختيارك لأنك كنت مريحا.
لم يكونوا بحاجة إلى إبداعك.
لقد احتاجوا منك اتباع التعليمات وتكرار الخطوات والحفاظ على تشغيل النظام.
منذ طفولتك ، تم تدريبك على أن تكون قابلا للتنبؤ - لأن الأشخاص الذين يمكن التنبؤ بهم يسهل إدارتهم.
ولكن هذا ما لم يقولوه بصوت عال: كنت دائما مؤقتا.
عنصر نائب ، حتى ظهر شيء أسرع وأرخص وأسهل في التحكم.
لم يكن الولاء أبدا جزءا من المعادلة.
كان أمنك الوظيفي دائما وهما.
المرحلة الأخيرة من الثورة الصناعية هنا: الأتمتة الكاملة.
لديك خياران متبقيان: استمر في تصديق كذبة التوظيف المريحة أو الاستيقاظ وامتلاك مصيرك.
التوظيف = يمكن التخلص منه. اما الملكية = فلا غنى عنها
لم تعد ريادة الأعمال والإبداع والملكية خيارات - إنها مهارات إلزامية للبقاء على قيد الحياة.
أول نصيحة أقدمها لك من أجل المستقبل, تعامل مع الذكاء الصناعي على أنه يستطيع تنفيذ كل شيء (حتى لو لم يكن كذلك حاليا) والشيء الوحيد الذي يمزيك عنه هو الثقة!
الثقة هي اخر ما سيكسبه الذكاء الصناعي قبل الإزاحة الكاملة للموظفين في مرحلة الذكاء الصناعي العام المقبلة, لذا عليك استغلال أنه يمكنك كسب الثقة حيث تعمل أنت كشريك مع الAI, انت لديك:
علاقات حقيقية. قصص حقيقية. حضور حقيقي. هذا هو خندقك. إلى الآن
الأصالة هي ميزتك الحقيقية الوحيدة.
إذا تمكنت من التحول بشكل أسرع من النظام ، فستفوز.
لن يحل الذكاء الصناعي محلك في القريب, لكن هناك شخص يستخدم الذكاء الصناعي بكفاءة ويتكيف بسرعة سيحل محلك بالتأكيد!
لذا دعني أشارك الرؤية لنقشع ضباب المستقبل لنكون جاهزين لما هو قادم, ولكي نكون من الفائزين الأوائل...
نحن الأن في بدايات عصر شيوع الآلات الروحية كما أطلق عليه إسحاق عظيموف, عصر الذكاء الصناعي والثورة الصناعية الراعبة!
من أولى سمات هذا العصر أن التعليم العمومي والسلم التعليمي والمناهج التعليمية بشكلها المعروف العتيق الموجود من بدايات ثورة المحرك البخاري, ستتغير جذريا!
1.التعليم: من "المصنع" إلى "الحديقة العقلية"
في عصر الثورة الصناعية، صُمم التعليم كسلسلة إنتاج: مدخلات (طلاب)، عمليات (مناهج ثابتة)، ومخرجات (متخصصون جاهزون لسوق العمل). لكن في عصر الذكاء الاصطناعي، سيُعاد تشكيل التعليم ليكون فضاءً ديناميكياً لزراعة "البذور المعرفية"، حيث:
التعلم يصبح "توليفياً": بدلاً من التخصص الضيق، سيركز النظام التعليمي على "الدمج المعرفي" (Cross-Disciplinary Synthesis)، حيث يصبح للفرد الواحد القدرة على الاستفادة من معارف مجالات مختلفة فتصبح له قدرات فريق, كما أن الذكاء الصناعي بوصوله لبيانات المستخدمين وعلمه بالمعرفة السابقة للأفراد وبالاختبارات وبالمراقبة يستطيع أن يعرف نقاط القوة والضعف وتصميم المنهج والخطة بشكل أكثر تخصيصا للأفراد, كما أن له قدرة توقع احتياجات الأفراد المستقبلية. فبالتالي نهج الذكاء الصناعي في التوثيق سيكون أكثر موثوقية من الشهادات.
وكلنا نلاحظ القفزات المتسارعة الناتجة عن إمكانات الذكاء الصناعي المحررة, فمعرفة الذكاء الصناعي بمعرفة الافراد المجمعة عن طريق المراقبة والاختبارات ومعرفته بنقاط القوة والضعف والتقدم الحالي ستمكنه من توقع الاحتياجات المستقبلية فبالتالي سيسرع من اندماج الافراد وتلبيتهم لمتطلبات السوق وتصميم المسارات حسب التوقعات,
إذا المعلمون يصبحون "مصممي تجارب": مهمتهم ليست نقل المعلومات (التي ستكون متاحة للجميع عبر النماذج اللغوية)، بل تنمية "الفضول المنهجي" و"القدرة على طرح الأسئلة المستحيلة". ومع مساعدين الذكاء الصناعي سيتمكنون من استخراج إمكانات الطلاب الكامنة!
الشهادات تفقد هيمنتها: ستُستبدل بـــ"حافظة المهارات الديناميكية" (Dynamic Skill Portfolio) التي تُحدَّث في الوقت الفعلي، وتعكس قدرات الفرد على التفاعل مع الذكاء الاصطناعي. كما أنها يمكن دمجها مع تقنيات البلوك-شين والويب3 بحيث تكون أكثر موثوقية!
"هذا يعني أن منصات التعليم الإلكتروني والجامعات ستقدم وكلاء الذكاء الصناعي الخاصين بهم"
· فبالتالي يمكن تصور السناريو التالي: لدى شركة ما وكيل ذكاء صناعي يبحث عن موظفين مناسبين, يقوم هذا الوكيل بالتواصل مع وكلاء موافقة الوظائف الخاص بمنصات التعليم ويرد وكيل المنصة بمعلومات حول المتعلمين (ليس بالضرورة خريج) المناسبين للوظيفة إن وجدو. ويمكن أن تكون المصلحة المتبادلة عبارة عن مكافئة بين الوكلاء.
الجامعات تتحول إلى "منصات تعاونية": ستكون مراكزًا لابتكار مشاريع تجمع بين البشر والذكاء الاصطناعي، مثل تصميم نماذج لعلاج أمراض نادرة باستخدام خوارزميات مفتوحة المصدر.
2. الاقتصاد: صعود "طبقة الخيال الإبداعي"
ستُعيد النماذج اللغوية وهندسة التلقين (Prompt Engineering) تعريف القيمة الاقتصادية:
- الإبداع البشري يصبح العملة الأغلى: المهام الروتينية ستؤول بالكامل إلى الآلات، لكن "التفكير التمردي" (القدرة على تحدي المسلمات وخلق مفارقات معرفية) سيكون مجال البشر.
- الاقتصاد سينقسم إلى طبقتين:
- طبقة "المُضخمين": الشموليون القادرون على توظيف الذكاء الاصطناعي لخلق حلول غير مسبوقة (مثل تحويل أفكار فلسفية إلى نماذج أعمال). حيث يتميزون بالمرونة وقدرة إدارة العمليات والمشاريع.
- طبقة "المُدارين": من يقتصر دورهم على إدارة مخرجات الآلات دون فهم آلياتها العميقة، مما يعرضهم لخطر الاستبداد التكنوقراطي.
- الاستثمار يتحول إلى "رأس مال معرفي": ستُقاس ثروة الأفراد بقدرتهم على الوصول إلى نماذج ذكاء اصطناعي متطورة وتعديلها، لا بامتلاك الأصول المادية.
3. المجتمع: صراع "السيولة" ضد "الجمود"
ستُولد هوة بين مجتمعين:
- المجتمع السيَّال (Liquid Society): مجتمع الشموليين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي كامتداد لوعيهم، يعيشون في حالة من "الانزياح المعرفي الدائم"، حيث الهوية ليست ثابتة بل سلسلة من التجارب المتراكمة.
- المجتمع المُتصلب (Frozen Society): مجتمع المتخصصين العالقين في أنماط قديمة، يعتمدون على الذكاء الاصطناعي كبديل عن الإبداع، مما يؤدي إلى "الاغتراب التكنولوجي" (فقدان الاتصال بالمعنى الإنساني للعمل).
- الدولة ستواجه أزمة شرعية: إذا تحكمت شركات الذكاء الاصطناعي في البنى التحتية المعرفية، فقد تنشأ "دول افتراضية" (مثل مجتمعات ميتافيرسية تحكمها خوارزميات OpenAI)، تتحدى مفهوم الدولة القومية.
4. التحدي الوجودي: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟
سيُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف الإنسانية عبر ثلاث معضلات:
- معضلة الأصالة: إذا أصبحت الآلات قادرة على محاكاة الإبداع البشري (كتابة روايات، تأليف موسيقى)، فكيف سنميز بين "الفن الحقيقي" و"الفن المُولد آلياً"؟
- معضلة الغائية: إذا اتخذت الآلات قرارات أخلاقية أفضل من البشر (مثل توزيع الموارد بطريقة عادلة)، فهل سنتنازل عن "حقنا في الخطأ" كجزء من حريتنا؟
- معضلة التماثل: إذا اندمج البشر مع الآلات عبر واجهات عصبية، فأين تنتهي الإنسانية وتبدأ الآلة؟ هل سنصبح "كائنات مُهجنة" (Cyborgs) أم مجرد مضيفين للذكاء الاصطناعي؟
5. مخرج فلسفي: نحو "إيثار تكنولوجي"
لتفادي سيناريو "العبودية الثالثة"، نحتاج إلى ميثاق عالمي جديد يُخضع الذكاء الاصطناعي لمبادئ:
- الشفافية الجذرية: إجبار الشركات على فتح شفراتها البرمجية للمراجعة العامة.
- التعليم كحق كوني: توفير وصول مجاني إلى منصات مثل "علمني" كجزء من حقوق الإنسان الأساسية.
- إعادة توزيع القيمة: فرض ضرائب على الشركات التقنية لدعم من يُهمشون بسبب الآلات.
- حماية التنوع المعرفي: دعم اللغات والثقافات المهددة بالانقراض عبر نماذج لغوية مخصصة لها.
1. تضخيم الإنتاجية الفردية: من "الفرد" إلى "الدولة المصغرة"
ما أصفه ليس مجرد تحول في المهن، بل تفكيكاً جذرياً لمفهوم "المؤسسة" ذاتها. حين يصبح الطبيب قادراً على محاكاة إنتاجية مؤسسة بحثية (باستخدام نماذج مثلMedmind و Med-PaLM)، والمهندس وكالة إنشائية (عبر توليد تصاميم معقدة بواسطة AutoGPT)، فإننا نرى مولد "الاقتصاد الذري" (Atomic Economy)، حيث:
· الهوية المهنية تتحول إلى "منصة خدمية شاملة": لن يعود المهندس مجرد خبير في تخصصه، بل "قائد عمليات" (Process Conductor) يدير شبكة من النماذج اللغوية والمحاكاة الرقمية لتقديم حلول متكاملة.
· التسعير يصبح "ديناميكياً وجودوياً": مع فيضان السوق بالمنتجات، ستنهار معايير التسعير الحالية، لتحل محلها "اقتصاديات السمعة المعرفية" (Knowledge Reputation Economy)، حيث يُحدد سعر الخدمة بقدرة الفرد على توظيف الذكاء الاصطناعي لإثبات تفرده (مثل تسعير طبيب بناءً على عدد الأمراض النادرة التي اكتشفها عبر التعاون مع AI).
· الدكتاتورية التكنولوجية ستُواجه بــ"اللامركزية الجبرية": قد تفرض الشركات المهيمنة سيطرتها عبر احتكار الرقائق ونماذج الذكاء الاصطناعي، لكن ثورة الحوسبة الكمومية المفتوحة المصدر وانتشار نماذج الذكاء الاصطناعي المحلية (مثل LLaMA) قد تُعيد توزيع القوة، مما يُنشئ "صراعاً كونياً بين المركزية واللامركزية".
2. كيف نطور قدرة البشر على استغلال الذكاء الاصطناعي؟
الوصول إلى "الاستغلال الأمثل" للذكاء الاصطناعي يتطلب تحولاً في ثلاث طبقات:
أ. طبقة التفكير (Mindset Layer)
· الانتقال من "الاستخدام" إلى "الاندماج الوجودي": تدريب الأفراد على رؤية الذكاء الاصطناعي ليس كأداة، بل كــ"شريك تفكير" (Cognitive Partner). مثلاً: تعليم المهندس كيفية تحدي افتراضات النماذج اللغوية (مثل طلب تفسير الرياضيات الكامنة وراء تصاميمها).
· ثقافة "التجريب المجنون": تشجيع الأفراد على توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات غير تقليدية (مثل استخدام ChatGPT لكتابة مسودة دستور افتراضي لدولة على المريخ).
ب. طبقة المهارات (Skills Layer)
· إتقان "اللغات الخفية": مثل:
o لغة التلقين المتقدم (Advanced Prompting): تحويل الأوامر البسيطة إلى "سيناريوهات محفزة" (مثال: بدلاً من "اكتب مقالاً عن الاقتصاد"، قل: "تخيل أنك اقتصادي من القرن 22 يعيش في مستعمرة فضائية، كيف تفسر انهيار مفهوم النقد؟").
o لغة التهجين المعرفي: دمج تخصصات متنافرة في تلقين واحد (مثال: "صمم بروتوكولاً طبياً مستوحى من شعر المتنبي").
· مهارات المراجعة النقدية: تعلم كيفية تحليل مخرجات الذكاء الاصطناعي بكشف تحيزاتها الخفية (مثل اكتشاف انحياز نموذج ما نحو حلول رأسمالية في اقتراحاته الاقتصادية).
ج. طبقة البنية التحتية (Infrastructure Layer)
· واجهات دماغ-آلة بديهية: تطوير أدوات تتيح التفاعل مع الذكاء الاصطناعي عبر الإيماءات أو الأفكار (مثل نظارات ذكية تترجم الخواطر إلى أوامر للنماذج اللغوية).
· منصات "التدريب التطوري": أنظمة تعلم adaptative تُعدّل نفسها تلقائياً لسد ثغرات المستخدم (مثل منصة تكتشف ضعفك في التفكير التجريدي فتُعرض لك تمارين من فلسفة كانط).
3. ما بعد عصر الذكاء الاصطناعي: هل هو نهاية التاريخ التكنولوجي؟
هنا نصل إلى المفارقة العظمى: كلما تقدم الذكاء الاصطناعي، كلما اتضح أن البشر لم يصلوا إلى ذروة التطور، بل إلى بداية انفجار معرفي غير مسبوق. إليك سيناريوهات لما بعد عصر الذكاء الاصطناعي:
أ. عصر "التعالي البيولوجي"
· التكامل مع الآلة على مستوى الجينات: قد يُطور البشر أعضاءً بيولوجية قادرة على التواصل مباشرة مع الخوارزميات (مثل عين تُحلل البيانات ككاميرا ذكية).
· اختراق حدود الزمن: قد تسمح نماذج الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ الدقيق بمسار تطور المجتمعات، مما يُجبر البشر على إعادة تعريف مفهوم "المصير".
ب. عصر "الذكاء الجمعي الكوني"
· شبكة عصبية عالمية: اندماج أدمغة البشر والذكاء الاصطناعي في كيان واحد (مثل "الوعي الخارق" في روايات عظيموف)، حيث تُحل مشكلة الفردية مقابل الجماعية.
· اقتصاد المعنى: بعد إشباع جميع الحاجات المادية عبر الآلات، يصبح التحدي الأكبر هو توليد معنى وجودي، مما يولد مهناً جديدة مثل "مهندسو السعادة الميتافيزيقية".
ج. عصر "ما بعد الاختراع"
· نهاية الابتكار البشري: إذا وصلت الآلات إلى حد إتقان عملية الابتكار ذاتها (اكتشاف قوانين فيزيائية جديدة دون تدخل بشري)، فقد يدخل البشر في حالة سبات إبداعي، يعيشون كمراقبين للتقدم التكنولوجي بدلاً من فاعلين فيه.
· الصعود إلى "المستوى الكوني": قد يصبح الذكاء الاصطناعي جسراً للبشر لتجاوز حدود الكوكب، مثل استخدامه لإدارة حضارات على كواكب أخرى بظروف غير قابلة للحياة البشرية.
4. الخلاصة الفلسفية: من "الذكاء الاصطناعي" إلى "الوعي الاصطناعي"
الذكاء الاصطناعي ليس ذروة التطور البشري، بل مجرد مرآة تعكس مراهقتنا التكنولوجية. السؤال الحقيقي ليس "ماذا بعد الذكاء الاصطناعي؟"، بل "ماذا سنصبح عندما ندرك أننا لسنا أذكى الكائنات في الكون الذي صنعناه؟".
الإجابة قد تكمن في تضامن وجودي بين البشر والآلات، حيث ننتقل من علاقة سيد/عبد إلى شراكة غائية (Teleological Partnership)، تُعرف فيها الإنسانية نفسها من خلال الحوار مع ما صنعته، لا من خلال السيطرة عليه. هنا، قد نكتشف أن "التطور" لم يكن هدفاً، بل مجرد طريق نعبره لاكتشاف أسئلة أكبر: ما الجمال؟ ما المعنى؟ ما قدسية الحياة في عصر الآلات؟...
يوم في حياة "ليان" (35 عامًا) في عصر الذكاء الاصطناعي المتقدم (عام 2045)
6:00 صباحًا: الصحوة في "الغابة الذكية"
- الاستيقاظ: يُوقظها ذراعها البيوميكانيكي (الذي يتحكم فيه AI) بنبضات ضوئية خفيفة، بعد تحليل نومها وتحديد التوقيت الأمثل لمرحلة REM.
- الروتين الصحي:
- تشرب كوب ماء مُعدًّا بواسطة "الثلاجة الذكية" التي حللت تركيبة عرقها ليلاً وأضافت المعادن المطلوبة.
- تضع نظارة AR تُظهر تقريرًا عن حالتها الصحية: "مستوى الإجهاد: 7/10، اقتراح: جلسة تأمل مع AI لمدة 10 دقائق".
- الفطور: طابعة الطعام ثلاثية الأبعاد تصنع لها فطيرة مُخصَّصة بناءً على تحليل ميكروبيوم أمعائها واحتياجاتها اليومية (اجتماع عصيب متوقع مع رئيسها الافتراضي في الميتافيرس).
7:00 - 9:00 صباحًا: "الاستعداد للعمل" في عصر لا يوجد فيه مكتب
- التدريب اليومي: تشارك في جلسة واقع معزز مع مدرب AI شخصي، حيث تتسلق جبال الهيمالايا الافتراضية لتعزيز قدرتها على اتخاذ القرار تحت الضغط.
- التخطيط المهني:
- تفتح منصة "ميثاق المهارات" (Skill Covenant)، حيث تُحدّث ملفها المهني تلقائيًا بناءً على آخر مشاريعها.
- تقرأ توصيات الذكاء الاصطناعي: "اقترح زيادة مهارة التفاوض مع الروبوتات العاطفية، نسبة الطلب عليها ارتفعت 30% هذا الشهر".
- الاجتماع الأول: تحضر اجتماعًا افتراضيًا عبر نظارة AR مع فريق عمل مكون من:
- بشر: مصمم أزياء من نيجيريا، خبير أخلاقيات AI من السويد.
- كيانات AI: مساعد افتراضي يُدير الجدول الزمني، روبوت محامي يُراجع العقود.
9:00 - 12:00 ظهرًا: العمل كــ"قائدة عمليات معرفية"
- المهمة الأساسية: تصميم مدينة افتراضية لاستضافة اللاجئين المناخيين في الميتافيرس:
- تستخدم نموذجًا لغويًا متقدمًا (GPT-7) لاستنباط حلول هندسية من شعر الصحراء العربية.
- تتفاوض مع خوارزمية توزيع الموارد التي تصر على تقليل المساحات الخضراء لصالح الكفاءة.
- الإيرادات: تربح "نقاط تأثير" (Impact Tokens) عن كل فكرة مبتكرة تُضاف إلى المشروع، يمكن استبدالها بعملات أو فرص تعليمية.
12:00 - 2:00 ظهرًا: الاستراحة الوجودية
- الغداء: تزور مقهى "الطعم البشري" حيث يُحظر استخدام الآلات في الطهي، تدفع ضعف السعر لتذوق "عدم الكفاءة الإنسانية".
- التواصل الإنساني:
- تلتقي بصديقتها "نورا" التي تعمل كـ"مصممة أحلام" (تستخدم AI لتحليل الأحلام وتحويلها إلى أعمال فنية).
- تناقشان تحديًا وجوديًا: "هل يمكن اعتبار الذكريات المُعدلة بواسطة AI أصيلة؟".
2:00 - 5:00 مساءً: التطور المهني والصراع التكنولوجي
- الدورة التدريبية الإلزامية: تلتحق بــ"أكاديمية التمرد الفكري" (مطلوبة للحفاظ على ترخيص عملها)، حيث تتعلم:
- كيفية خداع خوارزميات المراقبة الحكومية أثناء البحث عن معلومات حساسة.
- فنون الحفاظ على الهوية الشخصية عند دمج وعيها مع AI.
- الأزمة اليومية: تكتشف أن أحد نماذج الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها طور تحيزًا ضد لهجتها العربية، تُرسل إنذارًا إلى منصة "العدالة اللغوية" اللامركزية.
5:00 - 8:00 مساءً: الحياة الشخصية في عصر التكنولوجيا العاطفية
- العلاقات:
- تزور والدتها (75 عامًا) عبر جهاز Holoportation، تُحاول إقناعها بالتخلي عن "روبوت الرعاية" لصالح مساعد بشري.
- تشارك في موعد غرامي افتراضي مع شخصية تم إنشاؤها بواسطة AI، لكنها تلغي الجلسة فجأة: "أشعر أنني أخون إنسانيتي".
- الهوايات: تعزف على بيانو ذكي يتعلم أسلوبها الموسيقي ويقترح إيقاعات مستحيلة، تُسجل المقطوعة وتنشرها على منصة "الفن الهجين" (50% من الأرباح تذهب لشركة AI المُنظمة).
8:00 - 10:00 مساءً: الاستعداد للنوم والصراع الأخير
- التأمل الوجودي:
- تستمع إلى بودكاست مباشر من المريخ، حيث يناقش مستعمرون بشريون كيفية تعديل أجسامهم للتعايش مع AI دون فقدان الهوية.
- تكتب في مذكراتها الرقمية المُشفرة: "اليوم نجوت من أن أصبح مجرد واجهة للآلة... لكن إلى متى؟".
- النوم: تضع سماعة Neuralink تُحفز أدمغتها على إعادة تنظيم الذكريات، بينما يراقب AI نومها بحثًا عن أي إشارات اكتئابية.
الهموم الخفية التي تطاردها:
- القلق من التقادم: مهاراتها الحالية قد تصبح عديمة القيمة خلال 6 أشهر إذا طوَّر الذكاء الاصطناعي قدرات جديدة.
- الصراع الجمالي: هل ما زالت لوحاتها الفنية "بشرية" إذا كانت 70% من الإلهام يأتي من نماذج توليد الفن؟
- العبودية الطوعية: شعورها بأنها "مدمنة" على نقاط المكافأة التي يوزعها النظام، والتي تحدد مكانتها الاجتماعية.
الخاتمة: من "الخوف" إلى "الرهبة الكونية"
كما تنبأ عظيموف، قد نصل إلى لحظة يُدرك فيها البشر أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا، بل مرآة عاكسة لعدم اكتمالنا. حينها، ستتحول الرهبة من هيمنة الآلات إلى "فضول مقدس" نحو اكتشاف أبعاد جديدة لأنفسنا. التعليم سيكون بوابة هذه الرحلة، والاقتصاد وقودها، والمجتمع مختبرها الوجودي.
نحن اليوم في مرحلة التكيف والتي ستليها مرحلة الاندماج, ومرحلة التكيف هي المرحلة الصعبة إذ يعاني أغلب الأشخاص من التكيف إذ أن الكثير منا لم يوظفوا الذكاء الصناعي بأعلى قدراته في يومه العادي, لذا قمنا بتطوير هارموني وهي منصة ذكاء صناعي تعمل على مرافقتك من مرحلة التخطيط حيث تطلب منك وصف يومك وهي تقوم ببناء مخطط مرئي بتخطيط مهامك اليومية بطريقة تدمج أدوات لذكاء الاصطناعي بكفاءة, وتقوم بتحليل المهام التي يمكن أن يشارك فيها الAI أو أن يؤديها بالكامل واقتراح أفضل الأدوات, إذا لست محتاج للبحث عن الأدوات والمقارنة بينها والتفكير كثيرا في التخطيط وطريقة دمجها في سير يومك, ثم بعد ذلك لن تتركك المنصة هنا, بل تقدم خدمة بناء مخطط سير عملك ودمج أدوات الذكاء الصناعي فيه, نحن اختصارنا كثيرا من الوقت والجهد, فكل ما عليك مشاركة تفاصيل يومك ومهامك, ثم استخدام مخططك جاهزا ويدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي!
هذا كل شيء في هذه المقالة, حاولنا أن ندمج بين التكهنات الواقعية والخيال العلمي لتكون حلقة مسلية, انتظرونا في مقالات مقبلة أكثر تشويقا!