منذ أيام اكتشف خبراء في مجال الإنترنت والأمن المعلوماتي أضخم عملية تسريب للبيانات في تاريخ العالم على الإطلاق، حيث خلصوا إلى أن أغلب سكان الكرة الأرضية قد يكونوا تعرضوا إلى عملية القرصنة وأصبحت بياناتهم (بشكل كلي أو جزئي) منتهكة ومقرصنة ومتاحة للبيع على الإنترنت، وذلك عبر اكتشاف أكثر من 26 مليار سجل شخصي قد تعرض للاختراق، من بينها معلومات حساسة من عدة مواقع بما في ذلك تويتر ودروب بوكس ولينكد إن، وتوجد هذه البيانات المقرصنة حالياً على موقع إلكتروني غير آمن.

ووفقًا للباحثين، فإن القلق الأكبر هو أن هذه السجلات يمكن أن توفر الأساس لموجة هائلة من الجرائم الإلكترونية. وكمثال في حال استخدم المستخدمون نفس كلمات المرور لحساب نتفليكس الخاص بهم كما يفعلون لحساب جي ميل الخاص بهم، فيمكن للمهاجمين استخدام هذا للتوجه نحو حسابات أخرى أكثر حساسية، ومن خلال الوصول إلى قواعد بيانات التسريبات السابقة، يتمكن مجرمو الإنترنت من مطابقة عناوين البريد الإلكتروني وتحديد المعلومات عبر الحسابات.

كذلك على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم نفس رقم الهاتف المحمول للبنك الذي تتعامل معه ولحساب تويتر، فقد يستخدم المتسللون هذا الاختراق للعثور على طريقهم إلى معلوماتك المصرفية. ولهذا السبب، يحذر الخبراء من عدم إعطاء أي معلومات شخصية عبر الإنترنت أكثر مما هو ضروري للغاية.

وبصرف النظر عن ذلك، فإن المستخدمين الذين تم تضمين بياناتهم في ذلك التسريب الهائل قد يصبحون ضحايا لهجمات التصيد الاحتيالي أو يتلقون مستويات عالية من رسائل البريد الإلكتروني العشوائية، وإذا كنت قلقًا من تسريب بياناتك الشخصية في هذا الاختراق، فإن أهم شيء يجب عليك فعله هو تحديث كلمات المرور الخاصة بك، حسب ما يؤكد الخبراء، حيث إن التأكد من أنك لا تستخدم نفس كلمات المرور لحسابات متعددة يقلل من خطر تأثر حساب واحد مما قد يعرض جميع بياناتك للخطر.

ربما يكون ذلك التسريب الهائل فرصة لنكتشف مدى هشاشة وضعف الأنظمة الرقمية، ومدى خطورة وحساسية البيانات التي نقدمها لتلك الأنطمة. برأيكم هل يكفي مجرد تغيير أو تحديث كلمات المرور لتفادي مثل تلك الهجمات أم أن الأمر يستلزم احتياطات أخرى أكثر أمانًا وفاعلية؟