كلنا نعرف شركة أوبر العالمية، التي تعمل في مجال التوصيل وتوفر خدمات أخرى مثل خدمة ربط بين المطاعم والزبائن والمندوبين، ما أثار تساؤلاتي هو كيف تنظم أوبر هذه الخدمة بفعالية وسرعة؟ مثلا حينما يدخل ملايين اﻷشخاص إلى التطبيق يوميا! كيف يتم ذلك؟

عبر هذا التطبيق أو التطبيقات التي على شاكلته يمكن أن أختار المطعم الذي أريد، وأطلب الطعام الذي أحب، ثم ادفع عبر الإنترنت، وتنتظر حتى يأتي المندوب ليوصل طلبك، كل هذا في غضون دقائق معدودة، وبدون أي مشاكل أو تأخيرات.

لكن كيف تستطيع أوبر أن تقدم هذه الخدمة بسلاسة وسرعة؟ السر هو في استخدامها لخدمات السحابة.

خدمات السحابة هي خدمات تقنية تتيح الوصول إلى موارد مثل التخزين والحوسبة والشبكات والأمن والتحليل والذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت. بدلا من شراء وتشغيل وصيانة الأجهزة والبرامج في مراكز بيانات خاصة، يمكن للشركات استئجار هذه الخدمات من مقدمين مثل جوجل وأوراكل وأمازون.

فمثلا نجد أن شركة أوبر تستفيد من خدمات السحابة في عدة نواحي، مثل:

  • تحسين تجربة المستخدم: بتزويدها المستخدمين خرائط دقيقة وتوصيات مخصصة وإشعارات فورية للزبائن والمندوبين. كما تستخدم خدمات السحابة لتحليل بيانات المستخدمين والسلوكيات والتفضيلات لتحسين خدماتها وزيادة رضاهم.
  • زيادة كفاءة العمليات: أوبر تستخدم خدمات السحابة لإدارة سلاسل التوريد الغذائية، بحيث يمكن متابعة حركة الطلبات من المطعم إلى الزبون، وضمان جودة الطعام وسرعة التوصيل.
  • خفض التكاليف وزيادة المرونة: من خلال تقليل اعتمادها على الأجهزة والبرامج الخاصة، وبالتالي تقليل التكاليف المرتبطة بها، مثل الشراء والتثبيت، الصيانة والتحديث. كما تستخدم خدمات السحابة لزيادة مرونتها في التكيف مع التغيرات في الطلب والسوق، بحيث يمكنها زيادة أو خفض استخدامها للخدمات حسب الحاجة.

هذه النقطة تبدو مهمة جدا، فمن المعروف أن تكاليف الأجهزة والبرامج تشكل عبئا كبيرا على الشركات، خاصة في ظل التطور السريع للتقنية والحاجة إلى التحديث المستمر لذلك أعتقد أن استخدام خدمات السحابة يوفر لأوبر فرصة لتوفير المال والوقت وتسمح لها بالتركيز على جوانب أخرى من عملها، فما رأيكم في خدمات السحابة؟ وهل تعتقدون أنها ستستمر في النمو والتطور في المستقبل؟