في الأسابيع الماضية سمعت بأن شركة تسلا تنوي بناء مصنع بطاريات جديد في مدينة شنغهاي بالصين الشعبية، وهذا من أجل إنتاج بطاريات ميجاباك المخصصة لتخزين الطاقة، تسلا تمتلك كذلك مصنعا لصناعة السيارات الكهربائية بشنغهاي لكنه واجه مشكلات شتى، لذلك تم تدعيمه بمصنع البطاريات الجديد هذا الذي حسب ما قاله رئيس تسلا التنفيذي إيلون ماسك فإنّه سيساهم في تلبية الطلب العالمي لإنتاج الطاقة خصوصا مع موجة إنتقال كبرى الدول والشركات لإستغلال الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بشكل متزايد! وهذا ما طرح عدة تساؤلات في ذهني هل ستصبح الصين قوة رائدة في مجال صناعة البطاريات وتهيمن على السوق بفضل المساهمة النوعية لشركة كبيرة كتسلا؟!

بالنسبة لي أرى أن تسلا هي شركة كبيرة ورائدة بالفعل في مجال تخزين الطاقة وصناعة البطاريات، فعبر معلومات تقصّيتها وجدت أنّها تحتلّ حصة سوقية كبيرة، تؤهلها للهيمنة على هذا المجال فأعمال تسلا في تطور مستمر وشعبيتها في تزايد كذلك وهذا أراه نتيجة لمصداقية الشركة وخدماتها النوعية التي تقدمها.

طرح سؤال هل ستصبح الصين قوة رائدة في مجال الطاقة بعد مساهمة تسلا بمصنع البطاريات الجديد بشنغهاي يعدّ نوعا من التقليل من شأن الصين ومكانتها العالمية في هذا المجال بالذات! فالصين هي بالفعل قوة مهيمنة في صناعة البطاريات ويحسب لها ألف حساب، فهي التي تمتلك سوقا ضخمة للسيارات الكهربائية ومنه هي بحاجة إلى مصانع لتخزين الطاقة وصناعة البطاريات، ولا يخفى عليكم أن الصين لديها خارطة إستيراد محكمة لقطع غيار السيارات والبطاريات ومكوناتها الأساسية، لهذا برأيي أنّ تسلا ماهي إلا جزء من المعادلة وليست المعادلة بأكملها أي أن نجاح الصين وهيمنتها في هذا المجال لا يتوقف عند استثمار تسلا من عدمه، فهذه الأخيرة صحيح أنّها ستضفي للسوق الصيني الكثير من الفائدة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والإبتكارات التكنولوجية التي تبرع فيها شركة إيلون ماسك، لكن لا يخفى عنا أنّ الهيمنة وإحتكار السوق مرتبطة بعدة عوامل كالمنافسة القوية بين الشركات المحلية والعالمية، فماذا ترون كيف سيؤثر قرار تسلا ببناء مصنع بطاريات جديد بالصين؟