من منّا لم يسمع بالميتافيرس! هذه المساحة الافتراضية التي شغلت بالَ الكثيرين عبر العالم، فهو بمثابة عالمٍ جديد ومثير يوفّر مزايا وفرصا كثيرة للتّفاعل وتبادل المعلومات وحتّى إمكانية ممارسة الأعمال التّجارية دون مغادرة موقع تواجدنا هل يمكن تصوّر ذلك؟ لكنّ هذه المزايا وبالرّغم من الإثارة والتّشويق الذي تحمله إلّا أنّها لا تنفي وجود مخاطر جمّة من عدّة نواحي كالتّهديدات الإلكترونية، الإدمان وإنتهاكات الخصوصية ومخاطر أخرى كذلك، أعتقد أنّ المطوّرين القائمين على هذه التقنية هم أمامَ تحدٍّ كبير متعلّق بالأمن والخصوصية وضمان مساحةٍ آمنة وشاملة لجميع الأفراد.

ومن أبرز المخاطر والأضرار المحتملة لتقنية الميتافيرس The Metaverse هو التهديدات الإلكترونية التي يتلقّاها المستخدمون، خاصّة مع تفاعل الكثيرين مع الميتافيرس، ومنه ستزداد عمليات الإختراق والهجمات على النّظام بُغية الولوج إلى المعلومات والبيانات الحسّاسة، وهذا ما جعلني أتحفّظ على شعبية Metaverse التي تزداد يوما بعد يوم لكنّ هذه الزّيادة يقابلها كذلك محاولات كثيرة لإختراق النّظام ممّا يعرّض المستخدمين للخطر.

الخطر الثّاني الذي يشكّل تهديدا كبيرا لنا كأشخاص وكمستخدمين هو الإدمان نتيجة الإستخدام المتزايد والمستمر للواقع الإفتراضي والإنغماس في خباياه، ونتيجةً لهذا الإدمان نرى أنّ هاته الفئة التي تحت تأثير الإدمان ستكون مهملةً لصحّتها الجسدية والعقلية، وعليهم أن يراقبوا أنفسهم ولا يدعوها تحت رحمة هذا العالم الإفتراضي، مع أخذ فترات راحة بين الفينة والأخرى.

أمّا الخطر الذي يجعلني أرفض استعمال هذه التقنية هو تهديد إنتهاك الخصوصية فبطبيعة الحال جميع المُستخدمين سيشاركون معلوماتهم الشخصية ممّا تزيد إحتمالية وصول أطرافٍ ثالثة إليها، وفي ذات السّياق ومؤخّرا أصبحت أفضّل الإبتعاد عن هاته المواقع والتطبيقات فما بالك بعالم كامل إفتراضي! سيكون الأمر كالقطرة التي أفاضت الكأس التي ستحبسنا تحت غياهب الإدمان، فما رأيكم هل يستحقُّ الميتافيرس أن يأخذ ما تبقّى من وقتنا وصحّتنا الجسدية والنفسية والعقلية؟