في أواخر العام المنصرم، تمّ إطلاق منصّة ال ChatGPT المشهورة من قبل شركة OpenAi، وبعد ذلك الإعلان سارع الملايين من المُستخدمين عبر العالم لتجرِبته ولاستكشاف هذه التقنية، فيما وجّه الإعلام عدسات كاميراته نحو شركة غوغل الرّائدة في التقنية وفي محرّكات البحث، وتساءل العديد من النّاس عن سبب إلتزامهم الصّمت في ظلّ إستحواذ ChatGPT على عقول النّاس، فما هي إلّا أسابيع قليلة لتُعلن هذه الأخيرة عن Brad أو Apprentice Brad وهو شبيه ال ChatGPT لكن وعلى حسب تصريحات المدير التّنفيذي للشّركة خلال الإعلان عنه، فهو يتفوّق بكثير عن مثيله من OpenAi، وماهي إلّا ساعاتٌ خلت عن الإعلان لتظهرَ شركة ميكروسوفت وتوجّه جميع الأنظار نحو محرّك بحثها المعروف Bing و متصفّحها Edge بحيث قامت بإدماج الذّكاء الإصطناعي ليحقّق بذلك تجربة رائعة للمستخدمين في البحث، تقديم إجابات كاملة، وأكثر من كلّ ذلك تقديم إجابات إبداعية أو ما يعرف بالشّرارة الإبداعية Creative Spark، ولم يتوقّف الأمر عند ذلك فقط فقد خرج المدير التّنفيذي لشركة ميكروسوفت ساتيا ناديلا Satya Nadella قائلا: "النسخة الجديدة ل bing ستجعل جوجل تخرج وترقص، وأودّ أن يعلم النّاس أننا قد جعلناهم يرقصون"، وهذا التّصريح تزامن مع خسارة شركة غوغل لقرابة المئة مليار دولار من قيمتها السوقية عقِب خطأٍ في تقديم الحقائق التي يقدّمها Brad شبيه ال ChatGPT! لا شكّ في أنّ الصّراع بين الشّركات العملاقة قد إحتدم، لكن كيف يمكن للمستخدمين أن يستفيدوا من هاته الحمّى المستعرة في السّوق التقني؟!

بداية من ال ChatGPT العديد من المستخدمين بدأوا بتجربة المنصة وتفاعلوا معها بشكل متباين بين منتقدٍ ومنبهرٍ ومشجّع في نفس الوقت رأينا كمّا هائلا من الأسئلة التّافهة التي ظهرت على مختلف المواقع والمنصّات، أين كان البعض يستخدم هذه التقنية لطرح أسئلة لا تغني ولا تسمن من جوع، من الجيّد إستعمال هذه التقنيات فيما هو نافعٌ ومفيد ليزيد من إنتاجية الأفراد والمؤسّسات، فإنبهار أوّل يوم من إستخدام ال ChatGPT إنتهى وبات الصّراع محتَدما حول من يضيف قيمةً جديدة للتقنية، التّحديث الآني للمعلومات، الإجابة بالصور والفيديوهات، وصولا لمحرّك Bing! شيء مبهر للغاية.

أعتقد أنّ ما هذه إلّا البداية فقط، ومستقبل الذّكاء الإصطناعي مشرق ومفتوح أمام العديد من الشّركات، لكن على المستخدمين أن يغتنموا ثمار هذا الصّراع المحتدَم فكلُّ شركة اليوم تحاول إظهار نفسها كي تحتكر السّوق لمنتجاتها وتقنيّاتها، في حين أقدم البعض على إضافة قائمة إنتظار لكن المبلغ غير مكلف نظرا للقيمة التي ستقدّمها، وحتّى النسخة المجانية كافيةٌ نوعا ما.

وأنت ما رأيك في هذا الصّراع المحتدم وكيف يمكننا أن نحقّق أكبر استفادةٍ ممكنة؟!