تقنية كريسبر CRISPR ويصفها الكثيرون لأنّها مستقبل التّعديل الجيني واختصار CRISPR يعود إلى (Clustered Anterstally Interstanded Short Palindromic Repeats)، هذه التقنية تعتبر رائدة في مجال تعديل الجينات فهاته الأخيرة تسمح بإجراء تعديلٍ دقيق لتسلسُلات الحمض النووي، ممّا جعل العلماء يتكهّنون بمستقبلها فوصفوها بأنّها واحدة من الحلول المحتملة للأمراض الوراثية منها المستعصية كذلك، وبالفعل تمّ إجراء تجارب سريرية ودراسات كثيرة على الحيوانات وأظهرت النّتائج الأولية مدى قدرة التقنية على التطوّر أكثر، خاصّة في هذا المجال الحسّاس، فهل ستكون ناجعةً حقّا في العلاج والإستشفاء من مختلف الأمراض خاصّة المزمنة والوراثية؟

على حسب ما أعلن عنه الأخصائيّون فمن بين المميّزات التي تميّز كريسبر عن غيرها كونها أكثر دقّة وفاعلية، بالإضافة إلى سهولة إستخدامها من أجل تعديل الجينات على خلاف الطّرق التقليدية المعهودة في السّابق، وأشاروا كذلك إلى كونها قادرةً على معالجةِ مجموعة واسعة من الإضطرابات الجينية، والأمراض المزمنة وغيرها، كالتليّف الكيسي وفقر الدّم المنجلي وصولا إلى سلسلة أمراض السرطانات وهاته الأمراض في الغالب ناتجة عن طفراتٍ جينية محدّدة، برأيي أنّ سرّ تفاؤل العلماء وثقتهم في نجاعة هذه التقنية في المستقبل القريب هو النّتائج التي أظهرتها التّجارب السريرية على الحيوانات، في نفس الوقت هاته النّتائج الإيجابية لا يجب أن تحجبَ المخاوف الكبيرة التي صحِبت هذه موجةَ التّفاؤل تلك فبعض الخبراء حذّروا من مغبّةِ التّساهل في التّعامل مع هكذا تقنيات تؤثّر بشكلٍ مباشر على صحّة الإنسان فإن لم يكن اليوم فغدًا! فمن يدري ماذا ستخبّئ لنا الأيّام مع مرور الوقت! فمع كلّ هذه الأخبار والتوقّعات بشأن التقنية، لا يمكني أن أخفي رفضي للتّعديلات الجينية التي تمسّ نسل الإنسان وتغيّرُ من خلق الله سبحانه وتعالى ولا شكّ في حرمة ذلك، أمّا إن تحدّثنا من جانب العلاج ومحاربة الأمراض الفتّاكة المختلفة فالأمر حقّا يستدعي من القائمين على هكذا تكنولوجيا أن يحذروا من مخاطرها التي قد تظهر في المستقبل، فما رأيكم في تقنية كريسبر وهل حقّا ستكون ناجعةً في العلاج أم أنّها ستؤثّر على الأجيال القادمة وتعرِّضها للخطر؟!