بالتأكيد سمعنا عن المدرسة اللاإنجابية، وموقفهم من الإنجاب، وأسبابهم، وفي ظل ظهور ظواهر مجتمعية مخيفة مثل أغنية انتش وأجري وفي ظل الوضع الاقتصادي، قد يفضل الكثير ويقرر عدم الإنجاب، اتفقنا أو اختلفنا حول هذه الفلسفة لكن يظل الواقع مخيفًا، وسيفهمني جدًا من لديه أطفال ويعيش الخوف والقلق على هذا الجيل الناشيء.

عندما قرأت عن تقنية أطفال الميتافيرس، بالبداية ابتسمت وتوقعت فشلها، فما الممتع في طفل غير موجود من الأساس، لكن عندما قرأت ما كتبته الكاتبة كاتريونا كامبل حول الأمر وذكرته في كتابها خطة للعيش مع الذكاء الاصطناعي AI by Design: A plan for living with artificial intelligence، وكيف لأطفال الميتافيرس أن تكون البديل والأكثر شيوعًا بالخمسين عامًا المقبلين، فمن خلال سماعة رأس يمكن للآباء في رعاية أطفالهم الافتراضيين والاستماع لهم مثل الواقع، لكن المميز أنه يمكننا إيقاف تشغيله بلمسة زر واحدة، وكل هذا مقابل رسوم شهرية صغيرة، وأطلقت على هذه الظاهرة الرقمية "جيل تماغوتشي"

المخيف بالأمر، أن الكاتبة تذكر أنه بالخمسين عامًا القادمين، ستشهد التكنولوجيا تطورًا كبيرًا لدرجة عدم تمييز أطفال الميتافيرس عن الأطفال الحقيقين، الجملة لا أجدها واقعية وربما استخدمتها كنوع من المبالغة في انتشار التقنية.

تذكر الكاتبة أيضًا أن الأطفال الافتراضيين سيبدون مثلنا، وسيكونون قادرين على اللعب ومحاكاة الاستجابات العاطفية وكذلك الكلام، مع التحكم في سرعة النمو، فمثلًا نحن نعلم أن الأطفال في مرحلة المراهقة مرهقين وأحيانًا مملين، إذن يمكن تجاوز هذه المرحلة، بجانب إمكانية إلغاء الخدمة إن شعرنا بالملل نحو الطفل ككل.

الأمر مضحك ومخيف، فلا أتمكن من تخيله، بالنهاية من يرغب في عيش تجربة الأبوة أو الأمومة لن يذهب لطفل افتراضي، وأمامه تجربة حقيقية يمكنه أن يعيشها، ويتمتع بمزاياها. فالموضوع أقرب للعبة لكن لا أنكر أنه سيكون له وقع نفسي على مستخدميه وقد تنشأ علاقة قوية بين الآباء والطفل الافتراضي إن عاصروا كافة مراحله.

الأمر يذكرني بلعبة المزرعة التي لاقت رواجًا كبيرًا وقتها، وبرأيي سبب انتشارها أننا كنا نزرع ونحصد ونستثمر فهي تلبي رغباتنا دون مواجهة تحديات وصعوبات، وهنا نفس الأمر الآباء ترى طفلًا ويكبر ويتفاعل معهم دون الدخول في تحديات التربية والطفولة والصعوبات المرافقة لعملية النمو عمومًا.

أخبروني رأيكم ماذا لو أُتيحت الفرصة لكم هل تلجأون لطفل الميتافيرس بدلًا من الإنجاب، ولماذا؟