في الشهور الأخيرة عشنا دراما شراء ماسك لحصّة من أسهم تويتر، ثمَّ رغبته في الاستيلاء الكامل عليها، ليأتي بعدها التراجع والرغبة في عدم إتمام الصفقة. في كل، منعطف من هذه المنعطفات، كان هناك شيئًا يتكرّر باستمرار: ماسك قادم لنا لينقذنا من الحسابات الوهمية الروبوتية (البوتات) على تويتر.

لكن ماذا لو أخبرتكم، أنَّ ماسك كان يستعمل هذه البوتات في تويتر تحديدًا، لإنعاش أسهم شركته تيسلا بين فترة وأخرى؟

في بدايات نوفمبر 2013، الأمور لم تكن جيّدة في تيسلا، هناك موديل من السيارات كانوا ينتجونه يدعى Tesla Model S يعاني من مشاكل فنيِّة، وتشتعل فيه الحرائق بين فترة وأخرى، الأمر الذي جعل أسهم الشركة تتأرجح.

بعدها في 7 نوفمبر 2013، في غضون 75 دقيقة، ظهرت 8 حسابات (بوتات) على تويتر، لتقص بعض القصص الرائعة على تيسلا، وعلى مدار السنوات المقبلة، هذه الحسابات ستنشر ما يقارب 30 ألف تغريدة من نفس المديح.

يصف أستاذ في جامعة ماريلاند، دافيد كيرش أنشطة هذه الحسابات في تويتر على أنّها تملك قدرة على تغيير سوق الأسهم في المستقبل، وتساهم أيضًا في دعاية إعلامية استغلَّها ماسك للحصول على تمويل من مشتري الأسهم، وإنقاذ شركته من الإفلاس لعدد من المرّات.

تغيير سوق الأسهم بفعل تغريدات البوتات هو أمر يحاول دافيد كيرش دراسته وإثباته، فقد جمع تغريدات الحسابات التي تتحدَّث عن تيسلا من 2010-2020، وحلّلها باستخدام برنامج Botometer الذي يستخدمه الباحثون في مجال التواصل الاجتماعي للتأكّد من بشرية الحسابات، فوجد أنّ ما يقارب الخمس من التغريدات كانت منشورة بواسطة البوتات.

على مدار دراسة من عشر سنوات، جمع كيرش 1.4 مليون تغريدة من أكثر الحسابات نشرًا عن تيسلا (400 حساب) والتي تستخدم كلمة TSLA$ وجد أنّ 10% من هذه التغريدات ناتجة عن بوتات، و23% من التغريدات التي تستخدم هاشتاك TSLA# هي لحسابات ليست بشرية.