أعتقد أننا في السنوات الماضية سمعنا كثيرًا عن مصطلح الكوكيز أو ملفات الارتباط وهي ملفات نصية تحفظ على جهازك وبها بيانات دخولك وتصرفك في أغلب المواقع التي تصل لها وتربط نشاطاتك ببعضها البعض في المواقع المختلفة. 

يمكنها أن تكون دائمة بمعنى أنها موجودة في جهازك حتى تقرر بنفسك حذفها أو أن تكون مؤقتة وتستمر حتى تقوم بغلق المتصفح فقط. 

ومن ناحية الضرورة يمكن تقسيمها إلى نوعين أيضًا. ملفات الارتباط الضرورية وهي التي تمكننا من تجربة الموقع بالكامل واستخدام مميزاته ومنها مثلًا ملفات الارتباط التي تحفظ معلومات تسجيل دخولك إلى الموقع. وهي ملفات لا يطلب منك الموقع الإذن قبلها. 

والنوع الأخر هو الخاص بالأداء وهي التي تجمع المعلومات عن كيفية استخدامنا كزائر للموقع. مثلًا نعرف الصفحات التي نزورها أكثر وانطباعنا عن المحتوى. مدة توقفنا عند محتوى أو منتج معين. إحصاءات عن طريقة استخدام الموقع وأداء الحملات الإعلانية وغيرها. 

هذه الخاصية التي يخاف منها الكثيرون مفيدة جدًا ولكنها أيضًا خطيرة. فكيف ذلك؟ 

هي مفيدة للمستخدم حيث أنه يعطي معلومات عنه برضا كي تساعده المواقع في المستقبل للوصول لما يريد. فمثلًا نقف عند حذاء معين في موقع على الإنترنت فيعرف موقع أخر وليكن الفيسبوك اهتمامنا بالأحذية ويبدأ في عرض إعلانات قد تنال إعجابنا. أو يحلل المعلومات ويستنتج أننا نجمع ما يمكن استخدامه في مناسبة ما فيحضر لنا إعلانات للبدلة والقميص وليس الحذاء فقط! 

وبهذا سنجد أن المهمة التي قد تكون مرهقة لم تستغرق الكثير من الوقت. وإن كنا أصحاب موقع أو مدونة فتفعيلها لزوارنا يخبرنا عن تعاملهم مع موقعهم وأي الأجزاء تهمهم أكثر للتركيز عليها وأيضًا تخبرك مدى كفاءة طريقة إعلاننا وغيرها. 

ولكن المعلومات سلاح ذو حدين وبعض المواقع قد تبيع معلوماتنا لمواقع أخرى لا نعلمها. وقد نجد أيضًا أن تلك المواقع تعرف عنا أكثر مما نريد نحن أن نصل لهم. ولكل منا تحديد ما يريد له الوصول وما لا يريد للمواقع أن تأخذه لذلك تسمح لنا المواقع باختيار بعض الكوكيز فقط كما تسمح لنا بأخذها أو تركها كلها وفي كل الأحوال فهناك دائمًا طريقة لحذف الكوكيز من حاسوبنا. 

ولكن الأهم هو هل أنت كمستخدم توافق على جميع الكوكيز المعروضة عليك أم تفكر مليًا قبل القبول؟