أقضي هذه الأيام و في ظل الظروف الحالية وقتاً أطول في مشاهدة التلفزيون، و عندما أبدل بين القنوات، أجد فقر المحتوى في القنوات العربية، خصوصاً مع الإنتاج المحدود. هذا ناهيك عن كثرة القنوات الفضائية التي لا زالت تبث بالتعريف العادي SD و ليس التعريف العالي HD. هذا الفقر جعل الناس تتجه للاشتراك في منصات البث عبر الإنترنت التي تقدم مقابل اشتراك شهري للحصول على محتوى أفضل. في هذه الأثناء، وجدت صدفة أخبار تتحدث عن تطبيق ATSC 3.0 داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

لمن لا يعلم، تختلف معايير البث و الإرسال التلفزيوني حول العالم، و منها تختلف المواصفات التقنية للمحتوى المرسل عبر الهوائيات. في الولايات المتحدة يوجد لديهم معايير البث التماثلي NTSC و التي استبدلتها معايير البث الرقمي ATSC. في أوروبا و الشرق الأوسط تنتشر معايير البث التماثلي PAL و التي لحقتها معايير البث الرقمي DVB. الاختلاف الأكبر نجده في البث التماثلي، حيث تختلف الأبعاد 480i/60Hz في NTSC و 536i/50Hz في PAL. معايير البث الرقمي تبنت التعريف العالي و صار لدينا 720p و 1080i و دعم الصيغ القديمة من أجل التوافقية. كلا المعايير باختلاف تفرعاتها في ATSC و DVB تدعم معدل تحديث 50/60Hz.

مع تطور أنظمة العرض، صار لزاماً تطوير تقنيات البث، بالتالي بدأ العمل على تطبيق ATSC 3.0. يحصل المستخدم على دقة UHD 4K أي 3840x2160 مع معدل إطارات يصل حتى 120 إطار في الثانية و دعم HDR، و يحصل أيضاً على الصوت الانغماسي مثلما يحصل عليه الشخص في السينما. من ناحية تقنية، ATSC 3.0. مبني على تقنيات الويب مثل HTML5 و MPEG-DASH و يتبنى ترميز HEVC. المقطع التالي يوضح تفاصيل تقنية تتعلق بترميز المحتوى. أشير أيضاً إلى استخدامه طريقة OFDM لتضمين الإشارات و إرسالها.

ما سبق يتعلق بالولايات المتحدة و كوريا الجنوبية. في أوروبا و الشرق الأوسط، تتبع معايير DVB. للبث الفضائي يوجد DVB-S2X و هو أحدث معيار للبث الفضائي و الذي يستخدم لبث قنوات UHD 4K. في ذات الوقت، يجري العمل على معيار DVB-I و الذي يهدف لاستخدام البث عبر الإنترنت، لكن باستخدام بروتوكولات خاصة من أجل تقليل التأخير قدر الإمكان، و لا حاجة لجهاز مخصص، إذ يمكن لأي جهاز يتصل بالإنترنت استقبال بث DVB-I. في الوقت الحالي، تقدم بعض شركات الاتصالات في بعض الدول أجهزة لاستقبال القنوات من خلال IPTV، لكن مشكلة هذه الأجهزة أنها خاصة و مقيدة بالشركة، بعكس أجهزة الاستقبال التي تضع لمعايير معينة، لا توجد قيود على نوع المزود. الأسئلة غير المجاب عنها هل ستوجد أجهزة مخصصة للقنوات المشفرة مثلما نجد حالياً مع باقة beIN التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال جهاز خاص و كذلك الحال مع باقة MBC HD، و عن احتمالية رؤية باقات من شركات الاتصالات لأجهزة معينة مقابل اشتراك شهري، و هذا بسبب الباقات التقليدية للإنترنت محدودة و مشاهدة محتوى عالي الدقة يستهلك الكثير، بالتالي نجد هذه الشركات تقدم باقات مخصصة لهذا النوع من الأجهزة.

في ظل انتشار Netflix و حالياً نجد منافسة من Disney+ و وجود منصات أخرى مثل HBO Now لكن وجودها محصور في الولايات المتحدة، هل من معنى من تطوير التلفزيون التقليدي مع وجود إحصائيات تشير لقلة مشاهدة التلفزيون في الوقت الحالي مقارنة بما تقدمه منصات مثل Netflix تقدم الكثير مقابل مبلغ رمزي؟