هل الحياة اليوم أفضل مما كانت عليه وخاصة، الحياة التقنية؟ هل الشابكة اليوم أفضل وأبهى أخلاقيا مما كانت عليه منذ 20 عاما؟ هل كان الناس قديما أسعد حالا منا وهل الأحوال اليوم أكثر أريحية وأيسر منالا مما كانت عليه بالأمس؟ هل مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته أميز وأنمى من الملتقيات التي كان يستخدمها المتصفحون قديما؟
لدوما ما يراودني هذا الاستفسار، فهل من مجيب عنه؟
إجابة هذا السؤال يذكرني بسؤال قيدم قراته في كتاب " Progress of Religion" لم أعد أذكر اسم الكاتب ولكني أذكر جيداً أن ما قاله أن النظرة الدينية للوجود تصور لنا أن الماضي أفضل وأقدس وأكثر أخلاقية من الحاضر. فالماضي بالضرورة أفضل وأن العالم - حسب تلك النظرة اللاهوتية- يسير من الأفضل إلى السيئ ثم الأسوأ. هذا التصور برأيي ينطبق على عالم التكنولويجا وكل وجوه الحياة اليوم.ولكن وجهة نظري الشخصية هي أننا - و الناس جميعاً فيما أعتقد- تتمنى الماضي وتراه أحسن وأصوب من كل وجوهه لأنهم ضمنوه وعاشوه ومضى بسلام. فهم قد أمنوه بكل أحداثه ولم يأمنوا بعد الحلضر المتفلت من بين أيديهم ولا المستقبل جنين الغيب الذي لم نراه. فالخوف من المستقبل و اللحظة المتفلتة هي ما يشعرنا بمدى أخلاقية وصوابية الماضي...
أهلا بك، أخي خالدا
الذي قرأته كتاب The rise and progress of religion in the soul وصاحبه Doddridge, Philip
الكتاب به كثير من الأغلوطات وأقصد الذي قرأته وينظر إلى الحياة من منظور مخالف للعقلانية السوية ومع ذلك، فقد كانت هناك بعض النقاط التي أوافق عليها منها طبيعة الحياة وترابطها مع الدين الصحيح
في الحقيقة وعندما طرحت استفساري، لم يرد بخلدي أن أميل إلى ما كان عليه الناس في الماضي وأن أستعذب ما كانوا عليه من حياة، خوفا من مجهول قادم، لكن كان مقصدي أن أعلم آراء أخوتي وملاحظاتهم إزاء الحياة ذاتها بين الأمس والغد وخاصة، الحياة الرقمية؛ ففي الماضي، كانت هناك شابكة ومواقع تواصل وملتقيات كما بوابات شراء وعمل وغيرها الكثير واليوم، نجد ذات العناصر لكن هل كانت قديما أكثر إمتاعا لك وهل كانت مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات أفضل واجهة وتصميمات كما أحسن عائدا من حيث العلاقات الإنسانية عما نحن عليه اليوم؟
كانت هناك شابكة ومواقع تواصل وملتقيات كما بوابات شراء وعمل وغيرها الكثير واليوم، نجد ذات العناصر لكن هل كانت قديما أكثر إمتاعا لك وهل كانت مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات أفضل واجهة وتصميمات كما أحسن عائدا من حيث العلاقات الإنسانية عما نحن عليه اليوم؟
أهلاً بك محمود. أعتقد انه ليس هناك إجابة موضوعية على هذا السؤال وإنما هي إجابات ذاتية تختلف باختلاف المجيبين. أما بالنسبة لي شخصياً، فأرى أن مواقع التواصل اليوم أضحت تجلب الكثير من المشاكل و الإرهاق بكثرة تفاصيلها وتشعبها وما نجم عنها من مشاكل اجتماعية خطيرة وتحرشات واغتصابات وتنمر وغيره من المشاكل الأخلاقية. لم تكن لتظهر تلك المشكلات في بداية تلك المواقع لانها كانت محدودة الإنتشار وكانت الناس تعاملها معاملة الظاهرة الجديدة المهيبة كالطفل يمسكط القلم لأول مرة ليكتب به فتهيبه ويعامله بإجلال ورهبة واحترام. أما اليوم فاختلط الحابل بالنابل وصارت تلك الوسائل للتواصل الإجتماعي بوسائل التدابر و القطيعة و التفسخ المجتمعي في مجلمها ومجال لإثارة الغيرة و المقارنات. أما بالنسبة للتصميمات فأنا لا أهتم كثيراً بالتصميم و الشكل بقدر ما أهتم بالموضوع وقد يكون أفضل غير أن كثرة الخيارات في تلك الوسائل امر غير مرغوب فيه فأنا أميل إلى البساطة.
أهلا بالحبيب، خالد السعيد
أسعد الله
رأي حصيف وله وجاهته؛ ففي القديم وكما أشرت، أخي الحبيب، كانت الشابكة محدودة الأثر وكان الإنسان يجد بها قليلا من المحتوى؛ فكان يقضي ساعتين على الأكثر وأما اليوم، صار بها كثير من الإمتاع وبات المرء يقضي الساعات الطوال وهو يجول بين جنبات وأروقة العنكبوت
إنها حقا، بيت العنكبوت؛ فجدواها قليلة لكن مخاطرها أشد اليوم عما كانت بالأمس القريب ومع ذلك، ما رأيك بمواقع الوظائف عبر الشابكة وهل اليوم أفضل مما كانت عليه مع بداية الألفية؟
بالطبع ، الحياة صارت أفضل مما كانت عليه، ولكن أتى ذلك على حساب أشياء أخرى أثرت على نفسية الإنسان اليوم.
السعادة شيء نسبي، ولكن يفتقدها في جميع الأزمان من يربطها بالأمور المادية فقط.
بالطبع، موقع التواصل الاجتماعي مقارنة بالماضي أميز، إن غضضنا الطرف عن الجانب السيئ منه.
حياك الله، أخي الحبيب
كلماتك من ذهب وحقا، عندما تترابط قلوبنا وتتعلق بالماديات، نفقد السعادة لكن هل ترى أن جميع البشر الأنقياء في عالمنا سعداء وهل من هم أتقياء صالحون يشعرون بالبهجة في عصرنا الحالي مع كثرة اضطراباته وأزماته؟ ما الأشياء التي تراها ألقت بظلال آثارها السالبة علينا؟
من كان مع الله لا يشعر باضطرابات ولا أزمات، فنظر إلى حالنا وحال من سبقنا، نحن أحسن حالًا منهم في أمور الدنيا، ولكن لسنا بأحسن حالًا منهم في أمور الآخرة، وأنظر إلى حالنا مع الرضا بما يحصل، وحالهم، فهذا هو ما يجعلنا نشعر بكل هذا، رغم أننا نملك ما لم يكن يملكه غيرنا.
ما الأشياء التي تراها ألقت بظلال آثارها السلبية علينا؟
مواقع التواصل الاجتماعي والإعلان، لهم أكبر الأثر بما نشعر به من سلبية، فهم يُهولون من الأخبار والأحداث، رغم أنه قد يكون قد حصل أكثر وأفظع منها مع من سبقنا، ولكن لم يكن هناك من يُهول ويُبالغ في نشر الأسوأ، وهذا أدى إلى تفشي السلبية والإحباط بين الناس.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت"، فكيف لهم ذلك، وأغلبهم لا يعلم قول الخير من قول الشر، أيضًا عملهم مبني على الكلام، فما يفيد وما لا يفيد؟
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها"، وهم يتكلمون في أمور أتفه من التفاهة نفسها، كلب عبر الطريق وتوقفت له السيارات، وغيره من الأمور التافهة التي تشغل الناس عن الأمور الهامة في حياتهم، وما الذي استفدته من ذلك؟ هم لا يجدون شيئًا يتحدثون عنه.
صلى الله عليه وسلم
عليه الصلاة والسلام
هناك من هو أفضل حالا بأمور الآخرة ممن عاشوا قديما؛ فليس كل من عاش قديما، كان تقيا
لعل من كانوا قبلنا كانوا راضين بما بين أيديهم لأن الخيارات أمامهم كانت محدودة وأما اليوم، فإن الموارد متسعة ومتنامية كما أن ملذات الحياة تزداد كل يوم؛ ففي الماضي، لم تك هناك هذه الوفرة من المصادر وهذا ما كان يدعوهم للرضى
هذا صحيح وأوافقك الرأي، أخي بأن مواقع التواصل الاجتماعي صارت تعج بالترهات ولذلك، من يريد أن ينجح اليوم، ينشئ قناة للطهي وتناول الطعام بشراهة ويتراقص أمام المشاهدين ليجلب اهتمامهم بينما من يقدم محتوى هادفا، انصرف البعض عنه وهجروه
لم يعد الناس سعداء محمود، انظر هذه المساهمة لأخونا خالد كيف يتمتم فيها عن عدم جدوى حياة الإنسان في ظل النظام التوظيفي الحالي.
السوشيال ميديا قربتنا تكنولوجيًا، باعدتنا واقعيًا، ونحن لسنا كائنات تكنولوحية، نحن من لحم ودم، نحن مشاعر تنبض، لسنا مجرد خوارزميات.
ولكن ما الذي حدث؟
الذي حدث أن السوشيال ميديا قربتنا تكنولوجيًا فصار الأمر كالآتي:-
لماذا أضيع الوقت في الإتيان لبيتك وإنفاق المال في المواصلات وأنا يمكنني أن أطمئن عليك من خلال أن أرى صفحتك على الفيس وآخر منشور كتبته وأضع لك تفاعل أحببته؟
صرنا أبعد عن بعض واقعيًا، لقد فرقتنا التكنولوجيا يا محمود.
أيضًا ظهور التكنولوجيا وبالأخص السيارات زاد في تعاستنا، فبعد ظهور السيارات صار يتم تصميم المدن بناء لخدمة السيارات وتوسيع الطريق لها بعدما كان يتم تصميم المدن وهندستها لأجل الإنسان، فصارت الآن المساحات التي يمكن للإنسان أن يمشي فيها أقل وأقل، فأحس الإنسان أنه محشور على الرصيف، لا قيمة له، فالسيارة أهم منه.
لسنا سعداء يا محمود، ولن نكون، إلا بعودتنا للزراعة، للبحر، للشجر، للأخلاق، للقيم، لصلة الرحم، للسعي خلف الله، لا خلف المال.
لسنا سعداء يا محمود، ولن نكون، إلا بعودتنا للزراعة، للبحر، للشجر، للأخلاق، للقيم، لصلة الرحم، للسعي خلف الله، لا خلف المال.
وما الذي يمنعنا من العودة، أو بالأحرى ما الذي أجبرنا أن نَبعُد أصلاً؟!
التكنولوجيا هي أداة ووسيلة يسرت الكثير والكثير، فلابد وأن نُحسن استخدامها. أبوكِ سافر إلى السعودية وأنت هنا في مصر، ألن تشكري التكنولوجيا التي مكّنتك من رؤيته وسماع صوته!
لكن للأسف وكما قولتِ، التهمتنا التكنولوجيا، وأنا أوافقك تماماً في ذلك.
أعتقد أن ذلك شيء نسبي وليس مطلق، أو لا يجوز تعميمه على الحياة بأكملها، فقد أتت التكنولوجيا ويسرت لنا العديد من الأمور الشاقة، وزادت من الانتاجية، وقللت من الوقت، لكن جلبت معها أيضاٍ العديد من المساوئ.
لا أستطيع أن أقول بثقة أن الحياة اليوم أفضل أو أسوأ مما كانت عليه في الماضي. فكل زمن له مزاياه وعيوبه، وكل جيل له تحدياته وإنجازاته. فالمهم هو كيف نستخدم التقنية والشبكة بحكمة ومسؤولية، وكيف نحافظ على قيمنا وأخلاقنا وإنسانيتنا. ولكن التقنية قد شهدت تطورًا هائلًا ومذهلًا في العقود الأخيرة، وقد أتاحت لنا فرصًا وإمكانيات لم نكن نحلم بها من قبل. فالتقنية قد سهلت علينا الاتصال والتواصل والتعلم والعمل والترفيه، وقد زادت من كفاءتنا وإنتاجيتنا وإبداعنا. كما أن التقنية قد ساعدتنا على حل بعض المشكلات الصعبة والخطيرة، مثل الأمراض أو التلوث أو الفقر.
أهلا بك، أخي أحمد
إن التقنية قد ساعدت على انتشار التلوثات وشعورنا بالاختناق من حولنا؛ فكل هاتف وكل جهاز حوسبي يستخدم طاقات تكفي لتلوث قرية بأكملها ولذلك، وإن ساهمت تقنياتنا في معالجة شيئ مما نعانيه، فإنها تسببت في حدوثه وانتشاره؛ فكأنها تأتي بدمار ثم، تقلله بنسبة 20% وتترك البقية
ولكن ألا تظن أن عيوب التقنية الحالية مؤقتة، وما هي إلا مرحلة انتقالية، فالآن بدأ ظهور منتجات تقنية مستدامة.، مثل السيارات الكهربائية.
التقنيات المستحدثة مستخدمة أدوات لإعادة عملها؛ فهذا النوع من السيارات على سبيل المثال، متطلب توافر خلايا كهربائية تزيد من الأبخرة السامة في الهواء كما أن الخلاص منها يكون بوضعها كنفايات تحت الأرض وهذا يهلك معامل التوازن الحيوي؛ فجميعها مخاطر يصعب غض الطرف عنها؛ أضف إلى أن هذه التقنيات تزال وليدة وباهظة الثمن مما يعني أن أثرياء العالم هم من سينالونها ويتمتعون بها وإذا تم تعميمها بعد عقود طويلة، ستكون قد هلكت الحياة بسبب التقنيات المعاصرة وما تحمله من مخاطر مناخية
القاعدة رقم 1 في قانون السعادة: إيّاك وأن تقارن:
لقد توقّفت منذ زمن طويل عن مقارنة الأشياء لجهة الأفضل والأسوء إذ أنّ غالبًا هذه الأفكار لا تفيد شيئًا. فماذا يفيدني مثلًا أن أعرف إذا كان الماضي أم الحاضر أفضل غير الحسرة؟ وماذا أتحصّل من معرفة إذا كان البشر أسعد في السابق من اليوم؟ أصلًا أعتقد أنّك لن تحصل على الجواب الشافي لأنّ ما تسأله يتعلّق بمسائل نسبية تختلف بين الفرد والآخر. فما أراه أنا أفضل قد يراه الآخر أسوء وبالتالي ليس هناك قاعدة عامّة. طبعًا إذا كانت المقارنات بهدف التحليل وإجراء التحسينات فلا مشكلة منها ولكنّنا غالبًا ما نقوم بالمقارنة في محاولة رثاء ذاتي.
أهلا بأختي الفاضلة الكريمة، فاطمة
حياكم الله
لم يرد بخلدي أن أقارن بين الأمس واليوم وإنما أردت معرفة ما تجودون به من آراء ناتجة عن خبراتكم؛ فنحن جميعا قد استخدمنا شابكة المعلومات وعاصرنا متغيراتها خلال سنوات مضت، فهل كانت أفضل من اليوم وهل كانت مواقعها أسمى وأرشد من اليوم؟
على سبيل المثال وعندما نتأملن مواقع الأخبار، نجد أن قد انتشر الكذب وتفشى؛ ففي الماضي، كانت الشابكة زاخرة بمواقع الأنباء وكانت صادقة لأنها كانت محدودة وقاصرة على وكالات شهيرة تستطيع أن تدشن لها بوابة تطل على نوافذ القراء لكن في عصرنا الحالي، صار كل شخص قادرا على بناء موقع إخباري ومنصة ينشر من خلالها أكاذيبه وترهاته؛ فاستشرى الكذب وصارت هناك مواقع نعرف من خلالها الحقيقة بسبب كثرة الأكاذيب؛ بجانب ذلك، فقد تفشت ظاهرة اختراق البيانات والابتزاز وساءت الأخلاقيات عن ذي قبل؛ فقد كنا قديما نستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته ونحن آمنون سالمون لكن اليوم، صرنا نجد إعلانات مشينة وأشياء مخالفة لديننا كما سبابا مقذعا وخلافا مدمرا؛ فافتقرنا ثقافات الاختلاف التي كان عليها البشر قديما منذ 12 عاما
التعليقات