هو إحدي روائع الدراما المصرية بلا منازع "حديث الصباح والمساء"، رغم أنها كانت رواية للكاتب الشهير – نجيب محفوظ، لكن قد وقعتُ في غرام المسلسل وما فيه من حكايات بسيطة تُسافر بنا للماضي لعصر لم ولن أعيشهُ أبدًا.

عندما تشاهده ستجد أن أغنية تتر البداية تقول : " مين فينا جاي مرساها مين رايح، لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح"، وهكذا هي الحياة فعلًا ميلاد، حياة، وموت، وهذا ما ستعيشه أثناء أحداث المسلسل فالصباح رمز علي الميلاد والمساء رمز الموت.

ويتخلل بين ساعات الصباح وساعات المساء، ساعات الحياة التي نجد فيها الرجل الحكيم الذي نلجأ لهً في مشاكلنا، الرجل الطيب الذي تجالسهُ لتصبك جمال روحهُ، المُغامر ذو الأحلام المستحيلة، القنوع يقسمة الله، الأناني الذي لا يُفكر غير بنفسه، الصارم في تصرفاتهُ، المتكبر، الغشاش والكثير من الصفات الإنسانية الجيدة والسيئة.

أما عن المشهد الذي لا أنساه أبدًا هو مشهد الصداقة الحقيقية بين "جليلة ونعمة" فعند موت نعمة هي نائمة علي سريرها تذهب جليلة وتنام بجوارها بعد أن تقسم لصديقتها أن بعد هذا العمر الذي قديناه سويًا لن أسمح لأحد بأن يشاركني أيامي المره قبل الحلوة غيرك ستكوني صديقتي في مماتك كما كنتي في حياتك.

بالرغم من مشاهدتي لهذا المسلسل أكثر من مرة إلا أني أشاهده كلما يتم عرضه، وكذلك أفعل الآن وفي حلقة البارحة سألتني امي : " هل حفظتي هذا المسلسل ؟" قلت لها لماذا قالت لي لأنك ترددين الحوار كما لو أنك تعيشين المشهد، وهي علي حق فالأجواء تسحرك وجعلك تحبين الشخصيات وتعيشين معها لحظة بلحظة.

مسلسل " حديث الصباح والمساء" ليس فقط قصة درامية لا بل هي درس نتعلم منهُ القيم والمبادئ التي قد فقدناها في مجتمعنا مؤخرًا أنصحككم بمشاهدته وأوعدكم بقداء وقت ممتع..