بعد نهاية هذا المسلسل المميز، لا يسع متابعه إلا أن يشعر بفراغ عميق، بالنظر إلى ندرة هذه النوعية من الأعمال التي تزاوج بين القيمة الفنية والمضمون الحواري الخصب. هذا المسلسل، وكما يعرف الجميع، هو امتداد للتحفة الفنية التي لا تنسى breaking Bad من حيث الشخصيات وبعض الأحداث (رغم حقيقة أن النسخة يصعب أن تضاهي الأصل من حيث المستوى والقيمة الفنية، وهذه قاعدة مألوفة في عالم الأفلام والمسلسلات). تتمحور أحداث المسلسل حول شخصية سول غودمان (إحدى أفضل الشخصيات في تاريخ المسلسلات), المحامي الانتهازي الذي لا يعدم وسيلة إلا واستعملها، من أجل ربح القضايا وتحصيل المال، مستفيداً من براعته الفائقة في الإقناع والخداع، لكن حياته تنقلب رأسا على عقب حين يتورط مع عصابة إجرامية للاتجار بالمخدرات. وتنبغي الإشارة أيضا إلى أن بعض الشخصيات الجديدة قد أعطت نكهة خاصة للعمل، مثل شخصية كيم ويكسلر زوجة غودمان، وشخصية لالو سالامانكا. العمل يمكن تصنيفه فكرياً في خانة أعمال ما بعد الحداثة (على شاكلة أعمال أخرى متميزة مثل breaking Bad, squid game، la Casa del papel, فيلم الجوكر وparasite), التي تدين وتفضح الرأسمالية المتوحشة، وإكراهات الحياة المادية والاستهلاكية، حيث اللهاث وراء المال والماديات هو الهاجس الرئيسي، وحيث يسود منطق الغاية تبرر الوسيلة. ومن بين الدروس التي يمكن استخلاصها أيضاً، أنه لا توجد حدود واضحة ومعايير مطلقة لقيم مثل الخير والشر، فشخصية سول غودمان ليست أسوأ من أشخاص آخرين في العالم الواقعي، يختفون وراء قناع الفضيلة والشرف، ويمارسون ألاعيبهم تحت ستار قانوني. أنتظر آراءكم في التعليقات حول مضمون المسلسل ونهايته، التي تجنبت التطرق إليها تفادياً للحرق بالنسبة لمن لم يشاهد بعد المسلسل.

تقييم IMDb : 8,9 / عدد المواسم : 6

للتواصل مع كاتب المقال: salaheddineyassine99@gmail.com