نرى الآن تحول كبير في مجال الدراما العربية، غالبية المشاهدين يعودون لمشاهدة الأعمال الفنية القديمة، ولا يهتمون بالأعمال الحديثة

ولو قمنا بتقييم هذا الوضع لوجدناه منطقيا، فالمشاهد العربي بدأ يشعر بالغربة من الأعمال الحديثة، وأقصد بالغربة هنا هو أن ما يُنقل لا يشبه مجتمعنا وبالتالي لا يشبهنا.

نحن لسنا ذلك الشخص فاحش الثراء، ولسنا ذلك الذي كل همه أن يلقى شريكة حياة جميلة، نحن أبناء بلاد فقيرة لدينا طبقات مهمشة لا يسمع أحد عنها ولا يعكس أحد معاناتها.

لا نرى عملا يشبه قصة عناء والدنا في تعليمنا، أو معاناتنا في البحث عن وظيفة، رغم أننا في مجتمعنا نمتلك جميع مقومات العمل الفني الممتاز من المال والكوادر الفنية والتقنية، ولكننا نلاحظ أن الاستهتار بعقل المشاهد العربي أصبح مباحا من مدعي الفن.

وأنا هنا لا أمنح الفن دورا أكبر من دوره أو حجما أكبر من حجمه، بل هذا يعتبر قوة ناعمة تساعد في تشكيل الوعي المجتمعي، فكم منا منذ طفولته عرف مصر وشوارعها وحاراتها من أغاني أم كلثوم ومسلسلات عادل إمام وكتب نجيب محفوظ؟، ومن منا عرف سوريا في طفولته بشوارعها وأزقتها ولم يزرها مرة بفضل المسلسلات التي كانت تشكل قوة بيد الدولة

ناهيك عن العديد من المسلسلات والأفلام التي ساعدت على تغيير قوانين دول، وهذا في مجتمعنا العربي، فمثلا فيلم أريد حلا للفنانة فاتن حمامة ساعد على تحسين قانون الأحوال الشخصية في مصر وساعد على إعطاء المرأة بعض حقوقها.

وهنا مربط الفرس، حينما كانت الأعمال الفنية تمثلنا وتشبهنا كانت قوية تعرف الناس على حضارتنا وشعبنا وتعمل على تشكيل قوانين عادلة في بلادنا، وتعمل على تكوين وعي مجتمعي متين إن تم استغلال هذه القوة بالشكل الإيجابي

قديما كان لدينا عمل فني يشبهنا، الآن العمل الفني يحاول طمس الهوية الثقافية والتاريخية والمجتمعية لنا. 

وأنت عزيزي ما رأيك بالأعمال الفنية العربية الحديثة؟، وهل تشعر بالغربة بها؟