من أهم مسلسلات شهر رمضان التي أحدثت ضجة على السوشيال ميديا هو مسلسل فاتن أمل حربي لبطلته الممثلة المصرية نيللي كريم ومن كتابة إبراهيم عيسى وإخراج محمد العدل. المسلسل يدور حول "فاتن" و"سيف" اللذان تطلقا، ومنذ طلاقهما والزوج يكيد بالطليقة ويهينها ويرفع عليها القضايا حتى تعود إليه من جديد.
لقد اشتهرت نيللي كريم في أخر عشرة أعوام بمسلسلاتها الرمضانية التي تتناول قضايا المرأة في مصر مثل سجن النسا، لذا فليس جديدا عليها أن تظهر بدور إمرأة مغلوبة على أمرها. تظهر نيللي كريم بدور فاتن أمل حربي موظفة بالشهر العقاري وأم لطفلتين بالمرحلة الابتدائية وطليقة لشخصية "سيف الدندراوي" الذي يقوم بدوره شريف سلامة في دور يعد أفضل أدواره في الأعوام الماضية. تقوم فاتن بطلب الطلاق لأسباب عدة منها تعنيف وأذية سيف المستمرة لها على مدار زواج دام عشرة أعوام. تفاجئ فاتن بعد الطلاق بممارسات وألاعيب عدة يقوم بها الطليق سيف ليهددها ويبتزها حتى تعود إليه.
بالرغم من مسيرة ابراهيم عيسى الطويلة في الكتابة الصحفية والأدبية إلا أن المسلسل هو أول عمل تلفزيوني يقوم بكتابته. يظهر ومنذ الحلقة الأولى مدى اهتمام القائمون على العمل بمناصرة قضية المرأة المصرية بإظهار فاتن كأم من الطبقة المتوسطة حياتها كلها تدور حول طفلتيها ويظهر في الفلاش باك علاقتها بزوجها السابق وكيف تحملت عنفه وقسوته تجاهها لأعوام طويلة.
في إحدى الحلقات يشرح محامي فاتن لها طريقة تعامل القانون مع قضيتها بالتفاصيل وفي الحقيقة كان وصفه الطويل حملا ثقيل على كتفي شعرت بوطأته رغم أنني لست صاحبة القضية، وهنا يجب أن أقول أن المسلسل قد شرح قانون الأحوال الشخصية ليظهر مدى صعوبة التعامل معه. مع ذلك فالمسلسل يفشل في جوانب عدة منها جانب العمق في كتابة الشخصيات. على سبيل المثال، تظهر فاتن كأم وصديقة مثالية، ولا نعرف لها أي عيوب سوى استهزاءها وسخريتها المستمرة من طليقها، لكننا نعذرها نظرا لتعامله القاسي معها. أيضا هناك بعض التفاصيل التي لم يذكرها المسلسل مثل أين أهل فاتن؟ ولماذا لم يتم ذكر أيا منهم سوى خالة واحدة لا نعرف لماذا لم تلجأ فاتن لها خلال مصاعبها؟ فبتغييب الأهل والأقارب والمعارف تظهر فاتن مثل الملاك المجروح وحيدا أمام الطليق الشرير سيف. أيضا يظهر الضعف في الكتابة الدرامية في إظهار الطليق كوحش مفترس دون أي صفة إيجابية واحدة، وهذا أمر غير معقول أو منطقي نظرا لأن كل الأشخاص بهم الخير وبهم الشر.
من مساوئ المسلسل الآخرى هى ترتيب وتكرار الأحداث فيغيب تماما عنصر المفاجأة المطلوب ليكون المسلسل ممتعا. حتى عندما تظهر أحداث غير متوقعة بالمسلسل تكون بشكل كوميدي ركيك دون المستوى لا يتماشى مع باقي أسلوب المسلسل وشكله. لذلك هنا السؤال: هل نعذر للمسلسل سقطاته في الكتابة الدرامية لأنه يسلط الضوء على قضايا مهمة تخص الطليقة الحاضنة؟ هل يجب أن تظهر المرأة مثالية وملاك حتى تستحق مننا التعاطف كجمهور؟ هل عرض قضايا المرأة في مصر يستحق من أجله التغاضي عن عناصر الكتابة الدرامية الجيدة مثل العمق في كتابة الشخصيات والمفاجأة والإمتاع؟
التعليقات