فكرة رعب سخيفة ظلت عقودا الحكاية التافهة التى يقصها الآباء على أبنائهم .يتناولها صناع سينما أمريكيون من رواية ستيفن كينج على مدار عشر حلقات فتشاهدها قصة واقعية تخطف من واقعيتها ودراماتيكيتها عقول الكبار والذين أبدا لم يؤمنوا بالخرافة .. 

الغول .. أمنا الغوله .. البعبع .. وحش الليل ..boogeyman.. ساك مان.. بوتز مان .. وفى بعض الثقافات اللاتينية يسمى " إل كوكو " أو كما يطلق عليه فى كل بلد وكل ثقافة .. غربية كانت أو عربية .. وكلها تصف نفس الوحش ونفس الحالة .. ذلك الشيطان المتجسد فى جسد مشوه الذى يأتى ليلا ليعاقب الأطفال على سوء سلوكهم 

الغول الوحش آكل لحوم الأطفال وزائرهم بالليل .. قصة توارثناها جميعا لما كنا أطفالا عندما كانت أمهاتنا تخوفنا من عندما لا نغسل أسناننا أولا ننام مبكرا أو لا ننصاع للكلام .. 

تناول المسلسل تلك الفكرة الأزلية الخالية من أي واقع أو إثارة في خط درامى جديد وفريد ليس جديدا بالطبع على صناع السينما الأوائل .. صوره لنا كواقع وجعلنا دون أن ننتبه نميل لأفكار ما كانت ترد لخاطرنا من قبل 

لم يبدأ المسلسل بعرض الفكرة عن الغول .. وإنما بدأ بعرض جرائم القتل التي تحدث للأطفال والتي يتهم فيها أبرياء ولا يزال القتل جاريا .. شيء غريب يحدث بين الناس والأهالي والأطفال .. يدب الخوف والفزع ويخرج من بين هذا الدراما عندما يبدأ أهالي الأطفال الذين قُتلوا في الانتحار وقتل من ظنوا أنهم قتلوا أطفالهم والشرطة تقف بين هؤلاء وهؤلاء عاجزة لم تعلم من يخطف الأطفال ويخطفهم وكيف يمنعون حدوث الجريمة وتكرارها..

كنت أشاهد وأتابع والشغف يتزايد والإثارة تتوالى والأحداث تنقلب والتوتر يتصاعد .. حتى بدأت أحداث المسلسل تكون صادمة تدريجيا، عندما بدأ المخرج يكشف أن هذا الذي يحدث خلفه ما يسمى بالغول. 

ومن أهم ما جاء فى المسلسل من وجهة نظري خارج فكرة الغموض أنه سلط ضوئا على الناس الواقعية التي لا تؤمن إلا بما تراه وتفهمه وعلى الذين ينتابهم الشعور الغيبى والميتافيزيقيا ويؤمنون بتواجد أقوام غيرنا على تلك الأرض .. 

إلى أي مجموعة منهما تنتمي؟ هل منا مازال يعترف بوجود الأشباح وأن لهم تأثيرا ولربما يمكن أن نصطدم بهم ويصطدموا بنا .. أنا عن نفسي أبدا ما آمنت بتلك الخرافات