سر الجاذبية الغامض بين نيوتن واينشتين
المقال عبارة عن اضاءة بسيطة على مراحل تطورالفكرالبشري على مفهوم المركزية في الكون والجاذبية منذ بطليموس وكوبرنيكوس الى كيبلر ونيوتن وصولا الى البرت اينشتين .
مركزية الارض ومركزية الشمس بني نظام بطليموس وكوبرنيكوس
قديما كانت الفكرة السائد لدي البشر هي الفكرة التي اطلقها بطليموس والتي تعرف بنظام بيطليموس الذي يفترض بان الارض هي مركز الكون ، اعتقد بان هذه الفكرة كانت ناتجة عن حالة الوحدة التي يشعر بها البشر في هذا الكون الفسيح وبذلك اعتبروا ان الكون خلق فقط لخدمة هذه البقعة الصغيرة وبالتالي يجب ان تكون هي البقهة المركزية ، حيث انه لم يكن هناك اي دليل رياضي على صحة ادعاء بطليموس .
في القرن السادس عشر الف كوبرنيكوس كتابا بعنوان "دوران الاجسام السماوية" وهو الكتاب ذاته الذي ينفي صحة ادعاء بطليموس ، حيث ان فكرة كوبرنيكوس كانت قائمة على ان الشمس هي مركز الكون و كل الكواكب والاجرام الاخرى تتحرك في مسارات دائرية تماما وبالطبع كل ما يدور حول الشمس يحتاج الى الضوء والحرارة وبالتالي يجب ان تكون الشمس هي المركزية ، لم يكن نظام كوبرنيكوس قائما على اسس رياضية متينة الى ان جاء العالم كيبلر .
قوانين كيبلر وتصحيح نظام كوبرنيكوس
جون كيبلر قام ببناء نموذج رياضي يصحح ما جاء به كوبرنيكوس معتمدا على ارصاد عالم فلك الدنماركي واثبت ان مدارات الكواكب حول الشمس ليست دائرية تمام وانما هي مسارات اهليجية او قطع ناقص وتحتل الشمس احدى بؤرتيه " هذه النتيجة هي القانون الاول لكيبلر "
والكواكب تزداد سعتها في مداراتها عندما تقترب من الشمس " وهذه النتيجة هي القانون الثاني لكيبلر" ، اما القانون الثالث لكيبلر فيقول بان مربع زمن الدورة لاي كوكب يدور حول الشمس يتناسب مع مكعب بعده عنها .
الجاذبية عند نيوتن ومفهوم القوة الكونية
ان قوانين كيبلر وعند الجمع بينهما يتضح ان ثمة شئ يجذب الكواكب لكي تبقى ملتزمة في مساراتها حول الشمس ، هذه القوانين لكيبلر كانت الملهم للعالم اسحاق نيوتن وقادته الى صياغة نظريته عن الجاذبية .
الجاذبية عند نيوتن هي "قوة كونية " ناتجة عن وجود اي كتل الاجسام ، ينص قانون الجاذبية على ان قوة التجاذب المادي بين كتلتين تتناسب طرديا مع حاصل ضربهما وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما ، وثابت التناسب يسمى بثابت الجذب العام .
الجاذبية عند اينشتين وثورة التغيير
ما بين العام 1905 و1916 قدم العالم البرت اينشتين النظرية النسبية الخاصة والعامة والتي كانت كل منهما ثورة علمية ادت الى تغيير الفكر البشري ورسمت صورة مختلفة للكون عما كان مألوفا في السابق ، استخدم اينشتين الزمن كبعد رابع للابعاد المكانية الثلاثة وربط بين المادة والحركة والطاقة والكتلة والمكان والزمان ، وبين مفهوم نسبية المكان والزمان ولا وجود لمكان وزمان مطلق ، وايضا لا وجود لاي عبثية في الكون فكل شئ خاضع للقوانين الرياضية .
ولكن جوهر النسبية العامة هو ان المادة تؤثر في شكل الفضاء فتجعله يتقوس ، من هنا يتضح ان النظرية النسبية العامة تقول بان وجود المادة في الفضاء يخلق دائما مجالا مقوسا وهذا ما اعطى للكواكب وللاجسام الاخرى في الكون اشكالها الدائرية وجعلها تتخذ مسارات بيضاوية في حركتها . اذن الجاذبية عند اينشتين ليست قوة كونية وانما هي مجالات من الطاقة .