المحقق الصرخي : من الخطأ الجسيم أن نخلط بين السلطة و الإمامة المجعولة من الله تعالى

بقلم //// الكاتب احمد الخالدي

يخضع الإنسان، و المجتمع، لاعتبارات الكثيرة في طليعتها الأنظمة، و القوانين، و التشريعات التي تختلف في أصولِها، و مُشرعِها، فمنها السماوية، التي أخذ الإنسان يُفكر كيف يُجاري تلك الأنظمة، فخطرت له فكرة صياغة المسودات القانونية، و التي أصطلح عليها فيما بعد بالوضعية، و على شكل دساتير تنظم حياته، و تسير أموره الاجتماعية، لكنها ومع كل الأسف هشة، و غير قادرة على إثبات نفسها كسلاح رادع لكل مَنْ خرج عليها، ولم يمتثل لما جاء فيها، وهذا ما يُميزها عن السماوية التي تمتاز بالحبكة الجيدة، و الصياغة العالية المستوى، فضلاً عن أنها تتكيف مع جميع متغيرات الحياة في كل عصر، و في أي مكان من بقاع الأرض، فكل منهما يدرس نمط الحياة، و كيفية تسيرها بالشكل الصحيح، و بما يخدم متطلباتها، فقد نالت الكثير من القضايا المصيرية اهتمام القوانين سواء الوضعية، أم السماوية، فرسمت لها طُرق الحلول الناجعة لدراسة أسبابها، و علاجاتها الممكنة، وفي طلية تلك القضايا المهمة هي نوعية الأشخاص، و مدى قدرتهم على تولي إدارة شؤون حياة المجتمع، و الفرد معاً، هنا تظهر القدرة الفائقة لكلا النوعين من هذه القوانين، فالحاكم أو الرئيس، أو النبي، أو الإمام، فهو من اختصاصات السماء حصراً، ولم يمكن أن يتدخل الإنسان في تعيين كل مَنْ هبَّ، و دب لهذا المنصب الحساس، بالإضافة إلى الإعداد الجيد لكل مَنْ تنتخبه السماء ؛ ليكون راعي العباد، و أهلاً لحمل رسالتها السمحاء، بينما نجد ان القوانين الوضعية قد أخفقت إخفاقاً ذريعاً، و فشلت كل الفشل في تحقيق طموحاتها بسلطة عادلة، و حكومة جاءت لتخدم الناس، لتقدم لهم كل سبل العيش الكريم، لكن ومما يؤسف له ما تتعرض له المجتمعات الإنسانية من ويلات، و أزمات، و نكبات، و مآسي، و كوارث لا تقف عند حدٍ معين، تسببت في غياب المعنى الحقيقي للإنسانية التي رسمتها السماء، فحلَّ الهرج و المرج في أغلبها إن لم نقل كلها، وهذا يقيناً يعود إلى الاختيار الخاطئ، و وضع الإنسان الغير لائق في المناصب العليا من الهرم المجتمعي، فكانت هذه الظروف القاسية كالمقدمة للدخول في الأخطاء الجسيمة للفوضى، و ضياع الحقوق، و غياب تام لسلطة القانون الوضعي في مجتمع صار أشبه بشريعة الغاب، التي لا ترحم كل مَنْ تأتي عليه، وهذا ما حذر منه المحقق الصرخي الحسني مراراً، و تكراراً، وفي أكثر من مناسبة كان أحدها من كلام له في المحاضرة (3) من بحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بتاريخ 24/12/2016 قائلاً : )) من الخطأ الجسيم، ومن الطعن بالدين، ومن التدليس الشنيع أنْ نخلط بين السلطة - الحكم، التسلط - وبين الإمامة الحقيقية، الإمامة الإلهية، الإمامة المجعولة من الله سبحانه وتعالى، هذا ليس بصحيح، الإمام الذي جعله الله سبحانه وتعالى إمامًا وخليفةً يبقى على إمامته كما في إمامة الأنبياء والمرسلين وهم الكل إلّا البعض القليل والنادر ممن حصل على السلطة والحكم لكن باقي الأنبياء والمرسلين لم يتحقق لهم هذا، فهل تسقط منهم الإمامة؟!! . انتهى )) . فشتان بين رحمة الإله العادلة، رحمة السماء المنصفة، و بين أدوات الشيطان عبيد الدينار و الدرهم .

https://b.top4top.net/p_995...