الشور رسالة الوسطية الناجحة و الإصلاح الحقيقي

مع بزوغ فجر التقوى، و الإصلاح الحقيقي، و شروق شمس الحرية، و الوسطية، و الاعتدال على الواقع البشري، فقد كانت مقدمات السير في تحقيق التكامل الأخلاقي، و الاجتماعي، الذي يُعد الخطوة الأولى في نيل رضا السماء، وقد تحققت كلها في مدارس الشور التي تعمل جاهدة على بث روح الوحدة الصحيحة لا المزيفة بين المسلمين، و تعيدهم إلى أمجاد تلك الوحدة التي أرسى دعائمها نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وصولاً نحو تحقيق ما نزلت بهِ الرحمة الإلهية من سيادة التقوى في النفوس، و قيام مقدمات الإصلاح للعودة بالبشرية إلى نقطة البداية التي رسمتها لها السماء، و ترك منغصات الحياة التي لا جدوى منها فتكون بداية الطريق نحو توفير الأرضية المناسبة لبسط الوسطية، و الاعتدال بين مختلف المجتمعات الإنسانية ؛ لتكون مادتها الدسمة في مجمل محاور النقاش العلمي، و المناظرات الحوارية، فنرى حرية التعبير عن الرأي، و الاختلاف في وجهات النظر تلوح في أفق سماء هذه الأجواء العلمية، فما أحوجنا إلى هذه الخِصال الحميدة في باطنها، و الحسنة في ظاهرها خاصة بعد أن اجتاحت الأمة الكثير من الدعاوى الباطلة، و الشبهات المنحرفة التي تمكنت من التأثير على المجتمع الإسلامي مستغلة الظروف المناسبة التي ساعدتها من التغرير بأعداد هائلة من الذين لا يميزون بين الناقة و الجمل، فكانوا لقمة سائغة لمرتزقة القتل، و سفك الدماء، و هتك الأعراض، و سرقة الأموال، و مروجي المخدرات، و عبيد الشهوات، و الفسق، و الفجور من داعش، و مَنْ لفَّ لفهم، فكانت تلك المدارس بمثابة النور الساطع في سماء الجهل، و التخلف، و الدليل المستقيم لقيادة الفرد نحو الخلاص الحقيقي من تأثير المخدرات، و الولوج في مستنقعات الرذيلة، و السقوط في مهاوي الجرائم التي تنتهي به إلى ضياع المستقبل خلف القضبان، ولعل من حقوق الأبناء على الآباء هو تحصينهم من الانحراف، و التيه، و الضلال، و مختلف أشكال الفساد التي تعصف بالمجتمع بين الحين، و الآخر، و لعل ارتياد مدارس الشور هو خير حل لكل المعضلات التي تواجه أبنائنا في الوقت الحاضر، أو المستقبل، ففيها العلم، و التقوى، و العبادة الخالصة لله تعالى، فضلاً عن دروس الوسطية، و الاعتدال التي أخذت حيزاً كبيراً لها في تلك المدارس الشريفة ناهيك عن الأخلاق الحسنة التي تتعامل بها، و قمة الإبداع في الأداء، و الإنشاد، و التنظيم، فالجمهور الكبير المتعطش لمجالس الشور أصبح ينتظرها بفارغ الصبر مما جعلها تنتقل من دائرة الواقع المحلي إلى الفضاء العالمي، وأيضاً مما زاد في جمالية إبداعها أنها تستمد أصولها و معين كلماتها و رسالتها السامية أنها تصدر من منابع ديننا الحنيف الصافية من القران المجيد، و لغتنا العربية العريقة الأصيلة، وهذا ما أثبته المحقق الصرخي في استفتائه الموسوم ( الشور سين سين ... لي لي ... دي دي ... طمة طمة ) فقال في مضمونه : (( وبحسب ما هو ظاهر حال المجالس المنعقدة عادة، وهذا جائز ولا إشكال فيه لا شرعًا ولا لغة ولا بلاغة ولا أدبًا ولا أخلاقًا )). فقد نال الشور إعجاب، و اهتمام الرأي العالمي، و المتتبعين له بما قدمه من ملاحم إبداعية في جميع المفاهيم الإنسانية التي نحتاجها اليوم، فحقاً مدارس الشور مشاريع رسالية تحمل في طياتها التقوائية، الإصلاحية، الاعتدالية في كل ما تطرحه من مواضيع قادرة على معالجة مشاكل الاجتماعية، و قيادتها نحو بر الأمن و الأمان .

بقلم //// الكاتب احمد الخالدي