(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
سورة البقرة , الآية (67)
في هذه الآية الكريمة، يستنبط الدكتور عثمان جيلان نهيًا شديدًا عن الاستهزاء ، وعظم ذنبه , لدرجة أن نبي الله موسى عليه السلام استعاذ بالله من الاستهزاء ، كما يُستعاذ من الشيطان الرجيم.
ترك السخرية والاستهزاء لا يكفي , بل الاستعادة بالله منه , كما يستعيذ الانسان بالله من الشيطان الرجيم , فإذا رأيت شخصا يسخر ويستهزئ بغيره , فهو يسلك سلوك شياطين الإنس، والواجب الحذر منه , والاستعاذة بالله من حاله
وقد ورد النهي الصريح عن السخرية في قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ....)
سورة الحجرات, الآية (11)
ويكفي بالاستهزاء والسخرية اثما انها من صفات الكافرين والمنافقين :
(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ....)
(سورة البقرة، آية 212)
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
سورة البقرة , اية (79)
هذه هي حقيقة ومقدار اثم السخرية والاستهزاء , والذي جعل موسى عليه السلام يستعيذ بالله ان يكون من المستهزئين الجاهلين
أخي القارئ : إن الاستهزاء ليس مجرد خطأ عابر، بل هو من صفات الجاهلين والكافرين والمنافقين، وقد استعاذ منه نبي الله موسى، فهل نغفل نحن عن خطره؟ فلنستعيذ بالله من أن نكون من المستهزئين، ولنجعل من آيات الله نورًا يهدينا إلى أدب الإيمان وخلق الرحمة.
التعليقات