لقد مَنَّ الله علينا بنعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى البتة، مهما حاول المرء عدَّها وإحصاءها فلن يستطيع، وقد قطع الله ذلك الأمر بقوله:

> ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34، النحل: 18].

ولكن يمكن أن نفعل شيئًا ممكنًا، وهو المفاضلة بين كل تلك النعم. ولا شك أن هناك نعمة لا تعلو عليها نعمة البتة. فيمكننا أن نجعل النعمة رقم واحد مثلًا كذا، كونها أفضل نعمة على الإطلاق.

وذلك الأمر، أحبتي، لا يكون عبثًا دون تفنيدٍ لأدلّة الشرع، وبحثٍ متقصٍّ خلف الأدلّة، والنظر بعمقٍ لما يحتاج إلى ذلك. فبعض الأمور في باب المفاضلة تأتي صراحة دون محاولةٍ لتدبّرٍ أو نظرٍ لمعرفة ذلك الأمر.

ومثال ذلك مثلًا الصدقات، فقد صرّح النبي ﷺ بذلك الأمر عندما قال:

> «أفضل الصدقة سقي الماء» (رواه أحمد 3/441، والنسائي في "الكبرى" 3348، وصحّحه الألباني في "صحيح الجامع" رقم 1113).

فعرفنا من ذلك أن أفضل الصدقات على الإطلاق هي سقي الماء، وبهذا نضعها رقم واحد، ثم يليها ما يليها من باقي الصدقات.

أما عن النِّعم، فالأمر يحتاج نظرة عميقة في أدلّة الشرع، واستنباطًا دقيقًا، وربطًا بين الأدلّة.

فأخبروني الآن: ما هي أفضل نعمة على الإطلاق، والتي سنضعها على قمة الهرم لتكون الأولى؟