أنا لا ديني اريد ان اتعرف من جديد على الاسلام وهل فعلا الاسلام دين تسامح وسلم إذا كيف تفسرون تلك الحروب والغزوات وسبي النساء ؟
اخبرني عن الاسلام
الاسلام هو آخر الأديان السماوية التي أنزلها الخالق لعباده لمساعدتهم للوصول للفلاح في الدنيا والجنة والسعادة الأبدية في الآخرة.
وذلك عن طريق عبادة الله، واجتناب الذنوب قدر استطاعتك. والعبادة هي أي عمل صالح ينفعك وينفع الناس مبني على علم صحيح بنية إرضاء المعبود حبا فيه، ولا تقتصر على الصوم والصلاة، فهذه هي شروطها الثلاث: العلم الصحيح والحب والعمل النافع
أما الذنوب فهي عكس ذلك، أي عمل يضرك أو يضر الناس، وإن جهلت ضرره.
هذه هي الرسالة الأصلية لجميع الأديان، عبادة الإله الواحد وأن تؤمن أنه باعثك بعد موتك ومحاسبك على سعيك في الدنيا. فيكون هدفك في الحياة عبادة الله، ولا يعادل هذا الهدف أي شيء آخر في قوة تفسيره لمعنى الحياة. فليكن هدفك العلم بالله، عن طريق العلم بمخلوقاته، وحب الله عن طريق حب مخلوقاته، والجهاد في سبيل الله، عن طريق الجهاد في سبيل إسعاد مخلوقاته. وحسابك يكون على سعيك حسب استطاعتك، والرب كريم يقبل منك أقل القليل، طالما كان بنية صالحة ويعفو عن كبائر الذنوب كلما تبت وعدت، طالما لم تفقد الأمل في نفسك. لأنه يعلم ضعفنا البشري.
أما أركان الإسلام الخمسة ومعانيها حسبما أفهم، وهي الحد الأدنى من العبادات:
1- أن تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
وهى دلالة على العلم فهي البداية والنهاية للعلم الصحيح، فلكي تشهد يجب أن تتعلم وتفكر كثيرا.
2- إقام الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة.
وهي دلالة على الحب والصلة بمن تحب ففيها من الراحة من متاعب الدنيا والأنس بمن تحب. ولتذكيرنا باستمرار بهدفنا الأصلي من الحياة، لأننا وسط مشاغل الدنيا سرعان ما ننسى!
3- إيتاء الزكاة
وهي دلالة على اهتمامك بالناس ومعرفتك بضعفائهم واحتياجاتهم، وبذل المال والجهد في سبيل مساعدتهم لخلق عالم أفضل.
4- صوم رمضان
وهو دلالة على قوة الإرادة وإمكانية قهر شهوات النفس، فتصبح إنسانا أفضل وأسعد يمكنه مساعدة الآخرين بشكل أفضل.
5- الحج
وهو يذكرك بعالمية هذا الدين وأن المسلمين أمة واحدة يهتمون لأمر بعضهم ويشهدوا منافع لهم.
ورحمة الإسلام ليست للمسلمين فقط فالمسلم مأمور بنفع الناس كافة مسلمهم وكافرهم.
أما الحروب فهي كانت إما لأغراض دفاعية أو دفع محتلين عن بلد آخر أو لنشر الرسالة بالطريقة المألوفة في عصرهم، فقط إبلاغ الرسالة بحرية، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وذلك كله إرضاء وعبادة لله.
وقد أثبت الله في كتابه، الكثير من البراهين المنطقية على صحته، وفي حياة النبي محمد الكثير من المواقف التي تدل على صدقه.
فقط تذكر إن اختلط عليك الأمر ولم تعرف الخطأ من الصواب، تمسك بالرسالة الأصلية، عبادة الله الواحد، بالسعي لإسعاد البشر إرضاء له، وأنك محاسب على السعي قدر استطاعتك وعلمك، لا على النتائج.
هداك الله وإيانا. :)
أما بالنسبة لمسألة سبي النساء، فكيف تحكم على شيء ما بأنه صواب أو خطأ؟
(مع العلم أنه غالبا لا يوجد صواب أو خطأ مطلق، وإنما صواب أو خطأ في سياق معين).
هل اتخاذ العبيد أو الجواري صحيح أو خطأ؟
هل الدعارة مثلا شيئ صحيح أم خطأ (مع العلم أنها مقننة في كثير من البلدان)؟
في البداية تحاول استعمال المنطق لتبين مزايا وعيوب الأمر بالمقارنة بالحلول الأخرى، وبالمناقشة مع الآخرين يظهر المنطق الأقوى.
فإن اختلفنا وأصر كل من على رأيه (لأن هناك أمور لا يمكن حسمها بالمنطق وحده) لجأنا إلى رأي الأغلبية وهو ليس بالضرورة الأصح، ولكنها وسيلة لحسم الخلاف.
وإن كان الأغلبية يؤمنون بدين ما، فعليهم اتباع أوامره وإن خالف هواهم إن كانوا يثقون حقا أن إيمانهم صحيح.
فباستعمال المنطق في مسألة العبيد، قديما كان الأمر مألوفا وليس بمستهجن، ويمكن أن أجادل وأقول لك مزايا هذا النظام بالمقارنة بالعصر الحالي:
فالعبيد من الرجال هم أسرى حرب، بدلا من تقييد حريتهم في السجون كما يتم الآن، ويكونون عالة على الدولة المنتصرة، يكون أسير الحرب حرا في التجول والحياة والزواج مثلا كما يشاء، فيما عدا الهروب من آسره. ويكون عاملا منتجا يستفاد به، ويمكنه إذا تمكن من جمع مال كاف أن يعتق نفسه.
أما الإماء من النساء فهن نساء من قتل في الحرب من الطرف المهزوم، ففقدوا بذلك عائلهم، فهل الأفضل تركهم ليعانوا الفقر والجوع بعد فقدان رجالهم، أم أسرهم والإحسان إليهم، بل والتشجيع على الزواج منهم؟
وقد شجع الإسلام على تحرير العبيد بالتدريج، لأن تحريرهم فجأة كان سيولد وضعا مفاجأ غير محتمل في المجتمع مثلما حاول لينكولين أن يحررهم فجأة، فكانت حربا. فماذا سيفعل العبد الذي وجد نفسه فجأة حرا؟ إلى أين سيذهب؟
الخلاصة أن الإسلام ترك تلك المسألة للمجتمع، فلم يفرضها، ولم يحرمها، وإنما وضع بعض المحاذير والإرشادات وتركها لكل مجتمع حتى يقرر الأنسب له.
بالطبع تغيرت الظروف الآن في العالم، وأنا لا أشجع على نظام العبيد الآن، ولكن هل يمكنك أن تذكر منطقيا لما هو خاطئ؟
أولا أعد قراءة القرآن الكريم بتمعن، ثم اقرأ السيرة النبوية و تاريخ الاسلام بموضوعية وتأمل، لا تنظر بسطحية وحاول أن تعرف أن ما نعبده هو إله ليس مثله شيء فعقلك ومنطقك وتفكيرك وحكمتك لا يمكن أن نقارنها بصفاته، لا تتسرع في الحكم، والأفضل أن تبحث فيم قاله العلماء و مؤلفاتهم عم سألت، كذلك هناك العديد من المواقع التي تعرف الاسلام ببساطة اختر منها المشهور والمعروف والتي تتبع أهل العلم وتستشهد بالقرآن والسنة.
التعليقات