ياسين جبار YASIN JABBAR:
(((لا إله إلا الله)))
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أن ترى الجمال فهذا دليل على وجود أصل للجمال، وأن ترى الضعف فهذا دليل على وجود القوة، وأن ترى الحاجة فهذا طريق يقودك للتفكر في أن هناك من يعطي المحتاج...!
رأيت خلال ذهابي (يوما ما) للمشفى، في بحث لي عن بعض المواضيع، أمورا كثيرة جدا كنت كلما نظرت إلى شيء ضربت خيالي صفعةُ خاطرةٍ فردت لي وعيي بعد ذهابه برهة زمن مقولةٌ فشدت بصري عن ما ذهب إليه وأرخت توتري وأسالت دمي في عروقي تقول هذه المقولة (((كل شيء يدل على أنه واحد))) فكلما رأيت عاجزا تذكرت أن هناك قوة مطلقة وورد إلى مخيلتي أن هذا العجز قد وُجِدَ ليقول لي بتطبيق عملي بعد أن قرأت كثيرا بأنك يا ياسين العاجز لا يمكن أن ترى في غيرك العجز لولا أن هناك فيك قوة ولكن تأنى لحظة ولا تذهب بعيدا في مفهوم أن فيك قوة أكثر من الشخص الملقى على سرير الموت يصارع القوانين جميعا ليحصل على حفنة هواء يستنشقه (هذا في زيارتي لردهة الإنعاش وتسمى RCU) فالأمر، يا عاجز، نسبي وليس مطلق فأنت الذي ترى في نفسك قوة، وانت أمام الذي قد فقد شيئا من قوة بدنه، انت نفسك ترى في نفسك العجز عندما تقارن نفسك بمخلوقات تفوقك في القوة والقدرة أضعافا أضعافا...!!!
فيا ترى ما انت؟!
إن قارنت قوة بدنك بقوة الأسد الذي هو خلق ضعيف إن قارناه بمخلوقات أخرى، وهكذا تستمر السلسلة.
ولكن إلى متى؟!
فنحن هكذا سنصل لدائرة مغلقة فكل مخلوق سيكون ضعيفا إن قارناه بمخلوق آخر فاقه في الصفات الفيزيائة قوة!!!
طيب هذا في ضرب القوة.
وتعال ننظر في ضرب الجمال مثلا...
فالإنسان مخلوق جميل ومميز بجماله من باقي الخلق وهذا لا ينكره إلا الذين ينسبون أنفسهم للقردة ليكونوا بذلك عبادا للهوى...
ولكن جمال الإنسان يعتمد في إظهار ما فيه من إبداع على نقاط كثيرة جدا وأحدها رؤية المشاهِد فلو رأينا شخصا جميلا لأحببنا أن نطيل فيه النظر لنمتع أبصارنا بجمال خلق الله، وهذا من غريزة البشر، لكن ماذا إن كان طاووسا ينشر ألوان الطيف بريشه المزركش والذي تظهر فيه نقوش كثيرة ولمعان جميل؟
بداهة سندير النظر لهذا المخلوق الجميل انبهارا بما أظهر لنا من جمال وانجذابا لجمال الألوان البراقة...
بعدها بقليل تدير نظرك لليمين واليسار فترى حديقة فيها أنواع كثيرة وفيرة من الورود البهية المنظر وشلالات وأنهارا تلعب بأمواجها وفيها من الأسماك الأنواع التي لم ترَ مثلها من قبل فستنسى الطاووس والشخص الجميل وتذهب بك قدماك من غير شعور لتدخل في هذه الحديقة...
ولكن هل للجمال منتهى وآخِر، أم أننا سنبقى نزيد في مظاهر الجمال وننتقل من جمال لجمال وكل مرة نرى جمالا يفوق سابقه نقول بأن هذا أجمل من كل شيء؟؟؟!!!
ألن ننتهي لمسار نقول فيه بأن هذا الجمال يدل على وجود (جميل مطلق الجمال) وكل هذا الجمال مجرد إشارة بسيطة من جماله ليدلنا على جماله الذي لا يمكن لنا أن نتصوره والدليل على ذلك أنك لم تستطع تصور جمال الطاووس عندما رأيت الشخص لانشغالك بجمال الشخص وكذا الحال مع الحديقة فلم تتصورها عندما رأيت الطاووس وأنساكها (أنساك إياها) جمال الطاووس؟
فهل من المنطقي أن تنكر جمال الحديقة بسبب جمال طاووس واحد من بين ما في الحديقة من مخلوقات جميلة؟!
يعني لو أتيت لشخص يطالع الطاووس من كل جانب وهو منبهر بجماله وقلت له:
يا هذا لمَ تضيع وقتك بالنظر لهذا الطاووس؟
اذهب للحديقة وسترى فيها جمالا أضعاف جمال الطاووس بعدد ما فيها من أنواع الأزهار والأسماك والشلالات وأمواج الأنهار والكثير الكثير من المخلوقات.
أليس من الحماقة أن يقول لك هذا الشخص، اذهب عني يا هذا واتركني أمتع بصري بالنظر لهذا الطاووس فليس من المعقول أن تكون الحديقة بجمال هذا الطاووس؟
أليس يظلم هذا الشخص نفسه بسبب جهله؟
ولو أنه سلم ووثق بكلامك لكان أفضل له!
أليس هذا الجمال والمثال يقودنا لوجود جمال لا يمكن أن نتصوره فنسلم ونقول بأن لهذا الجمال رب جميل مطلق الجمال؟!!!
وهاك خذ العلم، والصدق، والمكر، والعدل، والصبر...الخ
وقس أمثلة على ذلك الكثير والكثير...
وتعال نشير لتجلٍ آخر من تجليات ((((لا إله إلا الله))) وتذكر جيدا (((كل شيء يدل على أنه واحد)))
لو انك مشيت في السوق وتأملت في مختلف المناظر يمينك ويسارك وانت تسير لرأيت كثيرا من المناظر التي تقودك إلى أن الله واحد في قوته وقدرته وجماله وملكوته وكل أسمائه وصفاته.
فلو رجعنا لأول المقال لوصلنا إلى أن قوة الخلق هي تجلٍ من تجليات مظهر القوة لقوي مطلق القوة وجمال الخلق هو تجلٍ من تجليات مظهر الجمال لجميل مطلق الجمال وهكذا نقيس الصفة على الصفة لنفهم بقدر عقولنا وحدودها ولا نطابق في الوصف موصوفا بموصوف، (نقيس) حتى لا نأخذ في الشرح أسطرا كثيرة...
فيا ترى هل يمكن أن تتصور بأن لكل مظهر من هذه المظاهر مصدر منفصل؟!
يعني تعال لنأخذ في ذلك مثالا ولنتذكر دوما بأن (((الأمثال تضرب ولا تقاس))) وأن (((لله المثل الأعلى))) وأننا (((نضرب الأمثال فقط لتقريب المعنى للأذهان وليس لتصور كيفية الخالق))) فالله عز وجل منزه عن التشبيه والتمثيل سبحانه جل في علاه.
مجمل الفكرة وحاصل السرد...
النجار عمله النجارة لذلك إن رأيت بابا من خشب فطبيعي جدا أن تقول بأن من صنع هذا الباب نجار وليس حدادا وكذلك الحال عندما ترى بابا من حديد فمؤكد كل التأكيد أنك ستقول بأن من صنع هذا الباب حداد وليس خياطا وهكذا الحال...
ولكن ماذا إن رأيت آلة مصنوعة من خليط من المواد ففيها أجزاء من الخشب وأجزاء من الحديد وأجزاء من القماش وأجزاء من الزجاج...الخ؟!
فهنا ستعرف يقينا بأن هذه الآلة قد تم تصنيعها بعد أن مرت بالنجار والحداد وباقي المهنيين, بداهة تعرف ذلك يعني بقليل من التأمل.
ولكن يا ترى هل فكرت برهة وقست قياسا نسبيا بسيطا بين المصنوعات؟!
يعني أقصد بعبارات أوضح.
أن الآلة التي تكلمنا عنها مصنوعة من مواد معدودة وقليلة ولا يمكن أن يتجاوز المشاركون في صناعتها عشرون صانعا في مختلف المجالات وإلا لأصبحت شتاتا لا يمكن جمعه.
ولكن هذا الكون الفسيح (صنعة ربانية) فيه ما لا يعد ولا يحصى من المخلوقات ولم يستطع العقل البشري لا في ما مضى من زمن ولا في الحاضر ولن يستطيع في المستقبل وأقول هذا ميقنا مؤكدا بكل ثقة بأنه لن يستطيع أبد الآبدين بأن يحصي المخلوقات، وأستند في ذلك على مبدأ لا يمكن زعزعته إطلاقا.
فهل من العقل أن نقول بأن هذا الكون له ما لا يعد ولا يحصى من الخالقين؟؟؟!!!
وتالله، لا يقول هذا صاحب عقل أبدا...
وإشارة أخرى...
أساسا إن هذا التعدد في أصحاب الصنعات وانفصالهم هو السبب والسر في نقص الصنعة عن الكمال لأنه بسبب هذا التعدد يضيع التنسيق بين مختلف الصانعين فتصبح الآلة مصابة بالعجز والنقص والمشاكل المختلفة التي يتسبب بها اختلاف خصائص الحديد مع الخشب وغيرهما من مواد.
ولكن لو قلنا بأن صانعا واحدا، لديه مهارات الحداد والنجار والخياط وغيرها من المهارات، لو أن هذا الصانع قام بصناعة آلة فأكيد أنها ستكون أفضل بأضعاف المرات من الأولى لأنها منسقة بتنسيق واحد وغاية واحدة.
فمن يستطيع أن يملك هذه القدرة ليصنع كل ما موجود في هذا الكون من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة إلا أن يكون خالقا عليما قديرا جميلا جليلا مطلقا في كل صفاته سبحانه.
أما يدلنا ذلك لوجود الخالق العظيم؟!
أم أننا سنقول بان ذرتي هيليوم ارتطمتا ونتج عنهما كل هذا الإبداع؟!
أي بلاهة هذه وسخافة التي تصدر من عبدة الأسباب؟!
لو أن رساما رسم لوحة وقال لك بصريح العبارة إنني قد رسمت هذه اللوحة، ثم قلت له انت بكل وقاحة، بل هذه الرسمة رُسِمَت صدفة بعد تفاعلت الألوان وتناثرت فظهرت هذه اللوحة الفنية بالصدفة، ناهيك عن أن الألوان قد أتت بالصدفة واللوح الخشبي لا أدري كيف أتى وانبثق ووو بلاهات في بلاهات في بلاهات في سخافة في جهل في حماقة.
ألن يتهمك بالجنون ويصيبه الغضب وقد يضربك بسبب قولك هذا عن لوحته؟؟؟!!!
هذا وانت قد أنكرت رسمة بسيطة على مخلوق.
فكيف وأنت تنكر إبداع الله في خلقه وترد هذا الوجود كله إلى تصادم ذرات بسيطة لا تُرى ولا يمكن إثبات وجودها؟؟؟!!!
أي بلاهة هذه؟؟؟!!!
عجز العقل عن تصور بلاهة عبدة الأسباب والله!
هذا والله عز وجل منزه عن خلقه فسبحانه تعالى عن كل تشبيه وتمثيل فهو واحد أحد في ذاته وصفاته.
إن في القلب كلام كثير وأحببت لو اني أوضح نظرية الإنفجار العظيم وعلاقتها ببداية الخلق ونهايته ومصادرها وماهية سرها ولكن وجدت أني قد أكثرت ها هنا ففي هذا القدر إن شاء الله كفاية.
وتذكر دوما وفكر كلما نظرت إلى ما حولك من إبداع الخالق...
(((كل شيء يدل على أنه واحد)))
لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا)
سبحان الله وتعالى الله علوا كبيرا عن خلقه.
والحمدلله رب العالمين🌹❤️
#ياسين_جبار
#دكتور_برقل
#طويلب_علم
#YASSIN_ZB_Y_CN
2_4_8_3_6_9