يبدأ فيلم "الأم" بمشهد احتراق فتاة وسط النيران ثم تجد هذه الفتاة نفسها تستيقظ من الحلم، هذه الفتاة متزوجة من شاعر كبير الذي يفقد الالهام ومتوقف عن العمل لمدة طويلة، تبدأ أحداث الفيلم بوصول ضيف الى المنزل ثم زوجته ثم ابنيهما الذي يقتل أحدهما الآخر، ثم تتزايد الأعداد من الضيوف المبجلين للشاعر المسيئين "للأم" مما يدفعها لحالة اضطراب تقود أحداث الفيلم لنهايته.

أعجبني حقًا الإخراج والتمثيل في هذا الفيلم، كيف استطاع بسهولة جذبي لصفه وجعلني أُعجب بفكرته الفلسفية، الفيلم مليئ بالرموز التي إن عرفتها لن تفقد متعة الفيلم فلا تقلق، ومليئ بالمشاعر بشكل مثير للريبة.

على عكس رواية أولاد حارتنا التي أعتمدت على شرح رحلة الدين في البشر، ففيلم "Mother" اعتمد على الرحلة العلوية للدين، من وجهة نظر علوية، مع التأكيد بالطبع أنه يحكي القصة المسيحية بينما رواية أولاد حارتنا تعتمد القصة ذات الطبع الاسلامي.

تعجبني حقًا تلك النوعية من الأفلام الفلسفية متقنة الصنع، حيث يعرض الكاتب فلسفته ولك الحق في تطبيقها على حياتك وترى النتائج، وليس معنى أن القصة تدور في عالم آخر أو تتحدث عن اله أنه لا يمكنك إسقاطها على حياتك العادية، بل يمكنك بكل سهولة لأنه ببساطة ما استطاع العقل إنتاجه يستطيع استعماله، وما استطاع استعماله ستقابله في الحياة، فاستعد بالفشار.