فيلم DUNE Part Two: هنالك أفلام تزداد متعتها عند مشاهدتها في السينما فما هي الأفلام التي تنوي مشاهدتها في السينما ؟

الصورة والإمتاع البصري مهم طبعًا لكن بالنسبة لي ليس مثلك، لدرجة ترك مشاهدة الفيلم في المنزل وتفضيل مشاهدته في السينما، فأنا لازلت إلى الآن مبهورة بالشاشات المنزلية والجودة التي تعطيها عند مشاهدة الفيلم، إضافةً إلى جو المنزل والاستلقاء على الأريكة. هذا يجعل الجلسة مكتملة الأركان.

بالنسبة للصورة فمثلًا لديّ عزوف شديد عن مشاهدة الأعمال التي أشعر أن صورتها ظلامية. يعني صُورت أكثر المشاهد في الظلام أو إضاءتها خافتة. هذا يكثر في أفلام الرعب، ولعل هذا ما يجعلني أمقتها. أستطيع أن أتقبل هذا السواد في بعض المشاهد من حين لآخر ولكن مستحيل أن أشاهد فيلمًا لا يمتعني بالألوان والإضاءات مهما كانت القصة رائعة. وعلى ذكر الألوان هناك أفلام وصلت إلى مرحلة من الإبداع أن صناعها يركزون على تناسق درجات الألوان في المشهد من الملابس إلى الحوائط حتى تكون أكثر جاذبية لعين المشاهد.

دينيس فيلنوف من أكثر الأفلام الواعدين الذين يمكنني الذهاب لأي عمل سينمائي له وأنا مغمض العينين وأدرك أنني سأحصل على متعة تضاهي كل مليم قمت بدفعه مثل كريستوفر نولان بالضبط ، ولكن أنا غير محظوظ مع (دينيس) في مشاهدة أعماله سينمائياً دوماً ما تقابلني مشكلة لا تتيح لي مشاهدة أفلامه في السينما فأشاهدها في الكمبيوتر متحسراً على المتعة البصرية التي أفقدها عند مشاهدة أعماله ، ففي آخر مرة كان الامر مضحكاً حينما ذهبت في يوم قبل رمضان بيومين لمشهدة (ديون 2) وذهبت صباحاً حفلتي المفضلة التي لا أضطر فيها لأن أحجز تذكرة مسبقاً للمشاهدة فوجدت أن الحفلة لن تقام سوى في الثالثة ظهراً رغم أن أعلان الحفلات بحسب الموقع الرسمي للسينما يقول أنه متوفر للمشاهدة في الحفلة الصباحية ، لم تكن هناك سينمات قريبة تعرض الفيلم فذهبت لسينما أخرى تبعد بما يقارب ساعة وسعر تذكرتها باهظ ومبالغ فيه ولكني لم أشأ أن أفسد الخروج ، وبالفعل ذهبت ووجدت الحفلة الصباحية ولكنها لن تقام سوى في الثانية عشر ونصف فأنا مضطر للإنتظار ما يقارب ساعة ونصف بالشارع ، قلت بسيطة ربما بعض التمشية والفطار وشرب الشاي سيمر الوقت بسرعة قررت أحجز تذكرة فأبلغني أنه لن يستطيع الآن الحجز تعجبت وذهبت وبعد مرور ساعة وربع عدت لأحجز تذكرة فأعتذر لي مجدداً لأني الوحيد الموجود في تلك الحفلة ولن يستطيع تشغيل الحفلة من اجل شخص واحد ربما إذا قطعت تذكرتين يمكن أن يتم عرض الحفل ؟!

شعرت بالغضب الشديد وغادرت وأنا أسب وألعن الفيلم الذي ظل يخرج لسانه وكأنما يقول (لن تشاهدني في السينما مهما فعلت)

هذه رؤية فعلاً صائبة في نظرتك للسينما ولكن أرجوك حاول تعميمها أصلاً على كل السينما بكل أنواعها، لا تتصور كمية الاختلاف الغير طبيعي بين القصة التي تراها على اللابتوب والموبايل في ظروف بيتك وشاشة مغبرة وصغيرة وبين القصة التي ستراها على شاشات ضخمة ودقة أصوات عالية كالتي في السينمات، الموضوع يؤثر فعلاً على القصة وسردية الحكاية كلها وليس فقط على الغرافيكس وعلى الكثير من المشاهد البصرية.

الحكاية تتحول حين تُعرض بالصالة المظلمة مع الشاشة الضخمة، رؤيتنا للتفاصيل أكثر وبالتالي رؤيتنا للحكاية نفسها تتغير، هذا لمسته بين الناقد السينمائي وآراؤه من منصة نتفلكس والفرق بينها وبين الآراء التي تعكى من تجربة سينمائية كاملة.

 "عن نفسي لا أتذكر الأفلام بسبب السيناريو الجيد، بل وفقا للصورة القوية"

أتعلم حمدي، على الرغم من حبي واحترامي لدينيس ولكني أكره هذا التصريح، وخصوصًا منه، وبالمناسبة لديه أفلام قوية جدًا من ناحية النصوص والصورة ايضًا مثل Incendies و Enemy، ونعم هو يتفوق جدًا في جعل بعض الصور الخاصة بأفلامه تلتصق بذاكرتك وترتبط بمفهوم معين للفيلم، ولكن لو نظرنا لسلسلة Dune تحديدًا، من ناحية الإمتاع البصري، هي تجربة سينمائية بامتياز، ويعجبني جدًا اهتمامه بكل تفاصيل Graphics لدرجة مرعبة (مع العلم أني غير ضليعة في هذا المجال ولكني قرأت عن بعض تفاصيله من خلال تعليقات المشاهدين العاملين بهذا المجال)، ولكن لدي سؤال هنا على الرغم من ضخامة إنتاج الجزء الأول، إلا أنني لن أرغب بمشاهدته مرة أخرى، فأنا لم أجد أي قصة متماسكة بالنسبة لي وكان الاهتمام الأكبر بالصورة والديكورات، ربما تغير ذلك في الجزء الثاني لا أعلم، ولكن في رأيي الأفلام السينمائية التي تعيش لأزمنة مختلفة، هي التي توفر أفكار تتعلق بذاكرتك وصورة أيضًا تبهرك تفاصيلها، ولكن الاهتمام بالصورة فقط دون السيناريو مناسب للأفلام التجارية فقط، أو أفلام المشاهدة الواحدة، وفي الأخير هذا من وجهة نظري أنا، قد يختلف معي من يُفضل الفانتازيا مثلًا، أو من يعتبر أن السينما فعلًا للصورة أما المسلسلات فهي للسيناريو.