فيلم فنتازيا ودراما كوميدية يتحدث عن أمنية لعائلة تمنوا الأباء والأبناء تبادل أماكنهم لتتحقق أمنيتهم في ذات يوم ليجد الأب يعيش مكان ابنه والأبن مكان والده والأمر نفسه مع الأم وابنتها ورغم الطرح الكوميدي الممتاز للفكرة بالإضافة للجوانب الدرامية الممتازة بالأحداث التي تجعلك من خلال هذا الطرح المضحك الوصول لتصور فلسفي مهم ، فالأباء لا يدركون أغلب الوقت الطبيعة الحقيقية للحياة التي يعيشها أبنائهم المشاكل العصرية المعقدة والتغييرات التي تطرأ على عوالمهم وكيف تتطور شخصياتهم ليصبحوا (كبار وليسوا أطفال) والأمر نفسه مع الأبناء الذين يغيب عنهم مدى الصعوبات التي يتعرض لها الوالدين فقط لتوفير حياة رغدة لأبنائهم الذين ينظرون لتلك الأمور بعدم جدية أو فهم أو إدارك حقيقي لحجم معاناة الوالدين بل ينظرون للأمر أنه شيء طبيعي وكلاً منهم يشعر أن الآخر لا يعي أهمية دوره في تشكيل حياته لذا يبرز هذا الموضوع سؤال مهم تخيلي: ماذا إذا صحوت ذت يوم و وجدت نفسك في جسد والدك أو والدتك وتعيش نفس حياته ماذا ستفعل ما الذي ستغيره وما إنعكاس ذلك عليك؟
فيلم Family Switch ماذا يحدث إذا صحوت ذات يوم لتجد إنك تعيش في مكان والديك ووالديك يعيشوا مكانك؟
بالنسبة لي فأنا قريب من عائلتي وأعرف ما يمرون به ولهذا أحاول دائما مساعدتهم سواء في الأمور المنزلية أو العملية حينما يتم الطلب مني أو حتى بدون طلب أحاول دائما أن أسأل واستفسر عما يريدون وأكثر من ذلك أحاول مراقبة المخزون المنزلي ومتابعة الفواتير وغيرها من الأمور، والسبب الذي جعلني أفعل هذا أنني وضعت نفسي مكانهما ورأيت أنهم بالفعل يقومون بالعديد من الأمور التي لم أكن أدركها في سن المراهقة فحاولت أن أعدل من أفكاري فالحياة في النهاية مشاركة ولا أفضل من مشاركة العائلة ومساعدتهم في كل نواحي الحياة.
جهد مشكور وهذا من حسن تربيتهم لك وحسن صنيعك كذلك.
ورأيت أنهم بالفعل يقومون بالعديد من الأمور التي لم أكن أدركها في سن المراهقة فحاولت أن أعدل من أفكاري فالحياة في النهاية مشاركة
ومع ذلك لا يجب أن نغفل دور الأبوين في وجوب تعديل أفكارهما إذا استوجب الأمر ذلك، في الحقيقة أنا أحدثك بصفتي أم حتى لا تفهم أنني متحاملة على الآباء، لا أحب أبدًا تعميم مبدأ أن الأبوين دائمًا على صواب وأن على الأبناء أن يغيروا تفكيرهم ليلتقوا في نقاط مشتركة مع الآباء.
أصلًا غرض التربية هو البذل والغرس والسعي والجهد، ثم لا مجال للمن على الابن بقول فعلنا لك كذا وبذلنا لأجلك كذا.
جهد مشكور وهذا من حسن تربيتهم لك وحسن صنيعك كذلك.
شكرا لكِ على هذا التعليق الطيب.
ومع ذلك لا يجب أن نغفل دور الأبوين في وجوب تعديل أفكارهما إذا استوجب الأمر ذلك، في الحقيقة أنا أحدثك بصفتي أم حتى لا تفهم أنني متحاملة على الآباء،
بالتأكيد وصراحة دائما ما كنا نحاول التواصل كأسرة وفهم بعضنا البعض ومن يمتلك القدرة على تعديل أفكاره كان يفعل وما زلنا حتى يومنا هذا نتقبل ونعد من أفكارنا ولكن الفترة الصعبة هي فترة المراهقة بكل تأكيد وبعدها يتم فهم العلاقة الأسرية بشكل أكبر.
لكن ماذا يا صديقي @Hamdy_mahmouds لإن لم يستطع الوالدين فهمنا أو تقدير ما نفعله بالأخص في حالة تأكدنا أن وجهمة نظرهم في مجال محدد ليست على صواب؟ كيف نبرهن هم حقيقة خطأهم بالأخص إذا رفضوا رؤية الأمر من وجهة نظرنا لشعورهم مثلاً أنهم على صواب ولا ينبغي لطفلهم الصغير أن يوجههم ويقول لهم ما الصواب وما الخطأ ؟
أعجبني يا @Fatema_Alzahra فكرة أن الوالدين ليس بالضرورة أن يكونوا على صواب فهم بشر بنهاية الأمر وهنا وصلنا لأهم سؤال في هذا الطرح ما الطريقة المناسبة لتوجيه الوالدين في حالة تأكدنا أن وجه نظرهم خاطئة في موضوع محدد كيف نجعلهم يتقمصوا ددورنا وجعلهم يرون الأمر من وجهة نظرنا ؟
في سني الحالي لن يختلف الأمر كثيرا لأني بالفعل أم وأتحمل مسئولية أطفال صغار وبيت وميزانية، لكن إذا وجهت السؤال لنسختي الأصغر الفتاة الجامعية في عامها الأول وتسكن في مدينة جامعية تبعد ساعات عن منزلها اعتقد أن الأمر سيكون مرهقا فأنا والدة لشاب وفتاة في الجامعة أرى كلا منهم يومين في الأسبوع وأحادثهم يوميا لاطمئن على سير حياتهم
إنعكاس ذلك عليك
سأفهم جيدا المسئولية التي يتحملها أبي وأمي وكيف يحاولون بكل الطرق الممكنة توفير كل مستلزماتي أنا وأخي خصوصا مع مصاريف كلياتي المرتفعة نسبيا، وسأكون أكثر تفهما لقرارتهم التي ربما لم تكن وقتها تعجبني
شاهدت هذا الفيلم بالأمس وأثار لدي تساؤلات عدة أيضا. بالنسبة لي وفي مرحلتي الحالية وهي كوني إبنة فقط. سأود كثيرا من أبي أن يضع نفسه مكاني ليعيش معي صراعاتي في إثباتي الدائم له بأني أستحق الأفضل وأني مصدر فخر له، أما عن والدتي فأود لها كثيرا أن تعيش حياتي لتلحق بما خسرته هي وذلك لأنها تزوجت مبكرا وأنجبتنا مبكرا وتحملت عبء التربية ولا أعتقد أنها عاشت شبابها كما يجب. سأود لو تعيش حياتي الخالية من تلك الأعباء وسأكون سعيدة جدا وأنا أراها شابة تحقق طموحاتها التي أجبرتها الظروف أن تتخلى عنها. أما عني فلو كنت مكان والدتي كنت لأقف لنفسي أكثر، أحقق نفسي ولا أنساها وسط هذا الزحام من المسؤوليات. كنت سأعطي اهتماما أكثر لنفسي ولطموحاتي وأجعل مني قدوة لأبنائي، كنت سآخذ لها حقها من كل شخص تعرض لها بأذى من قبل وأساعدها في إثبات ذاتها وتحقيق ما تحلم. أما لو كنت مكان والدي لكنت تهاونت أكثر مع أبنائي وتخليت عن تلك المثالية المفرطة التي أتوقعها منهم سأعطيهم الحب والدعم الغير مشروطين وأقدر جهودهم التي يبذلونها في حياتهم. سأكون مصدر عون لهم لا عبء.
كلام يعبر عن شخصية جميلة تهتم بوالديها وأنا أقدر ما تقوليه بالأخص تقديم الحب الغير مشروط للوالدين ، فإن كان هناك أحد في حياتنا أولى بتقديم حب غير مشروط هو بالتأكيد الوالدين ، ولكن أسمح لي أن أوجه لك سؤال معقد قليلاً وليس من السهل الإجابة عليه هناك بعض المشاكل والأمور التي نتعرض لها ولا يعرف الوالدين كيف بنينا رد فعلنا عليها وسؤالي هنا : ماذا إن كان هناك أمر مهم في حياتك يحاول والديك فرض أختيار محدد مخالف لرغبتك وهذا الأمر يتوقف عليه مستقبلك أو يحمل تطور مهم في حياتك وأهلك يرفضون بشكل قطعي النظر للأمور بعينيك مهما حاولتي دفعهم لذلك ماذا ستفعلين حينها؟
أظن أن وضع الحدود هنا مهم جدا، فبر الوالدين لا يعني بالضرورة التخلي عن ذاتك وطموحاتك لتلبية رغباتهم. الصحيح هو ألا تتعارض رغباتهم مع حياتك وأن يتغير دورهم للإرشاد والنصيحة لا القيادة بعد تخطي الإبن عمر معين. وبالتالي أدافع عن نفسي في هذا الموقف لا بالهجوم المبادل أو الانفعال بل بالنقاش والحوار، أركز دائما على الحدود التي لا أسمح بأن يتم تخطيها معي وفي نفس الوقت أستخدم أسلوبا لينا حتى لا يقابل ذلك الوقوف لنفسي بالعند أو لا يأخذوه على أنه تمرد طائش. أحرص على تأكيد بأن عواقب كل قرار آخده في حياتي أنا فقط من سأتحمل مسؤوليته خاصة على المدى الطويل، ولذلك أي قرار يخص مستقبلي هو حق لي بأن أختاره بنفسي.
ولكن هل سيشعرهم هذا الأسلوب (رغم أنه أسلوب متحضر للإختلاف) بالشعور بالندية وإنك تحاولين التعديل عليهم أو بمعنى أصح سيقولون بالعامية (كبرتي عليهم) ؟
لأكون صريحة معك، من المهم أن يشعروا بتلك الجملة بإني كبرت عليهم، بمعنى أني كبرت على أخذ الأوامر منهم وأصبح لي طريقي المستقل المنفرد. لا أنكر صعوبة ترسيخ الحدود مع الأقارب لأنه يقابل غالبا بالرفض والمواجهات الشرسة، ولكن الحل هو في المسايسة والأسلوب اللين المطمئن وفي نفس الوقت حازم لقواعدك الجديدة. أؤمن أن مفهوم الحب غير المشروط يجب ترسيخه جيدا خاصة لدى الآباء الجدد.
أعتقد أن هذا النوع من الأفلام سيكون مشوقا ومفيدا للمشاهدين، لأنه يعرض مشاكل واقعية تواجه العائلات في العصر الحديث، مثل الفجوة بين الأجيال، والضغوط الاجتماعية والمهنية، و حتى التواصل الفعال، كما أنه يقدم رسالة إيجابية عن أهمية العائلة والتضامن والمحبة. أظن أن هذا الفيلم سيجذب الجمهور من مختلف الأعمار والثقافات.
التعليقات