فيلم Fair play: عندما تكون الزوجة أكثر نجاحًا في العمل وتحقق دخلًا أكبر، هل يأتي ذلك بغيرة تشكل عائق أمام استمرار الزواج؟

الحقيقة أن الأمر لم يكن اعجابا فالاعجاب مجرد مشاعر تستمر لفترة قصيرة ومؤقتة أما الحب فلا، من المفترض أنه شعور قوي وحاضر في كل الأوقات ويغلب على تصرفات الشخص تجاه من يحبه. ايميلي كانت تظن في البداية أن الترقية ستكون من نصيب لوك وكانت سعيدة جدا من أجله وتفاجأت عندما تلقتها هي ولكن في المقابل ولأن لوك يشعر بالفشل والانهزام الداخلي ولديه نقص ما لم يستطع تقبل أن شريكته أنجح منه وبدأ يقلل من شأن استحقاقها بالترقية بل واتهمها بالخيانة ولهذا تحصلت على الترقية، الحقد أعمى عيناه تماما، وهو ما يجعلني أفكر أن ربما هناك شعور أقوى من الحب لدى الرجال أو حالة يجب أن تكون قائمة حتى تستمر العلاقة وهو أن يشعر الرجل بقوته وسيطرته، قوة الرجل يراها في نجاحه وانفاقه واتخاذه القرار أو فرضه له، وبالتالي أي وضع من شأنه تهديد أحد هذه الأشياء يشعر الرجل بفقدان دوره في العلاقة ويتأثر أيضا بنظرة الناس له في هذه الحالة وهو ما يطغى على أي مشاعر حب لديه وتجعله في حالة هوس لإرجاع الأوضاع لنصابها، ولكن السؤال الذي يشغل بالي الآن هل كل الرجال بالفعل هكذا حتى وإن كانوا غير مدركين؟ هل لو تم وضعهم في نفس الحالة ستكون هذه هي رد فعلهم؟

وأما النجاح المهني لأحد الأطراف فبرأيي أنه لا يجب أن يكون عائقًا، بل يمكن أن يكون مصدر إلهام ودعم.

لكن المشكلة هنا أن الغيرة من النجاح المهني يكون خاص بأحد الأطراف دائما وليس الطرفين وبالتالي هو حالة خاصة، فالمرأة لا تغار من نجاح زوجها، أنا لم أسمع مثلا عن امرأة تشكو ترقية زوجها أو علو شأنه بالعكس ترى أنه نجاحه يعكس أثره على الأسرة بأكلمها وتكون فخورة بزوجها مثلما تفخر الأم بولدها، ولكن العكس هو ما نراه، فلماذا لا يتعامل الرجل مع النجاح المهني لزوجته بنفس الطريقة؟ كنت قد سمعت بقصة زوج اهتم ببيته وأولاده فترة من الوقت لسفر زوجته أمريكا للحصول على درجة الماجستير ثم لحق بها عند استقرار أوضاعهم، هذه حالة أراها نادرة جدا، هو لم يقل مثلا كيف تسافر بمفردها؟ أو من سيهتم بالأولاد؟ أو أنت إمرأة كيف لك أن تفعلي هذا؟ قام بدعمها وتولى مسؤولياتها حتى تنجح، فلماذا لا يتعامل الباقي بنفس الطريقة وتكون لهم وجهة نظر مختلفة؟

الصراحة دائما ما تكون خير حل للعلاقات، أن يتقبل الشخص خطئه وضعفه ويصرح عنه ثم يعتذر عنه ويحاول تعويضه من شأنه تقوية العلاقات واستمرارها فكلنا نخطئ ولا توجد علاقة مثالية، ولكن المشكلة عندما لا يكون الشخص قادرا على تقبل ذلك، بل يجد الحجج والمبررات لنفسه لكي يستمر في تدعيم خطئه، فمن وجهة نظرك كيف يتعامل الشخص إذا شعر بالغيرة من نجاح شريكته؟ اعطي نصيحة لشخص تعرض لهذه الحالة حتى يستطع أن يتعامل معها بنضج ويعترف بخطئه.

أتفق مع تفسيرك للحالة ولكن لا أتفق مع ضرورة استمرار وضع (أن يكون الزوج أنجح) حتى تستمر العلاقة وتنجح، إذا كانت هذه مشكلة للرجل ربما يجب البدء في تغيير طريقة التفكير التي تسيطر على مشاعره وأفعاله، فإذا كان يرى الرجل أن دوره مقتصر على الإنفاق فقط وبالتالي ينعدم دوره عندما تكون زوجته أكثر مالا فهو يقلل من قيمة نفسه قبل أي شخص آخر، صراحة شعور لا أتمنى أنا أن أعيشه عندما أجد أن كل دوري في حياة عبارة عن مصدر للمال وأن من حولي يبقى معي لهذا السبب! ظلم كبير للشخص صراحة ويؤذيه هو قبل أن يؤذ شخص آخر.

الغيرة مشاعر طبيعية.

هل ترى أنه يمكن أن يكون للغيرة آثار محمودة على الشخص وانتاجيته بدلا من أن تكون مجرد مصدر للحقد والكراهية من الأشخاص الناجحين؟

بالفعل، ففي ثقافتنا يُربى الرجل منذ الصغر على مفاهيم وأدوار معينة تحتكر قيمته في أنه المنفق والمسؤول ماليا عن ادارة البيت، بالإضافة الي التقليل من قيمة عمل المرأة والسخرية من أي انجاز ملموس قد تحققه، فلسنوات تم احتكار العمل والنجاح والإنجازات وحتى بعض الوظائف على الرجال وهو ما يجعله يشعر بالتهديد عندما تسعى النساء حاليا لأن تحقق ما يقوم بتحقيقه وإذا ما تفوقت عليه أيضا هنا يكون التأثير مضاعفا عليه فهو لعب في أساسيات تكوينه، ومن هنا يشعر بأنه هو من يستحق أن يكون في مكانها وتطغى مشاعر الغيرة أو الحقد على مشاعر الحب إذا كانت المرأة هنا هي شريكة حياته حتى.