فيلم Irrational Man: لو كان بيدك تنفيذ العدل ولكن خارج القانون هل ستنفذه وتتقبل العواقب؟

برأيكم لماذا نصمت في وجه الظلم؟ ولو كان بيدك تنفيذ العدل ولكن خارج القانون هل ستنفذه وتتقبل العواقب؟

الخوف!! هو أحد الأسباب التي تجعل منا لا نبادر ولا نغامر بهذا الشكل، فمثال الطالبة الذي ذكرته تكرر في العديد من المناطق، شخصيا أفسره على أنه مرض نفسي يصيب فئة من الأساتذة المتعصّبين من الطلبة فيكرهونهم، لست متعجبا لكون الطلبة لم يبادروا بمساعدة الطالبة، لكن تصرفك المباشر أمام جموع الطلبة مع الدكتور قد لا يكون صائبا فهو سيعتبره تحديا له وسيقابلك إما بجمود أو بظلم كي لا تنهار قيمته ومكانته.

بصراحة أنا لا أقبل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولا أقتنع بتصحيح الخطأ بخطأ _حتى وإن فعلتها فإنني أحاول تقويم نفسي وردعها_

الآن القاضي مرتشي أو ظالم، هل القتل حل؟ القتل جريمة في النهاية، كان يمكنه البحث عن طرق للإيقاع بهذا القاضي وبيان ظلمه.

في الواقع هذا الموقف حدث بتفاصيل أخرى اليوم في مصر وله مصفقين ومشجعين كثر حتى شعرت بينهم أنني بلهاء.

الموقف يتلخص أنه بعد دعوات مقاطعة سلسلة مطاعم ماكدونالندز انتشرت منشورات يفتخر أصحابها أنهم طلبوا وجبات ضخمة بأسعار مهولة وامتنعوا عن الاستلام وأغلقوا هواتفهم للتهرب من مندوب التوصيل.

هذه حقارة برأيي وما أذهلني أنني رأيت شخصية أتابعها وطالما وثقت بآرائها تدعم الموقف وتدعو لتكراره.

تغيير نظام، أو الاعتراض على قرارات سلطة أقوى منك، تحتاج لوقفة جماعية وليس لموقف شخص واحد، أنت بمفردك لا تستطيع فعل شيء، ولا تستطيع نصرة أحد، إذا لم يكن لديك نفس مركز القوة أو السلطة التي يملكها من تعارضه. واللجوء للأفعال الإجرامية وغير القانونية ليس بالحل الصحيح، الجريمة مازالت جريمة، وفي كل الأحوال أنت من تتضرر. الحل الوحيد هو حث الآخرين على اتخاذ موقف جماعي موحد لمحاولة التغيير والاعتراض لتحققوا العدل بأنفسكم وبالطرق المشروعة، ولكن للأسف هذا الحل ليس بالأمر السهل، ليس الجميع يهتم، أو لديه الشجاعة، لذا عليك المحاولة فقط، لربما تنجح في التأثير والاقناع.

يصمت المرء غالبًا لأنه يريد أن يمشي جنب الحيط ويقول يا رب الستر، إنها طريقة تربية جبانة منتشرة في الكثير من المجتمعات، يكون الشجاع فيها وصاحب كلمة الحق غريبًا، وعلى ذكر كلمة الحق هناك عبارة أفضلها تقول: "قل الحق ولو بصوت مرتجف"، إلا أن قول الحق والسعي لتطبيقه لا يعني أبدًا أن يعطي الإنسان لنفسه صلاحيات ليس له، تخيل أن كل شخص يريد تحقيق العدل بقتل شخص أو معاقبته كيف ستتحول حياتنا!

ادر إلى ذهني مواقف مشابهة في حياتنا اليومية فمثلا أتذكر في الجامعة قام أحد الدكاترة بطرد زميلة لنا من المحاضرة فور دخوله ودون إبداء أي أسباب لفعلته تلك، والغريب في الأمر أنه لم يتحرك أحد لم يعترض أحد حتى وقفت بنفسي لأقول له أريد أن أعرف لماذا قمت بطردها ما الذي فعلته؟ فما كان عليه إلا طردي أيضا ومنعي من دخول كل محاضراته وأيضا لم يتحرك أحد.

كنت أحاول تطبيق أحد طرق العدل وهي معرفة سبب وقوع الظلم ولكني عوقبت بالرسوب في هذه المادة لعدة سنوات.

ما حصل معك هنا رأيته بالضبط في مشهد فيلم من الأفلام الأمريكية على الفيسبوك. لا أدري اسم الفيلم ولا الممثل ولكن قام المحاضر الجامعي بطرد فتاة لم تفعل شيئا. ثم أنه راح يواصل القاء المحاضرة دون أن يعترض أحد من زملائها. هنا سألهم: لماذا لم تعترضوا؟! لم يجب أحد! تعجب ولقنهم درساً أن سكوتهم يصنع الطاغية وأن سكوتهم على الظلم سيطالهم أخيراً.

برأيكم لماذا نصمت في وجه الظلم؟ ولو كان بيدك تنفيذ العدل ولكن خارج القانون هل ستنفذه وتتقبل العواقب؟

أعتقد أن هذه قدرات شخصية تختلف من فرد لآخر و تختلف أيضاً باختلاف التربية و البيئة. نحن نصمت في وج الظلم لأننا نخاف أن يطالنا ولكن في الأخير سيفعل. ومنا من يقف ونصفق له مؤقتاً غير أنه سيتحمل عواقب ذلك وحده. هو بطل ولكن للبطولة تضحيات ليس الجميع قادرون على دفع ثمنها.

سؤال مربك ويستدعي الكثير من التفكير

لكن سأحسم الأمر بعدة أشياء (إذا لم يكن هناك طريقة لتحقيق العدل بشكل قانوني) وإذا تم إجباري على وضع ظالم وسأخسر كل حقاً لي بالصمت والخنوع وفي حال وجود سبيل لتحقيق أمر غير قانوني ربما سأفكر إذا كان متاح تطبيق الأمر ، بالأخص إذا كان هناك طريقة للإفلات من العواقب ، ولكن إذا كانت خسارتي أكبر أو تأثير ذلك على من حولي بشكل أكثر تدميراً حينها سأضطر أسفاً للتغاضي عن الأمر ... ولكن إذا شعرت أن كلمة الحق ستشكل فارق ..سأنطقها وإن كان الثمن رقبتي

برأيكم لماذا نصمت في وجه الظلم؟ ولو كان بيدك تنفيذ العدل ولكن خارج القانون هل ستنفذه وتتقبل العواقب؟

أحيانا الحماسة تضعنا في مواقف نخسر فيها القضية، صحيح أنك كسبت راحة الضمير، ولكن سيظل يلاحقك كلمة ماذا لو؟!

ربما لو كنت ناصحة لك في ذلك الموقف أن هذا الدكتور مسؤول عن العملية التعليمية فلا تتدخل، يمكنك الاستفسار بعدها ومحاولة تقديم شكوى جماعية، وأظن أن هذا سيكون تصرف حكيم، لأن في حرم الجامعة دا ئما ما نسمع هذه القصص الديكتاتورية.

فيفكر البطل بأن يقتل هذا القاضي بطريقة ما لتنفيذ العدل

أفهم سؤالك لكن قبل أن أحاول أن أجيبك أشير إلى أن تفكير البطل في هذا المشهد لا يمثل العدل على الإطلاق فيجب أن تكون العقوبة على قدر الخطأ بدون مبالغة ولا تنازل، المشكلة في تنفيذ العدل خارج حدود القانون هي من سيحدد أن هذا هو العدل فإذا كان الأمر مجرد شعور شخصي بأن هذا هو العدل فكثيرًا ما تكذب علينا مشاعرنا أو تدفعنا إلى الطريق الخطأ. أما عن الصمت في وجه الظلم فلك حق في هذا التساؤل بل أضيف إلى ذلك أنا سؤال لماذا يتجه الناس لنصرة الظالم؟