في 2021 أصدرت أمازون نسخة مرممة من فيلم الطيب والشرس والقبيح The Good, the Bad and the Ugly الفيلم الإيطالي الذي تم عرضه لأول مرة في 1966، وفي نهاية يونيو وحتى يوليو 2021 حصل الفيلم على المركز الأول في قائمة الأكثر مبيعًا على منصة أمازون بعد ترميمه. 

هذا الخبر ذكرني بأمي وأبي وتعلقهم بقناة روتانا كلاسيك وكل الأفلام القديمة، وقتها فكرت لماذا لا يلجأ المنتجين لفكرة إعادة إحياء الأفلام القديمة ولكن ليست بطريقة الترميم فحسب بل بإعادة تمثيلها، تخيلوا مثلًا فيلم من أفلام إسماعيل يس يقوم ببطولته أحمد حلمي، بنفس القصة ونفس السيناريو، هنا سيعود الجيل الجديد لمشاهدة النسخة الأصلية وفي نفس الوقت سيعي الفرق بين الفن قديمًا والفن الآن، وربما بتلك الطريقة تتقدم صناعة السينما في الوطن العربي ويتخلى الكُتاب عن كتابة قصة فيلم تافه أو معدوم الفكرة.

هل تتذكرون مساهمتي " ما بين جزيرة غمام والحشاشين هل تستعيد الدراما المصرية بريقها من جديد؟ " كنت أحدثكم عن فن اختيار فكرة العمل الدرامي؛ فالفكرة الجيدة تحتاج لسيناريو قوي ليبرزها ويوضحها، ولكن لكي نجيب على سؤال شغل عقولنا جميعًا هل فكرة الأعمال الكلاسيكية هي من أنجحت العمل أم أن عامل الزمن له دور في هذا النجاح يجب علينا أن نبحث عن طريقة لمعرفة الإجابة وربما تطبيق فكرتي قد يقودنا للطريق الصحيح؛ فبعد إعادة إنتاج العمل الدرامي القديم والاحتفاظ بفكرته ونصه فقط وتغيير الممثلين والمخرجين وقتها سيتضح لنا هل الفكرة هي سبب النجاح أم مشاعر البشر وسيكولوجيتهم هي السبب، بمعني أن ما كان يفضله الأجداد في فترة الستينيات والسبعينيات اختلف عن تفضيلات الجيل الحالي أم أن جيل الألفية الجديدة اعتاد على تقبل أيّ شيء يتم عرضه له بما أنه لا يملك خيارات متعددة ليقارن ما بينها.

الآن دعونا نعطيه نبذة عن الفن الجميل بإعادة إحياءه، وليس ترميمه كما فعلت أمازون، ونترك له حرية الاختيار هل سيفضل القصص القديمة ويشعر أنه أفنى عمره في مشاهدة أعمال سطحية أم سيُفضل كل ما هو جديد لمجرد أنه جديد؟

سؤالي الآن: هل ترميم الأفلام القديمة أو إعادة استخدام القصة مرة أخرى بنكهة العصر الحديث سيحقق رواج أكثر من الأفكار الجديدة؟