هل تثق حقاً في عقلك؟ هل تثق في حواسك؟ هذا السؤال هو ما يدفعنا الفيلم المصري "آسف على الإزعاج" إلى التفكير فيه. 

في هذا الفيلم نجد (حسن) المهندس الذي يقع في الحبّ ويقوم بمغامرات لم يفعلها من قبل, بتحفيز من والده. نلاحظ أن (حسن) يشعر بالإضطهاد ممن حوله, بل ويصل الأمر إلى السباب, فيشتكي الأمر إلى رئيس الجمهورية و لكنه يخفق بعد القبض عليه.

في الجزء الأخير من الفيلم نجد السؤال الذي سألته في أول المقال يتبلور في عقلنا... هل نثق في حواسنا؟ بالطبع لا أريد حرق الفيلم لمن لم يشاهده, ولهذا سأتوقف عن سرد الفيلم و إسمحوا لي بأن أتحدث قليلاً عن الأوهام في علم النفس, وخصوصاً عن المرض الأشهر المسبب لحالات الهلاوس المصاحبة. 

 فمن مِنا لم يسمع ب"الفصام العقلي"، وفقاً لوزارة الصحة المصرية فأن مرض الفصام هو إضطراب عقلي يؤثر في تفكير الشخص وشعوره وسلوكه, وقد يسمع المريض أصواتاً ويرى أشياءً غير موجودة بل وقد يشعر بأن هناك من يحاول إيذاءه.

أما السبب العلمي وراء هذا فغير معروف. ربما الإجهاد العقلي والنفسي, والظروف البيئية التي يتعرض لها المريض, وعلى الرغم من أن الأوهام بالنسبة للطب النفسي هي أشياءً حقيقية تماماً في عقل المريض. ألا أن السؤال هو : هل هي حقيقية في المطلق ؟

إذا كان المريض يرى الأوهام حقيقية, فماذا عن من حوله في نظرتهم للشخص الذي يقول أمامهم أنه يسمع أصواتاً تخاطبه ؟ بالنسبة لي فإن الأوهام هي الحقيقة المتجسدة في عقل المريض, وإن حاول الأهل والمعارف الدخول إلى عقل صاحبهم المضطرب فإنهم يرون ويسمعون بالضبط, بل ويقسمون أن هذه الأشياء أمامهم حقيقية. إذن هل هي حقيقية فعلاً ؟ 

بالطبع هي حقيقية في حالة أننا إعتبرنا أن عقلنا هو المتحكم في واقعنا, فنحن لا نرى ولا نسمع عموماً إلا من خلال الإشارات التي يرسلها إلينا العقل. لهذا فإن إعتبرنا أن العقل هو المقياس, فإن الأوهام حقيقية جداً لإنها في عقلنا الذي يستوعب. حتى وإن كانت خلايا المخ مضطربة! مادام قد نرى فإن ما نراه حقيقة, وأنا أتكلم بكل بساطة عن رأيي في الأوهام سواء أن كان تحت تأثير المرض أم لا, وهذا يقودني إلى سؤال أترك إليك إجابته : ماذا لو دخلت داخل عقل مريض فصام, وحاول الجميع إقناعك بالعقل والمنطق أن ما تراه هو "أوهام". هل ستحارب في سبيل إثبات إنها حقيقية ؟