هي لحظاتٌ من المشاهدة فقط، قبل أن نقع بغرام سلسلة أفلام هاري بوتر المبنية على سلسلة روايات تحمل نفس الاسم، والذي يُصور عالماً خاصاً بالسحرة بمقدورهم القيام بأمور خارقة للطبيعة من طيرانٍ وتحريك الأشياء عن بعد وغيرها الكثير.

هي سلسلة تُشعرنا بالمتعة والسرور، ولكنها ايضاً تجعل من العالم مكاناً أفضل، من خلال ترسيخ قيم التسامح والتآخي المجتمعي عند متابعيها، بناء على الأفكار والقضايا التي تناقشها.

ومن أبرز هذه القضايا التمييز العنصري، فمنذ أولى لحظات الجزء الأول، تظهر العنصرية جلية لدى بعض السحرة الذين يملكون قوى خارقة، والذين يُعدّون العامة (من هم من غير السحرة) أدنى مكانةً منهم، ضمن قالب روائي مميز يدفعك لاشعورياً لرفض هذا التصرف العنصري، خصوصاً وأنك أحد العامة.

تحوي السلسلة أيضاً اسقاطات في حياتنا الواقعية إذ نجد التشابه الكبير بين الشخصية الخيالية الشريرة (فولدمورت) الذي يُحابي أصحاب الدم النقي (الذين ولدوا لأبوين من السحرة) على حساب العامة وأصحاب الدم الموحِل (أحد ألأبوين من غير السحرة)، وبين الزعيم الألماني "أدولف هتلر" الذي اضطهد أتباع الديانة اليهوديَّة.

كما ناقش الفيلم فكرة التمييز الطبقي، فهناك السّحرة وهناك كائنات الغوبلن الخيالية المسخرين لخدمتهم، وهو تقسيم وجوده واضح في مجتمعنا أيضاً.

إن اجتماع الخيال والإبداع في هذا العمل مع طرح قضايا إشكالية في مجتمعنا جعل منه عملاً عظيماً يُنصح الكبار بمتابعته قبل الصغار.

هل لديكم أي أمثلة أخرى من الفلم يتضح من خلالها دوره في التوعية والحد من مظاهر التمييز والعنصرية؟