إن الابتكار بالنسبة للمؤسسة يعتبر كعامل أو ناقل أو موجه نحو النمو، ووسيلة للخروج من الأزمات، هو أكسجين المؤسسة في ظل جو المنافسة الخانق.
يقول Bellon" على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مواجهة الأزمات و الظواهر الغير المحتملة، وذلك بالحل الوحيد وهو الابتكار" ،هناك مؤسسات تتبنى الابتكار فقط لمسايرة التغيير في محيطها، ومؤسسات اخرى تتبناه لتكون هي الأفضل والمسيطرة في قطاعها. ومنه فإن أهمية الابتكار تتجلى في غاية المؤسسة منه لتحقيق أهدافها.
الابتكار من أجل البقاء:
تشبع الأسواق، تحرر التجارة العالمية، عدم استقرار بعض القطاعات، التغير في البيئة المحيطة، التقادم السريع للتكنولوجيا، كلها أسباب تدفع بكل مؤسسة الى التجديد المستمر لمنتجاتها و خدماتها، مما يؤدي الى الزيادة في حدة التنافس. مثال على ذلك التنافس المشهود في سوق السيارات بين مختلف المؤسسات الألمانية والفرنسية و الكورية، فأصبح معيار الابتكار هو المعيار الحاسم في تصدر المؤسسة للمبيعات علما أن المستهلك أصبح أيضا ذو نزعة ابتكارية أي يفضل ماهو مبتكَر، دون أن ننسى مثال السيارات الهجينة التي وَجدت رواج في أوروبا و خاصة السيارات اليبانية.
الابتكار لمواجهة التغيير المفاجئ:
إن الابتكار هو الحل أو المنقذ الوحيد للمؤسسة من عدم استقرارية المحيط، ويعتبر كردة فعل تقوم به المؤسسة لمواجهة الظواهر الغير المحتملة، مثال على ذلك شركة Kodak لصناعة آلة و أفلام التصوير أنشأت سنة 1888 وكانت هي الرائدة في المجال، 1970 الشركة تستحوذ على أكثر من ثلثي السوق العالمي، 1990 ابتكار من مؤسستي (Casio,Epson) لآلة التصوير الرقمي يعني التخلي عن أفلام التصوير، هذا التغيير المفاجئ بالنسبة الى Kodak أدى بها الى تبني الابتكار وهذا مافعلته في 1995 ابتكار أول ألة تصوير هجينة بين الرقمية و العادية، 2001التخلي الجزئي على آلة التصوير العادي، 2003 التوقف عن الاستثمار في الآلة العادية، 2004 أول آلة رقمية مئة بالمئة، 2010 التخصص في المطابع الرقمية وتستحوذ على ربع السوق العالمية لآلات التصوير الرقمية، 2013 إعلان الشركة على تخصصها في استخراج و طبع الصور سواءا كانت تجارية أو علمية.
الابتكار من أجل التطوير الداخلي:
الابتكار داخل المؤسسة يبقى هو معيار نجاحه و استمراريتها، كما أنه هو السر الذي بفضله تحقق أهدافها الكبيرة والصغيرة، وذلك من خلال الابتكار في التسيير الداخلي، خط الانتاج من التصميم الى التغليف، المعدات وطريقة العمل، كلها عوامل تساعد على النجاح. مثال على ذلك شركة IAA للفلاحة والمواد الغذائية سنة 1990 كان انتاجها يقدر ب 6.6 مليار أورو عمالها 412000 فرد، 1993 قامت المؤسسة بخلق مخبر للبحث والتطوير،الى غاية سنة 2008 ابتكر المخبر 70 ابتكاراً ساعد المؤسسة على رفع كمية انتاجها الى 163مليار اورو ب175900 عامل فقط.
الابتكار من أجل التغيير في المحيط:
تبني إستراتجية الابتكار هو خطوة لإحداث ثورة في القطاع أو المجال الخاص بالمؤسسة. ان دراسة حاجات السوق يؤدي إلى ابتكار منتج أو خدمة جديدة كليا أو جزئيا مما قد يخلق سوقاً جديدا كلياً أو جزئياً. شركة Lafarge الأولى عالميا في صناعة الاسمنت، الثانية عالميا في صناعة الغرانيت، الثالثة عالميا في صناعة الاسمنت المسلح و الجبس، حتى 2009 تمتلك 775 براءة اختراع. تقوم بإنتاج مواد بطريقة محافظة على البيئة ومنتجاتها فعالة أكثر مقارنة بنظيراتها، وقامت بابتكار طريقة استعمالها مما أدى إلى ابتكار آلات جديدة للبناء تختص بتلك المنتجات الخاصة بالشركة، فخلقت سوقاً لا ينافسها أحد إلى حد الساعة.
من تحريري انا اعتمادا على كتاب:
François ROMON : Managment de l’innovation,3eme edition, edition Vuibert, France,2013
التعليقات