لا يمكن لأي مُنتج أو خدمة أو مشروع أو مبادرة أن تنجح وتُطبّق على أرض الواقع ما لم يتمّ شراؤها أو تأييدها أو دعمها من قبل الفئة المستهدفة. وهو ما يُعرف بالتسويق أو الـ Marketing. وعلى الرغم من أنّ التركيز على مهارات التسويق يكون في الغالب في وظائف التسويق التقليدية مثل الإعلان والمبيعات والعلاقات العامة وإدارة العلامات التجارية، إلاّ أنّ هذه المهارات تحظى بتقدير واهتمام كبيرين من قبل أرباب العمل في جميع القطاعات الوظيفية. سنتعرّف في مقال اليوم على أهمّ مهارات التسويق، التي تساعدك في الارتقاء بمسيرتك الوظيفية بالإضافة إلى أهمّ النصائح والوسائل التي تساعدك على تنمية هذه المهارات.

ما هي أهمّ مهارات التسويق؟

ينطوي الترويج لأي منتج او خدمة او فكرة على العديد من مهارات التسويق والصفات الشخصية المختلفة التي تبدأ بتحليل الجمهور وتحديد تصوّراتهم حول هذا المنتج أو الفكرة، ثمّ تحديد جوانب ومميزات المنتج التي تجعله أكثر جاذبية للجمهور. وبعدها البدء بتقديم هذه الفكرة أو المنتج بطريقة ممتعة جذّابة تشجّع الآخرين على شراء المنتج أو اعتماد الفكرة. وهنا لابدّ من التنويه إلى أنّ التسويق لا يقتصر على المنتجات والأفكار فحسب، إذ يمكنك أن تسوّق نفسك أيضًا لأرباب العمل وأصحاب الشركات فتحصل على الوظيفة التي تناسب طموحاتك أو الدعم الذي تحتاجه في تحقيق مشاريعك. وفيما يلي أهمّ مهارات التسويق التي تساعدك على رفع قيمتك لدى رئيسك في العمل، أو حتى للترويج لفكرتك أو منتجك بشكل صحيح:

1- مهارات الاتصال

يعتبر التسويق شكلاً من أشكال التواصل المهني، نظرًا لأنه ينطوي على إقناع الطرف الآخر (زبون، عميل، صاحب العمل) بشراء منتج معيّن أو قبول فكرة ما أو التفاعل معها. قد يأخذ هذا التواصل شكلاً كتابيًا مثل كتابة إعلان أو نصّ لدعاية ما، أو حتى إنشاء رسالة تغطية قويّة لتسويق نفسك. كما قد يتضمن بناء حملات دعائية، أو معرفة بمجالات التصميم أو امتلاك فكرة عامة حول المستخدم النهائي وما يريده حقًا. كذلك، فمهارات التواصل اللفظي تلعب دورًا مهمّا في التسويق، نظرًا لأن هذه العملية تحتاج في الغالب إلى التواصل مع الأطراف الأخرى شفويًا لإقناعها بشراء منتج أو خدمة ما. فضلا عن أنّ التسويق هو مجهود جماعي يحتاج لأن يكون جميع أفراد الفريق قادرين على التواصل بفعالية داخل شركتهم.

2- مهارات التحدّث أمام الجمهور

عند الخروج بفكرة جديدة أو مبادرة تسويقية، او حتى في حال رغبت بتسويق نفسك لأصحاب الشركات، فأنت بحاجة إلى عرض أفكارك على الآخرين من العملاء أو الزملاء أو رؤساء العمل سواءً من خلال التحدّث مباشرة أمامهم أو من خلال عروض تقديمية على PowerPoint أو Prezi وما شابهها من برامج العروض التقديمية. وفي كلّ الأحوال ستحتاج لأن تمتلك ما يكفي من الكاريزما ومهارات التحدّث أمام الجمهور ليصبح بوسعك تسويق نفسك أو منتجك على أتمّ وجه. حيث يندرج تحت هذه المهارة مجموعة من المهارات الأخرى المهمّة مثل:

  • دقّة الملاحظة والانتباه للتفاصيل.
  • القدرة على تقديم المنتجات للعملاء والتعرف بها.
  • مهارات القيادة .
  • القدرة على تسيير الاجتماعات.
  • تسيير مجموعات التركيز.

3- مهارات التفكير التحليلي

يتطلّب التسويق قدرًا كبيرًا من التحليل المستند على البحث المتعمّق لتحديد ما يحتاجه الجمهور سواءً كانوا عملاء أو رؤساء عمل تسوّق نفسك لهم. كما تحتاج أيضًا إلى القدرة على وضع الاستراتيجيات الدقيقة المصصمة استنادًا على تحليلاتك والتي تضمن لك الحصول على النتيجة التي تريدها من عملية التسويق. فيما يلي أهمّ مهارات التفكير التحليلي التي تحتاج إليها لصقل قدراتك التسويقية:

  • إجراء أبحاث السوق
  • إجراء البحوث الاعلامية
  • التفكير النقدي
  • مهارات التخطيط
  • مهارات حل المشكلات
  • مهارات الإحصائية

4- مهارات التفكير الإبداعي

حتى تتمكّن من تسويق نفسك أو منتجك جيّدًا، لابدّ من أن تمتلك القدرة على إنتاج أفكار جديدة مثيرة للاهتمام تجذب بها جمهورك. لذا يُعدّ التفكير الإبداعي خارج الصندوق من أهمّ مهارات التسويق التي لابدّ من العمل على تطويرها وتعزيزها. وربما القدرة على السرد القصصي الممتع والمقنع أفضل طريقة لإشراك جمهورك وحثّه على شراء منتجك أو خدمتك. فيما يلي مجموعة من المهارات التي تندرج تحت مظلّة التفكير الإبداعي وتعدّ من مهارات التسويق المهمّة:

  • الحساسية الجمالية (القدرة على الإحساس بالجمال في كلّ شيء).
  • مهارات العصف الذهني.
  • مهارات التخطيط للأحداث المختلفة.
  • مهارات السرد القصصي.

5- مهارة التفاوض

غالبًا ما يتمّ التقليل من قيمة مهارات التفاوض في التسويق، إلاّ أنها مع ذلك مهارات جوهرية في هذه العملية، سواءً كان التفاوض مع العملاء حول الميزانيات والجداول الزمنية والتوقعات حول المنتجات، أو مع المصممين والبائعين، أو حتى مع رئيسك في العمل لتحديد الراتب الذي يجب أن تحصل عليه، حيث تعدّ جميع هذه المواقف صفقات صعبة لابدّ من قيادتها بنجاح لتكون مسوّقًا محترفًا. وحتى تتمكّن من النجاح في التفاوض، يتوجّب عليك أن تأخذ بعين الاعتبار عقلية الطرف الآخر وأن تفكّر في وسيلة تقدّم بها فكرتك أو خدمتك او حتى نفسك بحيث تحقّق أهدافك المرجوة وتلبي احتياجات الطرف الآخر في الوقت نفسه حيث يسعك تحقيق ذلك من خلال اكتساب مهارات التفاوض الآتية:

  • الاستماع للآخرين.
  • التعاطف.
  • مهارات الاقناع.
  • الحفاظ على هدوء الأعصاب.
  • مهارات تحليل المنافسين والتعرف عليهم.

6- مهارات إدارة الإجهاد والضغط النفسي

قد يكون التسويق في بعض الأحيان مرهقًا للغاية، فمواعيد التسليم قد تكون ضيقة، وقد تسوء العديد من الأمور في اللحظة الأخيرة. أمّا في حال كنت تسوّق نفسك، فقد تجد نفسك مجبرًا على تقديم نفسك أمام شخصيات مهمّة للغاية، الأمر الذي ربما يشعرك بالتوتر الشديد، وإن لم تكن قادرًا على التعامل مع الضغط النفسي والتوتر بنجاح دون ذعر، فلن تكون مسوّقًا ناحجًا على الإطلاق. فيما يلي بعض المهارات التي تندرج تحت مظلة مهارات إدارة الضغط النفسي والتي يعدّ اكتسابها عاملاً مهمًا من عوامل النجاح في التسويق بكافة أشكاله:

  • مهارة التنظيم
  • الإصرار.
  • تقبل النقد.
  • مهارات حل المشكلات.
  • الالتزام والدقة في المواعيد
  • مهارات إدارة الوقت

7- مهارات التقنية

تعدّ المهارات التقنية من ضرورات النجاح في التسويق. سواءً كان ذلك معرفة بمختلف البرامج المستخدمة في إدارة المشاريع أو البرامج التحليلية المستخدمة لقياس نجاح الحملات التسويقية على وسائل التواصل الاجتماعي، أو كان المعرفة بالجوانب التقنية التي تمكّنك من أداء وظيفتك على أتمّ وجه. ومن أهم المهارات التقنية ذات الأهمية في تطوير قدراتك التسويقية، نذكر ما يلي:

  • مهارات كتابة الرسائل الإلكترونية التسويقية.
  • مهارات استخدام برامج مايكروسوفت.
  • مهارات التعامل مع شبكة الإنترنت والبحث على المواقع الإلكترونية.
  • القدرة على استخدام مختلف برامج العروض التقديمية.
  • الإلمام بالبرامج أو الوسائل ذات الارتباط المباشر بمجال عملك أو اهتمامك، فمثلا المهارات التقنية اللازمة للمصمّم الجرافيكي كي يسوّق نفسه تتمثل في إلمامه ببرامج التصميم المختلفة مثل Photoshop و Illustrator ...الخ، وهكذا.

كيف تطوّر مهارات التسويق لديك؟

حتى لو لم تكن متخصّصا في التسويق، أو طالبًا في إحدى مجالات المال والأعمال أو الدعاية، يمكنك مع بعض التمرين والتدريب من تطوير مهاراتك التسويقية لتتمكّن من تقديم نفسك للآخرين بشكل أفضل، وعرض أفكار وخدماتك على نحو يضمن لك الحصول على النتيجة التي تريدها. إليك فيما يلي بعض النصائح التي تضعك على الطريق الصحيح وتساعدك على تحسين مهاراتك التسويقية:

1- تدرّب على الكتابة

كما سبق أن ذكرنا، تعدّ مهارات الكتابة واحدة من أهمّ مهارات التسويق على الإطلاق. حيث أنّ سيرتك الذاتية هي شكل من أشكال التسويق، وكذلك الحال مع رسالة التغطية أو رسالة الدافع أو غيرها ممّا تكتبه عن نفسك. والأمر ذاته ينطبق على الرسائل والمقالات التي تعرض من خلالها خدمة أو منتجًا معيّّنًا. الخطوة الأولى لتطوير مهاراتك الكتابية تتمثل ببساطة في التدرّب على الكتابة! استمرّ في الكتابة، ودرّب نفسك على الكتابة لجمهور مختلف بنبرة مختلفة في كلّ مرّة. تذكّر دومًا أنّك لن تسوّق نفسك لمدير شاب بالطريقة ذاتها التي تسوّق بها نفسك لمدير كبير في العمر، ولا بذات الطريقة التي تقدّم بها نفسك لشركة عالمية ضخمة. فالأمر يختلف من شخص لآخر. يمكنك الالتحاق بدورات وورشات عمل للكتابة من أجل صقل مهاراتك، كما يمكنك أيضًا التعرّف أكثر على المهارات الكتابية وكيفية تطويرها من خلال مقالنا على منصّة تعلّم.

2- واكب التطوّرات في مجال تخصصك

عندما تكون على اطّلاع بأحدث التطوّرات في حقل معرفتك، ستصبح أكثر قدرة على تسويق نفسك أو خدماتك، وستزيد إمكانية أن تصنع أنت أيضًا محتوى مناسبًا يجذب جمهورك إليك. ابحث عن المدوّنات التي تروق لك، أو تلك المتخصصة في مجالك، وتابعها بشكل منتظم لتعرف كلّ ما هو جديد في هذا المجال. فلن يستغرق الأمر منك سوى بضعة دقائق كلّ صباح أو ساعة واحدة كلّ أسبوع. وستجد نفسك أكثر قدرة على التقدّم للأمام حينما يواجه أقرانك صعوبة في مواصلة الطريق بسبب جهلهم بما هو جديد في مجال تخصصهم. احرص دومًا على تحديث معلوماتك في الجوانب التالية نظرًا لأنها تدخل في الغالب في جميع المجالات، وتحظى باهتمام كبير من مختلف رؤساء العمل:

  • تسويق المحتوى.
  • استخدام محركات البحث.
  • إدارة وسائل التواصل الاجتماعي.
  • التسويق عبر البريد الإلكتروني.
  • استراتيجيات بناء العلاقات.

3- اكتسب مهارات جديدة

كلّما زادت المهارات والمعارف التي تمتلكها، زادت قيمتك في نظر أرباب العمل، وأصبح تسويق نفسك أو منتجك أمرًا اكثر سهولة. ضع نصب عينيك هدفًا بأن تتعلّم شيئًا جديدًا في كلّ يوم، وركّز على وجه الخصوص لتطوير مهاراتك في الجوانب التالية، نظرًا لما لها من أهمية في عملية التسويق:

  • البرمجة.
  • علم نفس المستهلك وسلوكه.
  • الإحصاء.

صحيح أنّ الشركة التي تسوّق نفسك أو منتجك لها تمتلك بلا شكّ قسمًا متخصصًا في المجالات التالية، لكن ستندهش من مدى ارتفاع قيمتك وقدرتك على التسويق في حال اكتسبت معرفة حول تلك المجالات، فمن الجيّد دومًا أن تعرف شيئًا عن كلّ شيء من حولك!

4- وسّع آفاقك

غالبًا ما يكون السفر جزءًا من العمل في مجال التسويق، إلاّ أنّ البعض يفضّل التمسك بروتينه اليومي قدر الإمكان معتقدين أنّ تلك هذ الطريقة الأفضل لتحقيق الأهداف وبالتالي امتلاك قدرة أكبر على تسويق أنفسهم أو منتجاتهم. قد لا يكون هذا الأمر صحيحًا على الدوام، فتجربة السفر سواءً كانت بهدف العمل أو المتعة ستفتح عينيك على ثقافات وآفاق جديدة. اجعل منها تجربة تعليمية تتعرّف من خلالها على طرق جديدة للتفكير والتواصل مع الآخرين. حاول أن تكتشف المزيد عن الأشخاص في البلد الذي قمت بزيارته، كيف يفكّرون؟ ما هي الأمور التي يهتمّون بها؟ وكيف يتسوّقون أنفسهم ومنتجاتهم؟ عندما تعود من رحلتك، راجع بينك وبين نفسك ما تعلّمته واستفد من هذه المعلومات في تجربة طرق جديدة لتسويق نفسك، وحتى لو لم يكن بوسعك السفر، فالتعرّف على أشخاص جدد من خلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة عنك سيسهم في الوصول إلى النتيجة ذاتها.

5- اكتب شعرًا!

إنها نصيحة غريبة بلا شكّ، لكنها مع ذلك ستساعد على تطوير مهاراتك التسويقية بشكل لم يسبق لك تخيّله. ليس عليك أن تكون شاعرًا، لكن حاول على الأقل أن تكتب جملة أو قصيدة صغيرة ذات قافية. كتابة الشعر، أو حتى نصّ عادي مع الحرص على وجود القافية فيه سيفتح عينيك على أمر مهم، ألا وهو استخدام التشبيه والصور الفنية بطريقة تجعل من نصّك أكثر سلاسة ورسوخًا في ذهن القارئ، وكذلك الحال مع التسويق، إذ يتعيّن عليك أن تقدّم منتجك أو فكرتك بطريقة تضمن أن تبقى صورتك حاضرة في ذهن الشخص أو الأشخاص الذين تستهدف جذبهم. أيّ هذه الطرق تعتقد أنّها الأفضل في تطوير مهاراتك التسويقية؟ وما هي الوسائل الأخرى التي تسهم برأيك في إكسابك مهارات تسويقية قويّة تمكّنك من جذب العملاء إليك أو لفت أنظار أرباب العمل لمهاراتك؟

شاركونا آرائكم وأفكاركم من خلال التعليقات