في الثمانينات انخفضت مبيعات ماكدونالدز بنسبة 7 بالمئة، في تلك الفترة ارتفعت تحذيرات الأطباء من أضرار الوجبات السريعة مما جعل العملاء يقاطعون المنتجات المشبعة بالدهون ويحرصون على تناول المنتجات الطازجة من الخضر والفواكه، وهذه التحذيرات كانت نتيجتها انخفاض في مبيعات الوجبات السريعة وخاصة ماكدونالدز.

بعد هذا الانخفاض قامت شركة ماكدونالدز بالتصدي للوضع من خلال مجموعة من القرارات الوقائية أهمها كان:

  1. استبدال الزيوت المشبعة بالزيوت الطبيعية.
  2. تغيير الإضافات العادية بإضافات طبيعية صحية.
  3. تغيير مواد التغليف العادية بمواد ورقية صحية.

وبعد هذه الخطوات والقرارات الجديدة عادت المبيعات في الارتفاع، لكن هل المبيعات عادت للارتفاع حقيقة نتيجة هذه القرارات أو أن الأمر فقط نفسي والانخفاض كان نتيجة الموجة التحذيرية التي كانت تلك الفترة؟ 

القرارات هذه أجدها قرارات تسويقية أكثر منها قرارات في صالح المستهلك، عملت الشركة على تخدير عقل المستهلك واللعب على العامل النفسي الذي هو الخوف من المرض، رغم أن هذه القرارات لن تقلل من الضرر الذي تسببه الوجبات السريعة.

رغم علمنا نحن كمستهلكين بضرر الوجبات السريعة على حياتنا إلا أننا نصر على تناولها وبكميات كبيرة، ونجد أنفسنا نلجأ للأكل الصحي فقط في الأزمات أو بعد بعض الموجات التحذيرية مثلما حصل في وقت كورونا.

في وقت كورونا ازداد الحديث عن ضرورة تناول الغذاء الصحي والإكثار من الخضر والفواكه، لكن بعد تجاوز الوضع عادت الأمور كما كانت في السابق وأكثر.

تخصيص ميزانية لمثل هذه القرارات ستكون له تبعات على السعر بكل تأكيد، هل فعلا أنت كمستهلك تجد أن مثل هذه القرارات مفيدة لك وتخدمك سواء من ناحية القيمة المادية والنفسية والصحية، أو هي فقط قرارات تسويقية تفيد الشركات من ناحية رفع الأسعار وزيادة المبيعات، وما هي العوامل التي تحفزك للتعامل مع شركة بعينها في مجال الوجبات؟