تيك توك من المنصّات المُغرية، سجِّل حسابًا الآن. أنشر فيديو مهما كان تافهًا، وعد بعد عدّة ساعات: ستجد أنّك على الأقل حصلت على 1000 مشاهدة رغم أنّه ليس لك متابع واحد.

هذا الأمر يغري كثير من صُنّاع المحتوى، ما دامت المنصة ستعرض فيديواتي لعدد من الناس بدون جهد، لماذا لا أستخدمها؟ ما الضرر في اعلان تيك توك؟

حسنًا، سأوضِّح لك لماذا لا يجب أن تستخدم تيك توك للإعلان لمنتجاتك.

هناك نقاط عديدة، منها أنّك لا تستطيع وضع روابط لمنتجاتك إلّا بعد بلوغ حسابك لعدد كبير من المتابعين، لكن هذا ليس المعيق الأساسي.

أهم سبب أعمق بكثير، سبب لو فهمته، قد تستطيع اسقاطه على الكثير من مصادر الزيارات وتتجنّبها، وتركّز في مصادر أفضل.

السبب الحقيقي ببساطة: أنت لا تصل لجمهور يحتاج منتجك.

لو كنت تبيع ماركة عطور معينة، وقررت وضع فيديو لها على تيك توك، هذا الفيديو سيظهر لكل من يهتم بالعطور من قريب أو بعيد.

ربما سيراك 10 ألف شخص، لكن كم منهم سيكون مهتمًا؟ ليس الكثير.

صعب جدًا أن تقنع شخص أن يشتري شيئًا من غير حاجة. أنا عندي 3 عطور في خزانتي، أنا مهتم بالعطور، وخرجتَ لي باعلانك، إذا قررت أن أشاهده، لا يعني أنِّي سأكون مستعدًا لشراء العطر منك حتى لو أعجبني الفيديو.

الملخص من تيك توك: صرفتَ وقتًا في جعل الفيديو يُعجب الناس، حصلت على مشاهدات، لكن هذه المشاهدات "بلا بركة" معدّل الشراء من 10 ألف شخص هو معدل ضئيل جدًا.

الحل؟

محركّات البحث وقاعدة جمهور، ببساطة ورثناها عن القدماء.

كل شيء يبدأ من محرّكات البحث. ستستهدف من يبحث عن ماركة العطور هذه تحديدًا.

ستكتب موضوعًا، أو تُنشئ فيديو على يوتيوب في هذا العطر بالذات، تستهدف الكلمات المفتاحية ذات الزيارات الجيدة والتي فيها منافسة منخفضة.

ليس لك قدرة على الكتابة؟ استعن بمستقل في Mostaql.com ودعه يكتب لك المنشورات بعد توجيهة، أو يُنشئ لك الفيديوات.

من يبحث عن "عطر كارولينا هيريرا القديم" إلّا لو كان مهتمًا لدرجة كبيرة أن يشتريه؟

ماذا لو صادف موضوعًا لك تحدّثت فيه عن العطر، وثمَّ وضعت رابط شراءه من متجرك؟ سيكون أقرب للشراء من تيك توك

ماذا لو وضعت أسفل المنشور المفيد، قائمة بريدية يشترك فيها من يكون مهتمًا بمنشوراتك؟ ستبني قاعدة الجماهير.

ننسى الأساسيات

في الكثير من الأحيان نلاحق الأشياء اللامعة وننسى الأساسيات. الأساسيات هي نفسها منذ 30 سنة، كلمات مفتاحية وقاعدة جماهير، لم تتغيّر رغم التحديثات المتعدّدة.

على ذكر قاعدة الجماهير، هذه قناتي على التليجرام بمثابة القائمة البريدية عندي، أضع فيها روابط مقالاتي وبعض مكتوباتي في مكان واحد.